جدد الحادث الإرهابى الذى وقع اليوم بالقرب من مسجد الروضة، فى مركز بئر العبد بشمال سيناء، الحديث عن مسألة تكفير تنظيم "داعش"، الذى يرفضه الأزهر الشريف حتى الآن، لاسيما أن المستهدف تلك المرة هم المسلمون وأحد المساجد. ويرفض الأزهر الشريف، وشيخه الدكتور أحمد الطيب، شيخ الجامع الأزهر تكفير "داعش"، مبررًا ذلك بأنه "لكى تكفر شخصًا يجب أن يخرج من الإيمان وينكر الإيمان بالملائكة وكتب الله من التوراة والإنجيل والقرآن"، لكن بعد استهداف المسجد والمسلمين هل يغير الشيخ رأيه، أم سيظل ثابتًا على موقفه. وكان هجومًا شنه مسلحون على مسجد الروضة بالعريش أثناء صلاة الجمعة اليوم، قد أسفر عن سقوط 235 شهيدًا و109مصابين، ولم تعلن جهة مسئوليتها عن الحادث إلى الآن. الدكتور عبد الحليم منصور، عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، أكد أن المرحلة الحالية تشهد تحولاً ملحوظًا فى استراتيجية الجماعات الإرهابية والعمليات التى تقوم بها، منوهًا بأنها بعد أن فشلت فى إحداث فتنة طائفية عن طريق استهداف الكنائس، وإخفاقها فى زعزعة الأمن والاستقرار داخل البلاد، عن طريق اغتيال رجال الشرطة والجيش، لجأت إلى قتل المدنيين واستهداف المساجد، فى تحول غريب. وأضاف منصور، فى تصريحه ل"المصريون"، أن الغرض من ذلك إضعاف الدولة، وإثارة الذعر والبلبلة والخوف، وترويع المواطنين، وأيضا محاولة لنشر الفوضى بالبلاد، وكسر الإرادة المصرية. عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، أوضح أن قضية تكفير "داعش"، من القضايا الجانبية التى لن تؤثر على الوضع الآن، متوقعًا أن يتم عرضها للنقاش مرة أخرى داخل أروقة الأزهر الشريف، وإعادة النظر فيها مرة أخرى داخل هيئة كبار العلماء. ودعا جموع المصريين، بالتكاتف والتلاحم، مطالبًا القيادة السياسية، بالتصدى لهذه الفئات والقضاء عليهم واستئصالهم، وتطبيق حد الحرابة عليهم وفق لقلوه تعالى: " إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِى الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْى فِى الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِى الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ". واختتم حديثه، قائلًا: "أتوجه بخالص التعازى إلى أهالى الشهداء والمصابين، ولكل المعنيين بالشأن المصرى وللقيادة السياسية، ونحسبهم شهداء ولا نزكى على الله أحد". أما الدكتور محمد عبد العاطي، رئيس قسم الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر، قال إن هذا الحادث الإرهابى له دلالات فى منتهى الخطورة، مشيرًا إلى أن الدلالة الأولى خاصة بالتحول فى تكتيكات الإرهاب، فبعدما كانوا يستهدفون الجيش والشرطة بذريعة مساندتهما للنظام، بدأوا يتوجهون للمدنيين العزل والمساجد. وأضاف عبد العاطي، ل"المصريون"، أن هؤلاء لا دين لهم ولا أخلاق لهم، متابعًا: "هم جماعة من عشاق إراقة الدماء ومن السفاحين القتلة المجرمين، الذين يجب تطبيق حد الحرابة عليهم". وعن قضية تكفير "داعش"، تابع: "لو أن هذه المسألة ستؤتى ثمارها لقام الأزهر بذلك، ولما تأخر عن هذا"، متسائلًا: "ما الهدف من وصم هؤلاء الكفار، وماذا بعد قيام الأزهر بذلك، فهؤلاء أشد الكفار". وأشار، إلى ضرورة عدم الوقوف عند المصطلحات، سواء كفار أو بغاة أو مجرمين أو قتلة، ولكن يجب التفكير فى التصدى لهم، وتكاتف جميع المؤسسات وجموع الشعوب فى وجه هؤلاء، حتى لا يتحقق مرادهم الأساسى من وراء ذلك، والذى يهدف إلى تقسيم الشعب وإثارة الوقيعة داخله. وأوضح، أنه بات جليًا بعد ذلك الحادث أن هؤلاء لا يفرقون بين مسلم ومسيحي، وطفل وشيخ، ومسالم ومحارب، ومن بداخل بيوت الله ومن يسير فى الطرقات، فدينهم القتل وسفك الدماء التى حرمها الله.