كشفت صحيفة "ميدل إيست مونيتور" البريطانية، عن ما يدور خلف الكواليس في إسرائيل بشأن المصالحة بين حركتي "حماس" و"فتح"، ودور مصر كشريك للمصالحة، مشيرة إلى غضب الإدارة الإسرائيلية من تجاهل النظام المصري في عدم اطلاعها عما يدور في رام الله وغزة؛ مما دفع إسرائيل لشكوى مصر للإدارة الأمريكية، بل وإعلانها أن "إسرائيل غير مستعدة لإعطاء مصر "الثقة العمياء" بشأن المصالحة، منوهة بأن وفدًا إسرائيليًا وصل اليوم، الأربعاء، إلى القاهرة في زيارة مفاجئة، وفقًا لمصادر أمنية مصرية. وقال المصدر إن وفدًا إسرائيليًا هبط اليوم في طائرة خاصة في مطار القاهرة الدولي لبضع ساعات للقاء مسئولين مصريين، وتأتى الزيارة في الوقت الذي تبدأ فيه محادثات المصالحة الفلسطينية بين حماس وفتح فى القاهرة اليوم، وتجرى محادثات المصالحة بين الفصائل الفلسطينية تحت رعاية المخابرات المصرية. ودللت الصحيفة، على غضب إسرائيل من مصر ومحاولاتها لعرقلة استكمال المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، بأن إسرائيل عملت على حظر قادة "حماس" من السفر لحضور محادثات القاهرة. ورفضت إسرائيل السماح لثلاثة من قادة "حماس" بمغادرة الضفة الغربية لحضور محادثات المصالحة بين الفصائل الفلسطينية في القاهرة، وفقا لما ذكره زعيم حركة "حماس". وفي هذا الصدد، صرح القيادي حسن يوسف، بأن "الجهود المصرية فشلت في إقناع إسرائيل بالسماح للقادة الثلاثة من الضفة الغربية بالانضمام إلى وفد حماس في المحادثات"، حيث تسيطر إسرائيل على جميع المعابر في الضفة الغربيةالمحتلة. وكان يوسف قد صرح الأحد الماضي، بأن ثلاثة من قادة حماس من الضفة الغربية قد يحضرون الجولة الجديدة من محادثات المصالحة فى القاهرة، غير أنه رفض الكشف عن أسماء الزعماء، مستشهدًا بأسباب أمنية، بحسب ما ذكرته وكالة "الأناضول". وفي السياق ذاته، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن المصالحة بين فتح وحماس ستمهد الطريق أمام السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، وأن جهود مصر في المصالحة الفلسطينية هي مجرد بداية الطريق إلى السلام. وأضاف "السيسي"، أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة تلبي التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني، وستؤدي إلى حياة آمنة ومستقرة ومزدهرة، ولكن "السيسي" ولا المخابرات المصرية أبلغتا إسرائيل بتفاصيل الخطوات التي ينفذونها لتحقيق هذا الهدف، الأمر الذي أغضب السلطات الإسرائيلية. وأكد مركز "أطلس" للدراسات الإسرائيلية، أن "إسرائيل توجهت إلى الولاياتالمتحدة للشكوى من مصر؛ لأنها تريد معرفة ما يجري في القاهرةورام الله وغزة، وإنها غير مستعدة لمنح مصر ثقتها العمياء". وتابع أن المبعوث الأمريكي للسلام، جيسون غرينبلات، سيصل إلى القاهرة حيث سيحاول توضيح "أين يتولى الرئيس المصري قيادة المحادثات وما هي أهدافه"، وفقا لموقع ديبكا العبري، قدمت حماس اقتراحين إلى مصر والرئيس محمود عباس. الاقتراح الأول هو أن "حماس" لن تطالب بالتمثيل في حكومة وحدة وطنية فلسطينية في المستقبل - لن يكون هناك وزراء فلسطينيون من حماس، وهي خطوة لا يمكن أن تعارضها إسرائيل، بالإضافة إلى ذلك، إذا جرت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية من قبل السلطة الفلسطينية، أكدت "حماس" أنها لن تتنافس مع محمود عباس كحركة، ولن تتنافس مع حركة فتح كذلك. وهذا يعني أن حماس تؤيد تشكيل حزب جديد، جبهة العدل الفلسطينية، سيصوت مؤيدوه، وهو ما يعني أن فوز الرئيس محمود عباس في الانتخابات الرئاسية مؤكد، كما هو فوز فتح في الانتخابات البرلمانية، وهو ما سيصب في مصلحة الجميع وأولهم إسرائيل، إذ ستتخلص من أهم عدو لها في المنطقة.