لم تفلح المشاورات المغلقة التي عقدها مجلس الأمن الدولي مساء أمس الخميس بتوقيت نيويورك، وقبلها بساعات قليلة اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة غير الرسمي، في تقريب وجهات نظر الدول الأعضاء بالجمعية العامة بشأن سبل التعامل مع الملف السوري، وكيفية الخروج من الأزمة الحالية التي راح ضحيتها أكثر من 10 آلاف قتيل حتى الآن. وبالرغم من تأكيد كبار المسئولين بالأممالمتحدة علي ضرورة وقوف المجتمع الدولي صفا واحدا خلف خطة المبعوث الخاص إلي سوريا كوفي عنان، ظهر جليا من تصريحات ممثلي الدول دائمي العضوية بمجلس الأمن أن الهوة مازالت واسعة بشأن الخطوات المقبلة التي يتعين علي المجتمع الدولي اتخاذها لوقف العنف في سوريا. ولم تفلح مناشدات الأمين العام بان كي مون، ولا دعوات رئيس الجمعية العامة ناصر عبد العزيز الناصر في توحيد أصوات ممثلي 15 دولة عضوا في مجلس الأمن لمساندة مقترح عنان الجديد بإنشاء مجموع اتصال وضم دول جديدة من خارج مجلس الأمن تستطيع التأثير على الحكومة والمعارضة السوريتين. وبعد ساعتين من المشاورات المغلقة في قاعة مجلس الأمن الدولي،انطلقت تصريحات متضاربة بين كوفي عنان والمندوبة الأمريكية سوزان رايس من ناحية، ومن بين غالبية مندوبي الدول الأعضاء بالمجلس ناحية أخرى حول العديد من النقاط منها دور إيران وتركيا في الأزمة، واقتراح عنان الجديد، ودعوة موسكو لعقد مؤتمر دولي، واقتراح فرض عقوبات جديدة علي سوريا تحت البند السابع. من جهته رفض المندوب الدائم لروسيا لدى الأممالمتحدة السفير فيتالي تشوركين بشدة في تصريحات للصحفيين عقب انتهاء جلسة المشاورات المغلقة أي حديث عن التهديد باستخدام القوة لتغيير النظام في سوريا. وقال:"هناك حلقة مفقودة فيما يقولونه إذ إنهم لا يقترحون أي شيء يحل مشكلة التعامل مع المعارضة وضمان أن توقف هذه الجماعات المعارضة المسلحة العنف، وأن تفكر في الحوار الذي يمكنهم من التعبير السياسي عن رؤيتها لمستقبل سوريا بطريقة يمكن أن تجمع المصالح والمخاوف والأهداف المختلفة للمجموعات الكثيرة التي تتشكل منها سوريا." وأكد تشوريكن أنه لا مجال لفرض عقوبات جديدة من مجلس الأمن تحت البند السابع لميثاق الأممالمتحدة. وأعرب رئيس مجلس الأمن الدولي السفير الصيني لي باونج عن اعتقاده بأن خطة عنان للسلام هي الخطة الوحيدة الواقعية المطروحة، آملا أن تحظى بالدعم التام من قبل المجتمع الدولي، ومشيرا إلى أن هناك عددا من المقترحات المطروحة، وإلى أن المجلس سيواصل بحثها. أما الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، فقد أكد للصحفيين عقب جلسة المشاورات المغلقةالتي عقدها مجلس الأمن الدولي وامتدت الي وقت متأخر من مساء أمس الخميس بتوقيت نيويورك، أن الجامعة العربية ترغب في أن يتخذ مجلس الأمن إجراءات لكنه لم يحددها- لضمان التطبيق الكامل الفوري لخطة عنان في إطار زمني محدد عبر اللجوء إلى أحكام الفصل السابع من الميثاق، ثم أكد نقطة مهمة وهي أن جامعة الدول العربية لا تدعو مجلس الأمن إلي اللجوء أو استخدام القوة أو الخيار العسكري ضد سوريا". وفيما يتعلق بدور إيران، فقد أعرب مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان عن أمله في أن تصبح إيران جزءا من حل المشكلة في سوريا. وقال عنان في تصريحات للصحفيين مساء أمس: إن إيران دولة مهمة ويمكن أن تلعب دورا في هذا الحل، وهو ما أكده بوضوح المندوب الروسي السفير فيتالي تشوركن. لكن المندوبة الأمريكية لدي الأممالمتحدة السفير سوزان رايس انتقدت بشدة تصريحات كوفي عنان، وقالت إن بلادها تري أن "إيران جزء من المشكلة ولا يمكن اعتبارها جزءا من الحل". وأضافت رايس قائلة للصحفيين عقب انتهاء جلسة المشاورات المغلقة أن النظام السوري بفضل السماعدات التي تقدمها له طهران، يواصل استخدام أسلحته الثقيلة ضد المدنيين، ومازالت الدبابات والقوات منتشرة في المناطق الحضرية، ولم يطلق سراح سوى عدد قليل جدا من السجناء السياسيين ومازالت القيود مفروضة بقوة على الحريات الأساسية.