رئيس الوزراء أراد وضع مصر وإسرائيل تحت تنصيف الدول التي تعاني من العنف إسرائيل تريد شكر القاهرة على ملاحقتها لخلايا مطلقي الصواريخ وإحباط هجمات القذائف من سيناء المصريون توقعوا تنديدا أمريكا لما وقع بالواحات وأن تعلن الولاياتالمتحدة تنصيف الإخوان كإرهابيين التنديد الأمريكي لم يأت وهكذا لم تجد مصر في النهاية إلا رسالة تعزية إسرائيلية محمد محمود قالت صحيفة "معاريف" العبرية، إن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن في بيان له تضامنه مع مصر في أعقاب حادث الواحات الإرهابي، موضحة أن "الهدف من ذلك هو مصلحة إسرائيلية في وضع إسرائيل ودول أخرى مثل مصر تحت تنصيف واحد؛ هو الدول التي تعاني من العنف؛ أي أن نتنياهو يحاول ضم إسرائيل ومصر في ائتلاف ضحايا الإرهاب". وأضافت أن "إسرائيل ترى أهمية في منح مصر كلمة شكر؛ فالجيش المصري يلاحق خلايا مطلقي الصواريخ ويساعد بشكل فعلي في إحباط هجمات القذائف على إسرائيل من منطقة سيناء، والشكر مطلوب بسبب جهود المصريين إزاء حركة حماس، والتي تهدف إلى لجم طموحات الحركة في تنفيذ عمليات تخريبية خارج غزة". وأشارت إلى أن "المصريين توقعوا تنديدًا أمريكيًا لما وقع بالواحات وأن تعلن الولاياتالمتحدة تنصيف الإخوان المسلمين كتنظيم إرهابي، ومن خلال المصالحة الفلسطينية تتمنى القاهرة أن تسيطر على قلب البيت الأبيض وذلك لتحقيق نفس الهدف المتعلق بالإخوان، لكن التنديد الأمريكي لم يأت؛ وهكذا لم تجد مصر في النهاية إلا رسالة تعزية إسرائيلية من نتنياهو". إلى ذلك، قالت الصحيفة، إن "يحيى السنوار رئيس حركة حماس في غزة أعلن مؤخرًا أن الاعتراف بإسرائيل ليس على جدول منظمته وإن ذراعها العسكري، "كتائب القسام"، لن يتخلى عن سلاحه، بل ويوم الجمعة الماضي صرح بأن مهمة الحركة هي محو إسرائيل من على الخارطة". وأشارت إلى أن "حركة حماس ليست كتلة واحد؛ بل مكونة من معسكرات أحدهما ينتمي للسنوار ورفاقه، وهناك أيضًا قيادات الذراع العسكري، وعلى رأسهم محمد ضيف، وهؤلاء يشكون في الجميع؛ في المصريين، وفي محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية وفي إسرائيل وحتى في أشقائهم بنفس الحركة، وتقريبًا في كل مسألة يحرز فيها السنوار ورفاقه وصالح العاروي تقدمًا ملحوظًا، يضع محمد ضيف ومن معه العراقيل بل وأحيانًا يستخدمون الفيتو". وواصلت: "إحدى القضايا الحساسة جدًا هي مسألة الهدنة في الضفة الغربية؛ فالمصريون يقترحون على حماس لجم رجالها في مناطق الضفة، كجزء من إجراءات عودة السلطة الفلسطينية للقطاع، إسرائيل مستعدة لتخفيف الضغط الأمني على حماس، لكن الذراع العسكري للأخيرة يشك في أن الخضوع قد يعني مزيدًا من ضربات إسرائيل العسكرية ضد الحركة الفلسطينية". واستكملت: "50 عامًا على مؤتمر الخرطوم الذي أعلن فيه الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر اللاءات الثلاث؛ أي لا للسلام مع إسرائيل ولا للمفاوضات معها ولا للاعتراف بها، يحاول السنوار فرض لاءات ثلاث أخرى هي لا للمباحثات مع تل أبيب ولا للاعتراف بها ولا لنزع سلاح حركة حماس، لكن هناك فارق بين الحالتين، فقد اتخذ القرار بالخرطوم على يد العالم العربي بأكمله". وأشارت إلى أنه "اليوم، فحماس ليست إلا حركة واحدة فقط مطاردة من قبل أشقائها، وبعد 10 أعوام فقط من حرب 1967 بادر الرئيس السادات بسلام تاريخي مع تل أبيب محطما لاءات عبد الناصر الثلاث بجرة قلم". ولفتت إلى أن "إنجازًا كبيرًا حققه ضباط رئيس الاستخبارات المصرية خالد فوزي؛ ففي خلال أقل من عام جعلوا قيادات حماس يتخلون عن أصدقائهم بتنظيم داعش وتم إغلاق الحدود في رفح بوجه المتسللين بل وأجلسوهم مع منافسيهم في صفوة السلطة الفلسطينية". وأوضحت أن "الأمريكيين أدركوا أن الوسيط المصري عاد للميدان وبقوة وفي قدرته القيام بالمهام الصعبة والحساسة، أما إسرائيل فوجدت أمامها خيارات لهدنة سرية بالضفة الغربية، ما فرض قيودا على ردها إزاء المصالحة الفلسطينية، كما حذر المصريون أبو مازن بأنه إذا أفسد المصالحة هذه المرة فإن القاهرة ستبلغ العالم بأكمله من هو الشخص الذي يرفضها". وقالت: "مصر تحدثت مئات الساعات مع قيادات حماس وتم الاستنتاج أن السنوار شخصية براجماتية، بل وعلمت مصر أنه إذا طلبت من القيادي الفلسطيني نزع سلاح القسام في هذه المرحلة فإنها ستخسره ولهذا لم ينفعل أي شخص في مصر من تصريحات السنوار الأخيرة، واعتبرت كإجراء تكتيكي". وأضافت: "على هذا الأساس سيحاول رجال رئيس المخابرات المصري التقريب بين غزة ورام الله، لقد التقوا مع كل اللاعبين بالمنطقة وعلى رأسهم إسرائيل وطلبوا هدوءًا صناعيًا وقوبل هذا المطلب بالموافقة، في وقت ترى فيه مصر أنه إذا فشلت جهود الوساطة، فسينفجر الوضع بوجه الجميع، في وجه حماس وعباس وإسرائيل، والآن السؤال ماذا سيأتي أولا؟ اتفاق مصالحة حقيقي والذي هو ثمرة أشهر من المفاوضات المعقدة والعصبية، أم استفزاز يضع نهاية لكل شيء؟"