رصد تقرير لموقع "شتاندرت" النمساوي مدى فزع أوروبا من "العائدين" من القتال في سوريا، إذ تعتقد أجهزة الاستخبارات الأوروبية عودة قوية ومكثفة للجهاديين الأوروبيين بعد سقوط أهم معاقل تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا والعراق. 1- في فرنسا يطلق عليهم اسم "العائدون"، ولا يعرف أحد عددهم الحقيقي، إلا أن جهاز الاستخبارات الفرنسي يقدر بأن هناك ألفًا و800 شخص سافروا للجهاد من فرنسا إلي سوريا والعراق، مات منهم 265 وفقًا لأحد التقارير الحديثة. وهناك المئات سيحاولون العودة إلي فرنسا في الفترة القادمة، من بين هؤلاء أحد النادمين ويدعى "بلال أكس" (إسم مستعار)، وهو رب أسرة يبلغ من العمر 27 عامًا، والذي كان قد هرب بأسرته إلي تركيا، حيث تم إلقاء القبض عليه وحبسه إلي الآن، بينما سافرت زوجته وأبناؤه الثلاثة، من بينهم رضيع ولد في خضم المعارك في سوريا، إلي موطنهم، إلا أن الشرطة الفرنسية كانت في استقبالهم وأودعتهم في "مؤسسة مناسبة" لهم. وتابع الموقع: أن الفرنسيين استهانوا بوقوع معقل "داعش" في الرقة، إلا أن قلقهم زاد شيئًا فشيئًا من العائدين، حيث صرح رئيس الأركان الفرنسي، منذ أيام قليلة بأنه "يجب أن نتحرى بدقة بالغة كيف يتعامل هؤلاء الناس، فضلًا عن ضرورة مراقبة الاستخبارات لهم". وأجاب وزير الدفاع الفرنسي، فلورنس بارلي، في برنامج إذاعي، عن سؤال ما يجب أن يتم فعله مع الجهاديين الفرنسيين، بدون تفكير "إذا لاقى عدد منهم مصرعهم في المعارك هنا، سيكون هذا أفضل بكثير"، بينما كان قد قال اللواء العراقي عبد الغني الأسدي، أثناء عملية تحرير الموصل لمجلة "باريس ماتش"، "لدينا اتفاق غير معلن مع باريس، مفاده أنه يجب أن لا يغادر أي جهادي فرنسي المدينة حيًا". ويصف حراس السجون "العائدين" على أنهم ليس بالضرورة أن يكونوا من الشخصيات المستعدة للقتل، بل إن من الأفضل وصفهم على أنهم خائبو الرجاء، إلا أن السلطات لا تريد المخاطرة، وحتى مع زوجات الجهاديين العائدات، بينما يرى المحامي، مارتن برادل، الذي يدافع عن بعضهم "أن جميعهم سافروا إلي سوريا بكامل إرادتهم، وهناك لاحظوا بسرعة في أي مصيدة وقعوا فيها". 2- في ألمانيا بينما قال رئيس مكتب حماية الدستور، هانز جورج ماسن، "نرى أن الخطر يكمن في عودة أطفال الجهاديين إلي ألمانيا بعد أن نشأوا في بيئة متطرفة، ولُقنوا بعض التعاليم من مناطق الحروب، فبذلك من الممكن أن ينشأ جيل جديد من الجهاديين، خاصة وأن عددًا من دون السن ارتكبوا ثلاثة من خمسة هجمات في ألمانيا في السنوات الماضية، فقام أحد الفتيان (15 عامًا) بهجوم بسكين على شرطي في هانوفر، وهجوم بالقنابل على منطقة صلاة تابعة للسيخ، وفشل طفل 12 عامًا في تنفيذ هجوم على سوق عيد الميلاد في مدينة" لودفيج هافن". ويعتقد مكتب حماية الدستور الألماني، أن 5% من المتطرفين الذين سافروا من ألمانيا إلي سوريا والعراق دون السن، منهم 20% سيدات، وعاد ثلثهن، وتقدر ألمانيا أن عدد المتطرفين المستعدين للعنف بألف و870 شخصًا، وإذا تم محاكمتهم فهم مهددون بالحسب لأكثر من سنة. 3- في بريطانيا وإلي بريطانيا فقد عاد إلي الآن 425 من أصل 850 من الجهاديين الذين سافروا، وغالبًا فإن المناقشات حول كيفية التعامل مع "العائدين" من "داعش" بدأت منذ أن وقعت الرقة، ويطالب كل من السياسيين والإعلام بالتعامل الحازم ضد العائدين، حيث تقترح "التايمز" استخدام قانون خيانة البلاد لعام 1351، والذي يقضي بمعاقبة البريطانيين الذين يساعدون العدو داخل وخارج البلاد. وقال ماكس هيل، وهو خبير قانوني مستقل يراجع تشريعات الإرهاب في بريطانيا، إن بريطانيا يجب أن تبحث عن سبل لإعادة دمج المتشددين العائدين، خاصة الذين سافروا "نتيجة لسذاجتهم، وبعد تعرضهم لغسيل للدماغ". يذكر أن "ذا تايمز" ذكرت أن مئات من البريطانيين انضموا لتنظيم داعش وغيره من التنظيمات المتشددة في سوريا والعراق، قتل منهم نحو 130 مسلحًا، وتم الكشف الأسبوع الماضي عن عودة ما لا يقل 400.