تقدم الفريق أحمد شفيق فى الانتخابات ووصوله للإعادة مع الدكتور محمد مرسى، بالرغم من أنه أحزن المصريين إلا أنه فى المقابل أفرح آخرين كثيرًا - وهكذا الدنيا- فأول الفرحين بجولة الإعادة كانت إسرائيل ورجالاتها الذين يعتبرون مبارك ورجال حكمه ونظامه القمعى كنزًا استراتيجيًا لهم، فمبارك قدم كثيرًا من الخدمات ليس لإسرائيل وحدها وإنما قدم هذه الخدمات للعديد من الدول ومنها دول عربية على حساب شعبه وعلى حساب كرامة هذا الشعب، ودون مقابل تقريبًا أو بمقابل بخس لا يرقى إلى ما قدمه هو ونظامه لهذه الدول. وإذا كانت الانتخابات الرئاسية وضعت شفيق فى مقدمة الإعادة إلا قليلا وهو المحسوب على مبارك ورجله الأمين فى مطار القاهرة ووزارة الطيران، ثم رئيسًا لوزارة "موقعة الجمل"، فإنه آن الأوان لتفرح وتسر إسرائيل وتعلن ذلك على الملأ حتى يعرف القاصى والدانى من المصريين ومن العرب والعجم أن شفيق كما مبارك هو كنزها الذى لا يفنى، ما دام رجال نظامه ما زال فيهم رمق ليقدموا مرشحًا للرئاسة، ولكن فى رأى آخرين فى الدولة العبرية، أنه كان من الواجب أن يكون هذا الفرح على استحياء ألا يتم علانية وعلى عينك يا تاجر، فى وسائل إعلامها التى كشفت وفضحت علامات السرور والحبور والنشوة على وجوه جنرالات إسرائيل أحباب مبارك الإستراتيجى، مما جعل البعض "منهم وفيهم" يحذر من إظهار الفرحة على الأقل فى الوقت الراهن وبشكل مباشر حتى لا يستفز المصريين والقوى الوطنية المصرية والانتظار حتى يكمل الرجل المسيرة الصعبة وربما المستحيلة، حتى لا يُحرق حبيبُ حبيبهم بنار الحب والهوى الإسرائيلى، ويكون الهم والغم هو المسيطر عليهم بعد فوز الدكتور محمد مرسى برئاسة جمهورية مصر العربية. أدعو الله ألا تتم الفرحة الإسرائيلية وأن "يتكعبل" شفيق فى انتخابات الرئاسة وبالديمقراطية أن يصوت المصريين لمنافسه الدكتور محمد مرسى، وهناك بشائر كثيرة على ذلك كان أولاها فرحة إسرائيل التى أظهرت أن مرشحها هو شفيق وليس غيره حتى ولو كان السيد عمرو موسى، والبشرى الثانية تكاتف قوى وطنية مع الدكتور مرسى ضد شفيق، والبشرى الثالثة ما أعلنه الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع الوحدوى الديمقراطى من أنه وحزبه سيؤيدون الفريق شفيق، وما فعله الدكتور السعيد وصرح به ولم يخفه على أساس أن الرجل محسوب على القوى الوطنية، أظن أن نتيجته ستكون مثل نتيجة ما حدث مع المستشار هشام البسطويسى الذى أيده الدكتور السعيد دائمًا فسقط مع كامل احترامنا للمستشار هشام البسطويسى، ولكننا نستبشر خيرًا بأن الحزب الموجود على هامش الحياة السياسية يؤيد شفيق، ومن قبل ساهم فى إسقاط مرشح محترم بتأييده له، واختم بالقول المأثور إن الدكتور رفعت السعيد، يضع يده دائمًا على "الخسرانة"، والدليل هو موافقته على أن يكون عضوًا معينا فى مجلس الشورى بأمر واختيار السيد مبارك، وأخشى أن يكون الرجل منتظرًا لعضوية مجلس الشورى المقبل بالتعيين. [email protected]