لك وحدك يا رب الحمد، لك وحدك الشكر، لك وحدك الملك، لك وحدك الأمر، فلك الحمد، "قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ". الحمد لله إذ لم ينتهِ أمسي،حتى اطمأننت على نجاح مرسي، والحمد لله لمنْحه سبحانه وتعالى فرصة ، لمثلي أن يكتب، ويقول: "الحمد لله"، الحمد لله الذي أذهب عنا القلق، والحمد لله الذي أوجب علينا الاعتذار، لهذا الشعب الذي أثبت جدارته، بأن يكون له رئيس مِصري خالص، رئيس "صُنع في مصر" رئيس فلاح، رئيس نحسبه- ولا نزكيه على الله- سيخاف الله تعالى. يا رب، لك المحامد والمدائح كلها، فاقبلْ حمدي ومدحي وثنائي عليك، وأنا، مَن أنا؟، لا شيء، لا أحصي ثناءً عليك، فأنتَ أنتَ، كما أثنيت على نفسك، وأنت أنت، الذي كلامك قرآن، وأنت أنت الذي قرآنك كل يوم يتجدد في عيوننا، ويزيد بهاءً وحياةً، مع كل يوم جديد في هذه الحياة، بل العجيب يا صاحب المحامد، ويا صاحب العفو والفضل، يا صاحب كل النجوى، ومنتهى كل شكوى، أقول: إن العجيب يا رب، أن كل مرة تأتيني فيها آية من كتابك على حين غفلة مني، أو على حين حزن ووجع وهلع مني، تأتيني آيات تخبرني "أنْ يا هذا الخائف الواهم، إن ربَّك هناك"، في السماء عرشه، وفي الأرض سلطانه، وهو سبحانه يسمع ويرى. ويعلم مَن الذي أنفق ودفع الملايين، حتى لا يصل مرسي إلى حكم مِصر، وأنفقها، ثم أصبحت اليوم حسرة عليه: "فسينفقونَها ثم تكون عليهم حسرةً ثم يغلبون". اللهم أيّد رئيسنا بمدد من عندك، اللهم لا يتعاظم عليك أن يقال إن بمصر حاكمًا عادلاً، لا يُظلم أحدٌ عنده. رسالة مهمة لمصر إلى كل المصريين الذين انتخبوا الدكتور محمد مرسي، إياكم والظنَّ بأن أصواتكم منحته الملك، بل رددوا دومًا، ما تقوله البلابل في الفضاء صادحة "الملك لك لك، يا صاحب الملك". إلى كل الثائرين الذين خرجوا على مبارك، أنتم لم تنزعوا الملك منه، بل نزعه صاحب الملك: "قل اللهم مالكَ المُلكِ تُؤتِي المُلكَ مَن تشاءُ وتنزِعُ المُلكَ ممن تشاءُ". أريد أن أقول، إن هذا اليوم لا ينفعنا فيه غير الامتنان وإظهار عظيم الشكر، والحرص على تخليص كل فضل من أية شائبة، والإقرار بأن الفضل بيد الله وحده، حتى يكون لنا لسان حمد، تنزل به النعم من السماء، وتنفجر الأرض عيونًا، وسنابل قمح، وآبار نفط وخيرات شتى. فلك الحمدُ، يا رب المحامد. رسالة مهمة للرئيس مرسي، هذه كلمتي الأولى لك، وأرجو أن تكون كلمة حق عند سلطان عادل. هذا البلد ينصلح بثلاثة أشياء لا رابع لها: المحبة، والحزم، والعدل. مِصر التي في خاطري وفي فمي، أحبها من كل روحي ودمي. [email protected]