منذ أسابيع قليلة، ناقشت لجنة التراث الحضارى والأثرى بالمجالس القومية المتخصصة تقريرًا عن تنمية سيناء ومشاكلها قدمه اللواء سيد حسب الله - عضو اللجنة - أكد فيه الضرورة الملحة فى تنمية سيناء بشريًا واقتصاديًا، وأن التنمية ستحقق فوائد عظيمة للشعب المصرى، خاصة أن اتفاقية كامب ديفيد مازالت سارية وسيناء منزوعة السلاح. وعقب إعلان التقرير دارت مناقشات اللجنة، وقدم عضو اللجنة الأستاذ طاهر مدبولى تعليقًا على ما جاء فى التقرير، وبدوره عقّب اللواء سيد حسب الله صاحب التقرير الأول، ولأن موضوع تنمية سيناء يحمل أهمية عظمى خاصة فى هذا التوقيت، فإننا نعرض لما قدمه اللواء سيد حسب الله من تعقيب وهو ما يتمثل فى النقاط الآتية: 1- إن سكان سيناء يغضبون عندما نقول لهم إنكم من البدو. إننا نعرف ونعتز بأنهم جميعهم مصريون ولا منازعة فى ذلك وهذا التقرير ليس للعرض على سكان سيناء. 2- إن صخرة ديان التى سجل عليها الإسرائيليون أسماء قتلاهم فى حرب 1973، ليس الواجب طمس الأسماء وإنما إزالة الصخرة، وإزالتها ضرورة قومية؛ للحفاظ على سيادة مصر على أرض سيناء وكل الذى حدث أن بعض الطلبة رفعوا عليها علم مصر ليس إلا. 3- علّق الأستاذ طاهر: إنه لا يصح الهجوم على مبارك وهو مريض وأنا أربأ به أن يقول هذا الكلام، فالتقرير لم يُهاجم الحياة الخاصة والشخصية لمبارك ولكن قراراته وسياساته التى تحمّلها الشعب بأخطائها الفادحة فى كل الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية.. إلخ، وأدت إلى قيام الثورة، ومن حق أى مصرى وأى إنسان أن يتعرض لسياسة أى مسئول والنقد لصالح الوطن (والسلطة تدور مع المسئولية وجودًا وعدمًا). 4- أما عن التعليق على اقتراح إقامة متحف ضخم لضم آثار سيناء وغيرها بأن هناك ثلاثة متاحف وهذا كلام من قبيل (لا تقربوا الصلاة..) لأن المتاحف الثلاثة لا يتردد عليها أحد وهى خرابة وليس الوصولُ إليها سهلاً ولا توجد حولها أو على مقربة منها وسائل إعاشة أو على الأقل (كافيتريات) أو فنادق للإقامة والطرق إليها ليست مُعبّدة، وما أطالب به، مشروع ضخم للسياحة وليست إجراءات من باب سد الخانة أو دفع المسئولية. وللعلم، فقد زرت سيناء ومعالمها وآثارها الهامة مرتين فى محاولة لإقامة مشروع للصوت والضوء بسانت كاترين؛ لتعريف العالم بتاريخ وأهمية المواقع الدينية والأثرية فى أرض (كلم الله فيها موسى)، ورفض القائمون على الدير من القساوسة والرهبان التصريح لنا بذلك تحت زعم أنهم يتبعون الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية ولا علاقة لهم بالكنيسة القبطية المصرية. 5- طلبت فى التقرير منح الأراضى فى سيناء بعد استصلاحها لأهل سيناء بثمن رمزى وكذلك للمصريين الذين يُستقدمون من الوادى والدلتا لتعمير سيناء بالمشروعات الزراعية والصناعية. وأوضح: إن مقابل الانتفاع نظامٌ مستحدث فى الاستثمار للأجانب والمصريين أحيانًا؛ حتى لا يتملكوا الأرض ملكية دائمة. ونحن نستهدف التسكين والتعمير بالمواطنين من أهل سيناء ومن الدلتا والوادى؛ لزيادة الإنتاج واستثمار الثروة البشرية والأرض؛ لتصبح سيناء مصدرًا للرخاء ولتكون مستعصية على الاجتياح العسكرى، كما يمكن بل ويجب وضع شرط مانع تمامًا للتنازل أو البيع لأى أجنبى، وإلا يتم استعادة واسترداد الأرض. 6- وفى تعقيبه على التقرير قال: إن هناك معاهدة واتفاقية كامب ديفيد، ما معنى ذلك؟ وماذا يستفيد المواطن المصرى من هذا الفرق؟ وبماذا يؤثر هذا الفرق فى النتيجة؟ إن هناك معاهدة واتفاق سلام - وماذا تُجدى المسميات بالنسبة للشعب المصرى؟ والقيود التى وردت بالمعاهدة واتفاق السلام والملاحق السرية قيود أدت إلى نزع سلاح سيناء وعدم تعميرها وتركها بلا سكان وعدم تدخل مصر فى أى نزاع عربى إسرائيلى أو أى نزاع مع أى دولة فى المنطقة وإسرائيل (القيد قيد، سواء كان حديدًا أم حريرًا). نتائج المعاهدة واتفاق السلام تنعكس على واقع الشعب المصرى بالخراب والدمار ومنع ممارسته لدوره العربى أو الإقليمى. إن إعمار سيناء على وجه عاجل قضية أمن قومى لا تتحمل التأخير.