اعتقلت قوات الأمن الجزائرية زعيم طائفة الأحمدية في الجزائر محمد فالي أمس الثلاثاء في منزل والدته، الأمر الذي ندد به رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان والمحامي صالح دبوز، مؤكدا أن زعيم الطائفة الأحمدية اعتقل بسبب معتقداته، ومتهما وزير الشؤون الدينية بالوقوف وراء المضايقات التي تعرض لها محمد فالي. وأضاف: إن فالي اعتقل بسبب متابعته قضائيا بعدة تهم، مثل جمع أموال من دون ترخيص، والإساءة إلى النبي محمد وتأسيس جمعية غير مرخص لها، مشيرا إلى أن زعيم الطائفة الأحمدية موجود خلف القضبان، لأن معتقداته لم تعجب وزير الشؤون الدينية، الذي شن حملة ضده وضد أتباع هذه الطائفة، التي انتهت باعتقاله وحبسه في انتظار محاكمته، برغم أن الدستور يكفل حرية المعتقد لكل المواطنين. ويأتي توقيف زعيم الطائفة الأحمدية في وقت يتزايد فيه الحديث والجدل عن الطائفة الكركرية، خاصة وأن أتباعها بألبستهم المرقعة والمزركشة ألوانها التي استوردوها من المغرب بدأوا يعلنون عن أنفسهم، ويستعدون للتقدم بطلب إلى السلطات من أجل الحصول على ترخيص بتأسيس جمعية. ويقول بلقاسم بناني ممثل الطريقة الكركرية إن مريدي هذه الطريقة لا يمارسون أي شعائر وليست هم أي أذكار تختلف عن الطرق الصوفية الأخرى، وأن أتباع الكركرية هم سنيون ويتبعون مذهب الإمام مالك، أما بالنسبة للألبسة المرقعة والملونة، فيعتبر أن تفسيرها موجود في كتاب مؤسس الطريقة محمد فوزي الكركري، فالألبسة المرقعة تجعل الآخرين يحتقرون من يلبسها، وذلك في إطار ما يعلمه شيخ الطريقة لمريديه وهو «استحقر نفسك وعظم غيرك»، أما الألوان فهي ترمز للألوان التي خلقها الله في الطبيعة، مشيرا إلى أن السبحة التي يضعها مريدو الكركرية حول رقابهم تشير إلى أسماء الله الحسنى، وأن شكلها دائري، والشكل الدائري يشير إلى الصفر، وهو ما يعلمه شيخ الطريقة لمريديه وهي» إنك يا مريد أنت صفر، وأنت لا شيء في هذه الدنيا». وأوضح بناني أنه دخل إلى هذه الطريقة في سنة 2016 فقط، وأنه يسعى إلى تأسيس جمعية معتمدة من طرف السلطات الإدارية، وأنه سيقوم خلال الأيام المقبلة بتقديم ملف طلب تأسيس جمعية على مستوى ولاية مستغانم ( 350 غربي العاصمة). في المقابل انتقدت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الطائفة الكركرية، إذ يقول تهامي مجوري عضو الجمعية إن أنصار هذه الطريقة جاءوا بإضافات جديدة في الدين، وأن اللباس لم يكن يوما جزءا من العبادة، وأن الرسول لم يسبق أن جعل من اللباس شرطا من شروط العبادة أو الإيمان، أما بالنسبة لتحقير الذات، فأكد مجوري أن الله كرم الإنسان فكيف تعمل هذه الطريقة على تحويل أنصارها إلى سفهاء، والسفيه لا يعتد به وشهادته لا تستقيم. واعتبر أن مثل هذه الطريقة لا تمثل خطرا على المجتمع، بقدر ما تمثل انشقاقا وتشتيتا للمجتمع، لأن تزايد عدد الطرق الصوفية نابع من البحث عن الخصوصية، في حين أن الأولى هو البحث عن قوائم مشتركة، موضحا أن الكركرية مشتقة من الطائفة العليوية الموجودة في مستغانم التي يرأسها حاليا خالد بن تونس، وبالتالي فإن الكركرية التي ظهرت في المغرب أصلها من الجزائر، التي توجد بها العشرات من الطرق الصوفية مثل الرحمانية والتيجانية والقاديانية وغيرها. وأوضح إن تشجيع الطرق الصوفية هو توجه عالمي، يهدف إلى تحجيم الإسلام وحصره في بعض الأذواق التي تختلف من طائفة إلى أخرى، وتحويله إلى مجرد طقوس وممارسات أقرب منها إلى الدروشة، في حين أن الإسلام الصحيح رفع أي وسيط بين الله وعبده، في حين الصوفية تضع دائما وسطاء بين العبد وربه. واعتبر تهامي مجوري الأحمدي أخطر، لأنها تحرف الدين الإسلامي، فهي ترى أن الرسول محمد ليس آخر الرسل، وأن المقصود بخاتم الأنبياء هو أنه زينة الأنبياء وليس أنه هو الأخير، وهذا حتى يفتحوا الباب أمام ظهور أنبياء جدد. ويدافع سعيد جاب الخير الباحث في التصوف عن الصوفية، مؤكدا أنه لم يثبت تاريخيا أن أتباع الطرق ارتكبوا أي جرم أو تورطوا في أي عنف، متسائلا عن الجهة التي كانت تقتل الجزائريين في تسعينيات القرن الماضي؟ هل كانت الصوفية هي من تقتل أو أن السلفية الوهابية هي التي كانت تقتل؟ موضحا أن الناس أعداء ما يجهلون، وأن الطريقة الكركرية وممارساتها ليست بالجديدة، وأنها جزء من تاريخ التصوف.