استقبال 300 حالة كل 12 ساعة.. والحضور الدراسي "صفر" واصلت حمى الضنك انتشارها بمختلف أحياء مدينة القصير جنوب محافظة البحر الأحمر، حيث ارتفع عدد المصابين معظمهم من كبار السن والأطفال حتى وصل عدد الحالات في سجل الاستقبال بمستشفي القصير المركزي إلي 5300 حالة جميعهم يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة وآلام في الساقين والعظام واحمرار في العين وإسهال. كان قد ظهر المرض في 11 سبتمبر الماضي بمنطقة العوينة بمدينة القصير، حيث شعر أهالي المنطقة بارتفاع في درجة الحرارة وسرعان ما ذهبوا إلي مستشفي القصير المركزي، وكان يصرف لهم خافض حرارة مع محلول ملحي، ولكن تزايد عدد المرضي يوما بعد يوم، وانتقل المرض من منطقة العوينة إلي مناطق عدة في مدينة القصير. ولم تتخذ مديرية الصحة بمحافظة البحر الأحمر، أي إجراء وقائي لمعرفة سبب تزايد الحالات المصابة بارتفاع في درجة الحرارة، وتزايد عدد المرضي، وتكدست المستشفي بالمرضي في مدينة القصير، ما أدي إلي سفر بعض المرضي إلي محافظة قنا والقاهرة للكشف عن أسباب ارتفاع درجة الحرارة، وقامت بعض الصيدليات باستغلال الموقف وبيع أدوية خافض الحرارة والمحلول الملحي بأضعاف سعره. واستمر المرض لمدة 15 يومًا، حيث دخل في كل منزل من منازل أهالي القصير، ما دفع المحافظ ومديرية الصحة للتحرك عقب تناول وسائل الإعلام لتفشي المرض بالمدينة وقيام شباب مدينة القصير بتنظيم مسيرة لإنقاذهم من المرض اللعين. ومع تزايد أعداد المرضى جاء التصريح من لجنة الوزارة التى قدمت إلى القصير بأن المرض هو حمى الضنك الناقل لها البعوض والناموس. وأكد وصفي تميري، من شباب مدينة القصير، أن نجله زياد أصيب بحمي الضنك منذ تسعة أيام تنخفض درجة الحرارة وتعود لترتفع من جديد مرة أخري، ولم يقتصر الأمر علي نجله فقط بل أصيب تسعة من أفراد عائلته بذلك الفيروس. وأضاف أنه بعد 15 يوما من انتشار الفيروس الغامض بدأت بوادر تحرك من الدولة من خلال تحليل لعينات من المصابين، وجاء تحرك الدولة بعدما رفضت المستشفيات في محافظات الصعيد استقبال حالات جديدة؛ نظرًا لكثافة المصابين بالفيروس. وأضاف رجب عبد الغني، بالمعاش، وأحد سكان مدينة القصير، أن الفيروس انتشر في المنازل كالنار في الهشيم، حيث لا يخلو منزل إلا وبه ما بين 4 أو 6 مصابين بنفس الأعراض ارتفاع في درجة الحرارة والحكومة لم تعلن عن أسباب انتشار الفيروس وما هي الحلول. وتابع: بدأت الشائعات تنتشر بين الأهالي ظهر وقتها بائعو الوهم من الصيادلة والأطباء راحوا يبيعون أدوية بأسعار باهظة للمصابين وسط هلع وخوف المرضي تسبب فيها طوابير التي لم تكن تختفي من أمام الصيدليات حتي وصل سعر حقنة خافض الحرارة إلي أضعاف سعره الحقيقي 50 جنيهًا ومحلول الملحي 60 جنيهً، وبدأ الجميع يستغل الأزمة لجمع أكبر قدر من الأموال علي حساب المرضي. وأكد الدكتور عمر محمد، بغرفة استقبال مستشفي الطوارئ بمستشفي القصير، أن 20% لديهم أعراض إصابة واشتباه في تيفود وأن الاستقبال يقبل عليه 300 حالة خلال 12 ساعة فقط. وأوضح أن هناك صعوبة في التفريق بين التيفود وحمي الضنك ولا يمكن ذلك إلا بالتحليل للمرضي، حيث سجلت 5300 حالة في سجل الدخول بمستشفي القصير المركزي. من جانبهم قام شباب مدينة القصير بتنظيم مسيرة لإنقاذهم من الفيروس المنتشر وتوفير الأمصال والعلاج لهم ورش الشوارع وأثناء المسيرة دعا أهالي القصير مقاطعة التلاميذ للمدارس، حيث ووصلت نسبة الغياب إلي 87%.
وأوضحت نورا كامل فاضل، وكيل وزارة التربية والتعليم بالبحرالحمر، أن نسبة الحضور صفر في مدارس الثانوية، وأنه سيجري البدء في تسجيل الغياب والحضور بداية من الأحد المقبل. وتستقبل المدينة اليوم الأربعاء 4 أكتوبر ولمدة يومين، قافلة طبية من أساتذة الطب بجامعة جنوب الوادي، والتي كان من المقرر وصولها اليوم وتم تأجيلها إلى الغد، وتضم القائمة عددًا من أساتذة الطب من مختلف التخصصات، للكشف وتقديم العلاج المجاني على أهالي المدينة. وفي سياق متصل أعلنت الوحدة المحلية لمدينة القصير، انخفاض حالات الإصابة بمرض "حمى الضنك" بصورة ملحوظة خلال اليومين الماضيين، مشيرة إلى عدم وجود أي حالات بالمستشفيات، وأن جميع الحالات تغادر المستشفى بعد تلقي العلاج. وأصدر أحمد عبدالله محافظ البحر الأحمر، قرارًا بسحب خزانات المياه المتهالكة الخاصة بالمواطنين، وإعدامها على الفور، مع تسليم خزانات مياه جديدة للأهالي، وذلك لضمان عدم استخدام هذه الخزانات مرة أخرى ما يؤدى إلى تلوث المياه وانتشار يرقات البعوض. وفى سياق متصل، أكد المحافظ على مدير الأبنية التعليمية، بالتنسيق مع الإدارة التعليمية بمدينة القصير، وشركة المياه، بتغيير الخزانات القديمة المتهالكة بمدارس المدينة، وإجراء النظافة والتطهير لباقى الخزانات الصالحة، كما تم تكليف مدير الإدارة التعليمية بالقصير، بعمل ندوة توعوية لجميع طلبة المدارس فى طابور الصباح، وفى حصة الأنشطة بهذا الموضوع. كان الدكتور عمرو قنديل، مساعد وزير الصحة للطب الوقائي، خلال زيارته لمدينة القصير، قد أكد أنه تم القضاء على يرقات البعوض نهائيًا، ومقاومة الناموس بنسبة 80% بمدينة القصير، في إطار الجهود لمكافحة حمى الضنك وقام مساعد الوزير بعمل ندوة توعية للمواطنين بالمدينة. كما تقدم النائبان أحمد أبو خليل عضو مجلس النواب عن دائرة سفاجا والقصير ومرسي علم، والنائب أحمد الضوي عن دائرة الغردقة ورأس غارب بالبحر الأحمر، بطلبي إحاطة في أول انعقاد الدور الثالث لمجلس النواب للدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب لتقديمه إلي رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة حول انتشار مرض حمي الضنك الذي أصاب المئات من أهالي القصير وعدم وجود لقاحات وأمصال لمقاومة مثل هذا المرض.