الزحف الي سيناء لم يعد هناك من بديل إلا الزحف الي سيناء! لم يعد من المقبول ترديد مقولات ضج الناس منها عن خطط تنمية لاتنفذ. ما يريده المصريون أعمالا لا أقوالا. سيناء ظلت معبرا للاحتلال والغزو الاجنبي منذ فجر التاريخ.. كما ظلت مكانا للكلمات المقدسة والاساطير معا. يتغني بها المصريون.. تعادي حكوماتها أهلها.. تهملهم وتتهمهم بالخيانة أيضا. لن تصلح هذة المعالجات بعد اليوم.. ما سيصلح الوضع أن تشرح الحكومة الحالية للناس كيف سيتم تأمين سيناء.. كيف سيعاد النظر في الشق الامني من أتفاقية كامب ديفيد.. كيف ستتم تنميتها وهذا هو الاكثر أهمية. هل تستغل الحكومة الروح الوطنية التي تتأجج وتشتعل قلقا علي سيناء بين شباب مصر؟ هل تقدم لهم تصورا محددا عن كيفية ملء الفراغ هناك بكثافة سكانية تتجاوز الملايين الخمسة ؟ اليس تعمير سيناء أهم من تعمير توشكي؟ وما الذي يمنع السماح بأستثمارات عربية فيها. ما أعرفه أن الروسي والانجليزي والايطالي والالماني من حقهم شراء شاليهات ووحدات سكنية في الغردقة وشرم الشيخ.. اليس من حق المصريين أن يتملكوا أيضا أرضا في تلك البقعة الطاهرة! لماذا لا تقدم الحكومة تصورا محددا مبنيا علي مئات الدراسات عن تنمية سيناء ؟ يمكن أن يشمل التصور قري صغيرة حولها أراض زراعية مروية من ترعة السلام ومدنا مليونية متناثرة في شبه الجزيرة حولها مناطق صناعية تستوعب الملايين من الشباب. وقبل هذا وذاك شبكة طرق علي أعلي مستوي تحقق سهولة في السيطرة علي الامن هناك. وقبل هذا وذاك استيعاب بدو سيناء ومنحهم حقوقهم في تملك الاراضي وفي فرص العمل. وكما قدم السادات لمصر المدن الجديدة في6 أكتوبر والعاشر من رمضان والسادات يمكن تقديم مدن وقري جديدة في سيناء.. اليوم وليس غدا. لا تتركوا سيناء مطمعا للمستوطنين الاسرائيلين.. لا تتركوا سيناء نهبا لخيال هؤلاء الذين أطلقوا دولة أصبحت واقعا. المزيد من أعمدة جمال زايدة