روى القاضي هاني عبد الوهاب ، المستشار بمجلس الدولة ، وقائع تدخل قوات الشرطة لمنع الناخبين من الإدلاء بأصواتهم في جولة الإعادة للمرحلة الثانية من الانتخابات ، مشيرا إلى أن ضباط الشرطة وفروا الحماية لعدد من البلطجية الذين حاولوا الاعتداء على مقر اللجنة التي كان يشرف عليها ، إضافة إلى سبعة قضاة آخرين . وأكد القاضي ، الذي تحدث لوكالة فرانس برس من مدينة كفر الدوار حيث كان يتولى الإشراف على إحدى اللجان الفرعية الواقعة بمدرسة النهضة الحديثة ، أنه اضطر مع زملائه إلى وقف عمليات الاقتراع في الساعة الثلاثة عصرا بعد أن فشل في حمل رجال الشرطة على التخلي عن إصرارهم على منع الناخبين من دخول لجنة للإدلاء بأصواتهم . وكشف عبد الوهاب أنه قرر مع زملائه مقاطعة الإشراف على المرحلة الثالثة والأخيرة من الانتخابات ، والتي تجري جولتها الأولى مطلع الشهر القادم . وروي القاضي الوقائع التي أعاقت العملية الانتخابية حسب تسلسلها الزمني: -الساعة السابعة صباحا: وصلت إلى مكتب الاقتراع مع زملائي القضاة. وكان طوق امني يغلق في هذه الساعة المبكرة جزءا من الشارع المؤدي إلى المدرسة. وتسللت ثلاث سيدات معنا لأنهن كن يرغبن في الإدلاء بأصواتهن ويعرفن أن الشرطة ستمنعهن. -الساعة الثامنة صباحا: بدأت عمليات الاقتراع فأدلت السيدات الثلاث بأصواتهن في مكتب الاقتراع الذي أترأسه إضافة إلى اثنين من مندوبي المرشحين. -الساعة الثامنة وعشر دقائق : أتي وكيلان للمرشحين (يحملان توكيلات قانونية تسمح لهم بالمرور على مكاتب الاقتراع لمتابعة سير العملية الانتخابية) وقدما إلينا شكوى من أن قوات الشرطة تمنع الناخبين من دخول مكاتب الاقتراع. -الساعة الثامنة و15 دقيقة : خرجنا لنستطلع الموقف وتبين لنا ان الشرطة أغلقت تماما بالفعل الشارع المؤدي إلى المدرسة ولا احد يمر. -الساعة الثامنة و20 دقيقة: تصورنا أننا استطعنا إقناع الشرطة بالسماح للناخبين بالدخول. ولكن فجأة وجه شرطي مسدسا نحو رجل يحمل سيفا في حركة مسرحية واضحة تتيح للشرطة الادعاء بأنها تحمينا. -الساعة الثامنة و25 دقيقة :فتحت الشرطة ممرا في الشارع ولكن ضباطا كانوا يقفون أمام باب المدرسة ويمنعون الدخول إليها. -الساعة الثامنة والنصف : اتصلت برئيس اللجنة العامة المشرف على كل لجان الاقتراع في كفر الدوار محمود الغول لإبلاغه بما يحدث ووعد بمعالجة الموقف على وجه السرعة. -الساعة التاسعة : اتصلت مجددا بمحمود الغول الذي وعد بأنه سيأتي فورا إلى حيث نحن. -الساعة الحادية عشر : القي أول حجر على المدرسة من فوق سطح منزل مجاور وتحطم أول زجاج فيها وكان الرجال الذين يقومون بذلك يتحركون بحرية تامة أمام أعين الشرطة التي ظلت ساكنة. - الساعة الواحدة ظهرا : دخل عدد من البلطجية إلى فناء المدرسة واخذوا يكسرون بعض المكاتب ومواسير صرف صحي. -الساعة الثانية ظهرا : اتصلت من جديد برئيس اللجنة العامة ولكن من دون جدوى فقررت مع القضاة الآخرين الموجودين بالمدرسة تقديم شكوى رسمية إليه. -الساعة الثانية و10 دقائق صرخ مدير المدرسة "ماذا تفعلون بمدرستي" في الوقت الذي سقطت فيه زجاجه أخرى على المبنى. - الساعة الثالثة عصرا : لم يزد عدد البطاقات في صندوق الاقتراع عن خمسة في حين أن عدد الناخبين المسجلين في الكشوف 900. أدركت أنهم لن يسمحوا لأحد بالاقتراع اليوم وانه من العبث أن نبقى محبوسين هنا ، و طلبت مع زملائي السبعة الآخرين وقف عملية الاقتراع وقررنا مقاطعة الإشراف على المرحلة الثالثة للانتخابات .