النزاعات الطائفية والاضطهاد الديني والعنصرية والسلام والتسامح وقيم العدل والمساواة في صدارة المناقشات فرنسيس دعا الطيب لتناول الغداء بمنزله الخاص.. واستمر اللقاء قرابة الساعتين ونصف بابا الفاتيكان عبر عن اعتزازه بشيخ الأزهر وبنشاطه المكثف لنشر قيم السلام والمحبة والعيش المشترك في العالم أصر البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، على دعوة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، لتناول الغداء في منزله الخاص، وذلك في لمسة أخوية معبرة، عقب لقاء القمة الخاص، الذي جمعهما اليوم الثلاثاء في المقر البابوي. واصطحب، بابا الفاتيكان، شيخ الأزهر، سيرًا على الأقدام، إلى منزله الخاص القريب من المقر البابوي، وأخذ كل منهما بيد الآخر في مشهد يعبر عن الأخوة الصادقة التي تربط بين الرمزين الدينيين الأبرز في العالم، واستمر اللقاء قرابة الساعتين ونصف في جو مفعم بروح المحبة والأخوة. وكان البابا فرنسيس استقبل الطيب اليوم، بالمقر البابوي، بمدينة روما الإيطالية، وهو اللقاء الثالث من نوعه، بعد لقائين سابقين في مايو 2016، بالمقر البابوي، بحثا خلالها قضايا بينها "نبذ العنف والإرهاب ووضع المسيحيين في الشرق الأوسط". وفي أبريل الماضي، عقد الأزهر مؤتمرًا عالميًا للسلام، بالقاهرة، شارك فيه البابا فرنسيس أثناء زيارته الأولى لمصر؛ حيث تم الاتفاق بينهما على استمرار التعاون بين الفاتيكان والأزهر لمحاربة التطرف ونشر ثقافة السلام والحوار في مختلف أنحاء العالم، وفق بيانات رسمية سابقة. ووصف الأزهر ثالث لقاءاتهما اليوم بأنه "يمثل قمة تاريخية بين الرمزين ليست الأولى من نوعها؛ ليؤكد عمليًا على استمرار تقوية أطر الحوار الحضاري بين الشرق والغرب، وتنسيق الجهود بين الأزهر الشريف والفاتيكان من أجل ترسيخ قيم السلام، ونشر ثقافة التسامح والتعايش بين مختلف الشعوب والدول، وحماية الإنسان من العنف والتطرف". وقال إن "قضايا النزاعات الطائفية والاضطهاد الديني والعنصرية إلى جانب قضايا نشر السلام والتسامح وقيم العدل والمساواة احتلت صدارة مباحثات شيخ الأزهر مع بابا الفاتيكان". إذ أكد الطيب العمل المشترك في تبني حوار جاد بين جميع الأطراف لحل النزاعات والتأكيد علي براءة جميع الأديان من دعاوى العنف والتطرف. وتطرق الحديث بين الجانبين إلى بحث الجهود المشتركة من أجل السلام وخاصة ما بعد مؤتمر السلام العالمي الذي عقده الأزهر ومجلس حكماء المسلمين بالقاهرة. وحظيت رسالة شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان باهتمام بالغ وواسع النطاق في مختلف الأوساط الشرقية والغربية. كما رحب البابا فرانسيس بتواجد شيخ الأزهر بروما، وأكد أنه يعتز بشخصه وبنشاطه المكثف لنشر قيم السلام والمحبة والعيش المشترك بين البشر عالميا. يذكر أن شيخ الأزهر وصل إلى العاصمة الإيطالية روما صباح يوم الاثنين للاشتراك في الملتقى العالمي الثالث "الشرق والغرب نحو حوار حضاري" المقرر انعقاده اليوم بمقر المستشارية الرسولية. ويُعقد الملتقى العالمي الثالث بالعاصمة الإيطالية روما؛ بهدف تنسيق الجهود لنشر ثقافة التعايش والسلام، ونبذ العنف والكراهية في العالم، تحت رعاية وزارة الخارجية الإيطالية بالتعاون مع الفاتيكان. وشهدت العلاقة بين الأزهر والفاتيكان، توترًا لافتًا، في سبتمبر 2006، إثر اقتباس البابا السابق بنديكت السادس عشر في محاضرة كان يلقيها بجامعة ألمانية، مقولة لأحد الفلاسفة يربط فيها بين الإسلام والعنف؛ ما أثار استياء الأزهر، في ذلك الوقت. وبسبب ذلك التصريح، قرر شيخ الأزهر السابق محمد سيد طنطاوي، تجميد الحوار مع الفاتيكان، عام 2006، لمدة عامين، ثم جدد الأزهر هذا التجميد مرة أخرى في 2011 على خلفية تصريحات أخرى للبابا ذاته طالب فيها بحماية المسيحيين في مصر عقب حادثة كنيسة القديسين في مدينة الإسكندرية، وهي التصريحات التي اعتبرها الطيب، آنذاك، "تدخلا في الشأن المصري". شاهد الصور: