كشفت مصادر بسجن طره، أن الرئيس المخلوع حسنى مبارك لم يذق طعم النوم طوال الليلة الأولى التي أمضاها داخل مستشفى سجن مزرعة طره، الذى نقل إليه عقب صدور الحكم عليه بالسجن المؤبد فى قضية قتل المتظاهرين إبان ثورة 25 يناير، بعد مفاوضات استغرقت ساعات لرفضه الانتقال من المركز الطبى العالمى على طريق القاهرةالإسماعيلية، الذي كان محتجزًا به منذ بدء المحاكمة في أغسطس الماضي. وأصيب مبارك بصدمة عندما هبطت الطائرة فى سجن المزرعة، وتم نقله لمستشفى السجن وظل ينظر فى تعجب يمينًا ويسارًا، ويتساءل: هل هذا مصيرى؟!، ولم يستطعْ التماسك، ما أدى إلى تدهور حالته الصحية، وتم استدعاء الفريق الطبى لتوقيع الكشف عليه. لكن الأطباء أكدوا أن حالته الصحية جيدة، وبعد مرور ساعتين من دخوله المستشفى بدأ يتحدث مع مَن حوله، وطلب رؤية نجليه، وبعدها قال: اتركونى وحدى. وذكرت المصادر، أن علاء وجمال مبارك علما بقدوم والدهما قبل مغادرة أكاديمية الشرطة حيث مقر المحاكمة وعندما عادا طلبا من مأمور السجن رؤية والدهما، فوافق المأمور على طلبهما، وذهبا لرؤيته وغادر الجميع الغرفة، وقد ظلا معه لأكثر من ساعتين وكانا يتحدثان معه بهمس دون أن يسمع أحد بما يقولانه مع والدهما! وعلى الرغم من محاولتهما التخفيف عنه إلا أنهما لم يستطيعا إخراجه من حالته السيئة، فعند مرور الأطباء كانوا يجدونه دائمًا مستيقظًا وشارد الذهن، وهو ما جعل الأطباء يقومون بإعطائه حقنًا مهدئة ويقومون بقياس الضغط والسكر باستمرار؛ خوفًا من حدوث أى مضاعفات وهبوط حاد فى الدورة الدموية. وقدم علاء وجمال طلبًا كتابيًا إلى اللواء محمد نجيب، مساعد أول وزير الداخلية لمصلحة السجون لمرافقة أبيهما فى المستشفى لتقديم الرعاية اللازمة له، مستندين إلى لائحة مصلحة السجون، التى تنص على مراعاة الحالات الإنسانية المحكوم عليها، وخاصة لو كانوا من أسرة واحدة، ووافق على الفور رئيس مصلحة السجون على هذا الطلب. وهذه اللائحة تطبق استثنائيًّا على مبارك وابنيه مراعاة للحالة الإنسانية، وحالة مبارك الصحية، مع العلم بوجود عشرات الآلاف من المساجين، سواء أكانوا سياسيًّا أو جنائيًّا من أسرة واحدة، لم تطبَّق عليهم هذه اللائحة فى عصر الرئيس السابق، إلا بعض الاستثناءات القليلة؛ خاصة فى سجن دمنهور ووادى النطرون ومنطقة سجون أبو زعبل وسجن المرج ومنطقة سجون طرة والوادى الجديد، واستغاثت أسر هؤلاء المسجونين بوزير الداخلية الأسبق من أجل تطبيق اللائحة عليهم، سواء بطلبات كتابية إلى مدير مصلحة السجون أو عن طريق الصحف المختلفة. وذكر المصدر أنه تم تشديد الحراسة على المستشفى؛ خوفًا من تسلل أحد المساجين إلى غرفة الرئيس المخلوع. وكانت حالة من الهرج والمرج حدثت بين السجناء، عندما علموا بقدوم مبارك وسط فرحة عارمة، وظلوا يرددون: "الله أكبر، ظهر الحق، وإن الله يمهل ولا يهمل، وحسبى الله ونعم الوكيل".