دعا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أستراليا إلى قبول اللجوء السياسي ل 20 أسرة مسيحية مصرية. وأجرى "تواضروس"، حوارًا إذاعيًا مع شبكة "ABC" الأسترالية، على هامش زيارته لأستراليا، حيث سأله المحاور قائلا: "حوالي 20 أسرة قبطية طلبت اللجوء السياسي إلى أستراليا، لكن تم رفض هذه الحالات، وأعتقد أنه يتم حاليا النظر فيها مجددًا.. فماذا تطلب من الحكومة (الأسترالية) تجاه العائلات القبطية التي ترى أنه لا مفر لها سوى ترك مصر؟". وأجاب "تواضروس"، "في مصر توجد مشاكل اقتصادية وتعليمية، وكما تعلم من حوالي 6 أو 7 سنوات كانت هناك ثورتان، ما أثر على الحياة اليومية المصرية مصر تعتبر بلدًا جريحًا، وأي مساعدة من الحكومة الأسترالية يتم تقديرها". وعن الدور الذي تستطيع أستراليا لعبه حيال تلك العائلات المسيحية، أعرب بابا الأقباط، فى الحوار الذى نقله المتحدث باسم الكنيسة، بولس حليم، عن اعتقاده أنه "حينما تعطي الحكومة الأسترالية الفرصة لهذه العائلات أن تعيش بها وتبدأ حياة جديدة سيكون شيئًا جيدًا"، بحسب البيان. ولم يقدم البيان الكنسي تفاصيل حول تلك العائلات وتاريخ خروجها من مصر وتقديمها طلبات اللجوء السياسي في أستراليا وأسبابه. وعادة ما يدعو البابا مسيحيي مصر إلى التمسك بالتواجد في البلاد، وعدم اللجوء للهجرة لاسيما عقب هجمات إرهابية استهدفتهم، فضلا عن نفي تعرضهم للتمييز أو الاضطهاد في الفترة الرئاسية الحالية. وللبابا تصريحات شهيرة في هذا الإطار، مثل "وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن". وعن استهداف مسيحيي مصر، مؤخرًا، من جانب تنظيم "داعش" عبر هجمات خلفت عشرات القتلى والجرحى، اعتبر بابا الأقباط في الحوار ذاته، أن "مصر هي قلب الشرق الأوسط ومدن البحر المتوسط، لذلك استقرارها يعني استقرار المنطٌقة كلها، ومن هنا فإن الهجمات الإرهابية فيها تستهدف الوحدة الوطنية لشعبها، وهذه أهم نقطة". وفي السياق، قال إن "الكنيسة كنيسة وطنية منفصلة تماما عن الحكومة لكننا لنا علاقات طيبة مع الحاكم والبرلمان والحكومة وجميع أركان المجتمع"، مضيفا أن "الحكومة المصرية تحمي الكنيسة وأعتقد أن مستوى هذه الحماية جيد". وتطرق البابا تواضروس الثاني إلى ما تعرض له مسيحيون من سوريا والعراق من تهجير، قائلًا: "قبل أي شيء السياسات الخاطئة للحكومات الغربية في المنطقة أثرث بشدة على استقرار سوريا والعراق، وتهجيرهم (المسيحيين) يؤثر على استقرار بلدان أخرى". وشدد على أنه "من المهم أن يبقى المسيحيون في أراضيهم"، معتبرًا أن غزو قوات تقودها الولاياتالمتحدةالأمريكية للعراق عام 2003 "كان خطأً كبيرًا". واستطرد البابا تواضروس الثاني: "الحكومات الغربية يجب أن تحترم عاداتنا، لغتنا، قيمنا، حياتنا اليومية، والعلاقة بين المسلمين والمسحين كمثال". وقبل نحو أسبوع، غادر بابا الأقباط مصر، في زيارة غير محددة المدة إلى كل من اليابانوأستراليا، لإتمام شؤون كنسية، وفق الكنيسة.