زادت أمواج البحر العاتية من مأساة لاجئي الروهنغيا العالقين على الحدود بين ولاية أراكان غربي ميانمار وبنغلاديش بعد أن غمرت المياه خيامهم بدائية الصنع وأبقتهم بلا مأوى في ظل أجواء البرد القارس. ووثق لاجئون معاناتهم على الحدود مع بنغلاديش عبر مقطع فيديو نشرته وكالة أنباء أراكان، يظهر فيه تدفق مياه البحر بفعل الأمواج المرتفعة إلى خيام بسيطة منصوبة قرب الشاطئ، رغم محاولات اللاجئين منعها بإقامة حواجز ترابية وحفر خنادق صغيرة. وسُمع في التسجيل المصور صوت أحد اللاجئين العالقين يقول: "انظروا إلى حالنا الأمواج أفسدت كل شيء (الخيام). ما نفعله بالليل يفسد في الصباح. لا أدري كيف سيكون حالنا". ويضيف: "حاولوا أن تساعدونا. نطلب العون من الله ثم منكم. إلى متى نستطيع أن نستمر بهذا الشكل؟". وناشد اللاجئون العالقون على الحدود بين أراكان وبنغلاديش السلطات البنغالية بنقلهم إلى داخل أراضيها لإنهاء معاناتهم والوضع المأساوي الذي يعيشون فيه بالمنطقة الحدودية. ويكافح مسلمو الروهنغيا على طرفي الحدود بين ميانمار وبنغلاديش من أجل البقاء على قيد الحياة، بالتزامن مع استمرار الاعتداءات التي يشنها جيش ميانمار والمتطرفين البوذيين. وأقدم جيش ميانمار على التنكيل بالأقلية المسلمة في إقليم أراكان وتهجيرهم وإحراق قراهم، متذرّعًا بهجوم استهدف مركزًا للشرطة في مدينة مونغداو، في 25أغسطس/آب الماضي. ونتيجة لتلك المجازر والجرائم، فر 604 آلاف من المسلمين الروهنغيا من أراكان إلى بنغلاديش، حسب أحدث إحصاءات الأممالمتحدة. وتعتبر حكومة ميانمار المسلمين الروهنغيا "مهاجرين غير شرعيين" من بنغلادش، فيما تصنفهم الأممالمتحدة ب"الأقلية الدينية الأكثر اضطهادًا في العالم. -