صرح عبدالمنعم عبدالمقصود محامي - جماعة الإخوان المسلمين ومنسق هيئة الدفاع عن أسر شهداء ومصابي الثورة -، أن الحكم الذى أصدرته المحكمة بإدانة مبارك والعادلي وتبرئة الباقين, حكم سياسي بدرجة امتياز؛ فكما هو متوقع لم تنتصر المحكمة لحقوق الشهداء ودمائهم الزكية. وأضاف أن هيئة الدفاع عن الشهداء كان قد سبق وأن طالبت برد هذه المحكمة عندما شعرت أنها لا تحكم بصحيح القانون، وأنها تحاول تسييس القضية، وتبرئة المتهمين دون وجه حق. وأشار إلى أنه حين يقضي الحكم بالبراءة لمساعدي العادلي على أساس أنه لم يتم القبض على فاعل أصلي فهو يقضي ضمنًا ببراءة مبارك والعادلي. وأكد أن المحكمة لم تكتفِ بالبراءة لمعاوني العادلي وإنما سطّرت في أسباب حكمها أسباب الطعن بالنقض لصالح مبارك والعادلي، الأمر الذي يتيح لهم إمكانية الحصول على البراءة بسهولة في حالة النقض. ورأى أن هذا الحكم يمثل إهدارًا لدماء الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم لرفعة الوطن وصون وحماية كرامة وحرية مواطنيه؛لأن أقل ما يستحقه مبارك ومعاونيه هو الاعدام، لأن جرائمهم لا يمكن حصرها؛ إذ تتنوع بين الجرائم السياسية والاجتماعية والجنائية، حيث تسبب هذا الرجل ومعاونيه خلال فترة حكمه التي تجاوزت ثلاثة عقود متتالية في نشر الفقر الذى تجاوز 40% من عدد السكان، والأمراض التي وصلت إلى حدود لا يمكن أن يتخيلها عقل، بعد أن وصل عدد المصابين بالكبد سنويًا ما يزيد عن 400 ألف مريض، وعدد المصابين بالسرطان لما يزيد عن 200 ألف مريض، هذا بخلاف الفساد الكبير الذى نشره بشكل متعمد في مختلف مؤسسات الدولة، والظلم والاستبداد الذى مارسه على العديد من فئات وأفراد وقوى المجتمع المصري. وأضاف أن الشعب المصري الذى تابع مجريات عملية المحاكمة لحظة بلحظة، كان يأمل أن تصدر المحكمة حكمًا رادعًا على مبارك وأعوانه حتى يكونوا عِبرة لغيرهم، وحتى يعلم كل من يتولى أمر من أمور الشعب المصري أنه ليس بعيدًا عن العقاب والعقاب الشديد في حالة العبث بمقدرات هذا الشعب والعمل على نشر الفساد في مؤسسات الدولة والاستهانة بحقوق المواطنين. وأشار إلى أن الخطورة في ذلك الحكم أنه يبعث اليأس في قلوب الجماهير، ويجعلها تتأكد من أن الثورة لم تؤتِ ثمارها، ولم تقم بما هو مطلوب منها، بعد أن أفلت هؤلاء المجرمون من العقاب الذي يستحقونه، في الوقت الذى ما زالت فيه أسر الشهداء تتجرع كئوس الألم لفقد ذويهم في الثورة المباركة. وعبّر عن تخوفه من أن يؤدي الحكم لإثارة القلاقل والاضطرابات الداخلية، ويؤثر على أمن واستقرار الوطن، خاصة وأن أسر الشهداء يعتبرون مبارك المسئول الاول والمباشر عن عمليات القتل التي راح ضحيتها المئات من أبناء الوطن في مختلف انحاء الجمهورية. وطالب عبد المقصود بضرورة إعادة محاكمة رموز النظام السابق من جديد ، وضم الجرائم السياسية إلى الجرائم الجنائية، واصدار حكم رادع ضد مبارك ورفاقه حتى لا تتكرر أخطاء النظام السابق في المستقبل مرة أخرى، بعد أن أعلن الشعب المصري انه لن يعود إلى الوراء مرة أخرى، وأنه سيثور على اي رئيس لا يحترم حقوقه ولا يحافظ على حرياته.