لم تفاجأنا جريدة الأهرام عندما أجرت حوارا مع الدكتور مصطفي الفقي يوم 26 نوفمبر 2005 الصفحة الثالثة يجيب فيه عن تساؤلات الرأي العام عن انتخابات دمنهور في غياب الطرف الأخر وحقه في الرد استمراراً لحالة الحوار مع طرف واحد التي انتابت الصحف القومية والفضائيات المصرية ، وقد تأكد لدينا أن الدولة تتيح لمرشح الحزب الوطني الذي أعلن فوزه بغير ما يستحق مساحه كبيرة ليبرر ويدافع عن موقفه دون أي محاولة للتأكد من صدق الادعاءات بإعلان نتيجة مغايرة للحقيقة ، لذا فإننا نجد ان مشكلة الدكتور مصطفي الفقي المفكر الكبير في كونه يتعامل مع اهل دمنهور وزاوية غزال علي انهم ريفيون سذج بسطاء تبهرهم المناصب وتأخذ بأبصارهم الشهرة والمكانة وتخيل انه يمكن ان يكون هناك ما يسمي بالجريمة الكاملة!! لقد اعلن الدكتور مصطفي انه قد بحث موضوع التزوير( الذي يتهمه به 151 قاضياِ ومستشارا) وثبت له سلامة موقفه واعلن استعداده لاي قرار بإعاده فرز الأصوات ولو في مكان عام وهو من باب المستحيل الذي يعلمه ثم لجأ إلي اسلوب التحريض فكانت لنا هذه الملاحظات : 1- قال انه يحتكم إلي الدستور والقانون لكشف الحقيقة وان الدكتور جمال حشمت عبر عن نيته في خلق هذه الزوبعة إذا خسر الانتخابات منذ شهور وانه علي استعداد لترك المقعد لو ثبت انه بالتزوير" وهو في ذلك يتحصن بأصحاب القرار الذين عدلوا النتيجة وصار فائزاً من الجولة الأولي وهو ما يتعارض مع عدة حقائق : اولها: انه قال انه يتعاطف مع الدكتور جمال الذي ظلم وأقر بتعاطف اهل الدائرة معه ونسي انه لم يكن متواصلا مع الدائرة منذ اكثر من اربعين عاما في الوقت الذي يعيش فيه الدكتور جمال وسط ابناء دائرته والعقل والمنطق يقول ان الاحساس بالظلم والتعاطف والتواجد لا يمكن ان يخسر امام غياب طال وحضور لم يستغرق شهرين من الجولة الاولي ثانيا: ان القضية لم تعد الان قضية كلام او ادعاءات او قول غير الحقيقة في اعلام مفتوح له بلا حساب بل صار في ايدي قضاه مصر الذين هددهم الدكتور مصطفي بقوله" اربأ برجال القضاء النزول إلي الشارع السياسي فإننا تعودنا رؤيتهم فوق المنصة" رغم علمه بأن من شاركوا ليسوا قضاه منصه وان الانتخابات البرلمانية هي قلب الحياة السياسية وإدارتها بعدل وحرية ونزاهة وشفافية ليس نزولاً إلي الشارع السياسي وسبق له ان اتهمهم بالتعاطف مع الاخوان وهو امر فيه تهديد وارهاب وتحريض حتي اتهمهم بأنه يتأثرون – وخاصة شباب القضاة - بالهتافات التي كان يطلقها ابناء دمنهور وزاوية غزال بعدما طال الوقت ولم تعلن النتيجة وهذا مخالف للحقيقة لان رؤساء اللجان الفرعية قد سلموا النتائج حتى الساعة الواحدة والنصف صباحاً ولم يعد منهم احد موجودا داخل اللجنة العامة للإنتخابات وقت الهتافات فأي ارهاب هذا الذي تولد للقضاة ؟!!. ثالثاً: لا شك ان الدكتور مصطفي االفقي قد بذل مجهودا مضنياً في شهرين من اسوأ ما مر عليه من شهور – بإعترافه- لانه لم يخض ولم يسبق له ان مارس عملاً شعبياً وهو الرجل السياسي المفكر الدبلوماسي الذي لا يحتاج إلي دعم احد من ابناء الشعب البسطاء. ولذلك فإن الرد علي ما تلقاه من دعم معظم عائلات دمنهور وقري زاوية غزال والمسيرة التي ادعي انه قد سار قيها خلفه عشرة الاف او 15 الف او عشرات الألوف في اكثر من حديث هو رد بسيط قد يحتاج ذكر ما حدث من العائلات التي علقت له لافتات او جلست معه في لقاءات و التي اعترف اغلبها بممارسة ضغوط عليها من المسئولين سواء من التنفيذيين والأمنيين لإعلان دعمها لمرشح الرئاسة كما اعلن هو بنفسه في اكثر من لقاء بعد اتصالات عديدة من مؤسسة الرئاسة له اثناء لقائه مع بعض الاهالي في اكثر من مكان، اما مسيرة الالاف فلدينا تسجيل لها وهو ينظر إلي المقر الذي تم تصويره منه ملوحا بيديه وهو يستقل عربه نصف نقل فإذا عرض ما لديه من شريط يخالف الحقيقة فمن حقنا تقديم ما لدينا من شريط يوضح حجم مسيرته من اولها إلي اخرها في عدد لا يتجاوز 500 فرد وسيبقي ما بيننا في هذا الامر ادعاءات لا ينبني عليها أي عمل !. 2- لقد استمر في نهج التحريض ضد الاخوان فاتهمهم بالصوت العالي ومحاولات التشويش والبيانات النارية والشعارات الجوفاء التي هي سلاح من لا يملكون الحقيقة ثم قال" ان لديه معلومات كثيرة عن جماعة الاخوان المسلمين لا يستطيع الخوض فيه حرصاً علي المصلحة العامة" وادعي انه سمع باذنه من يقول من يعطي الصوت لمصطفي الفقي لا يدخل الجنة ومن اعطاه لمرشح الاخوان فإنه علي الطريق الصحيح نحو الاخرة ، ثم استطرد قائلاً ان هذا الفكر التكفيري جريمة في حق الاسلام والوطن معاً ، ولعل الدكتور الفقي في هذا الموقف التحريضي يناقد نفسه في شهادته حول الاخوان ورايه في الجماعة منذ اكثر من 15 سنة وهو ينتهج اسلوباً وبياناً يحمل قدراً من اثارة الغبار مستغلاً مكانته التي كان يحظي بها وما يمتلكه من قدرات تجعله يتكلم ويتحدث كأنه صاحب حق او يدافع عن حق ، وأذكر ما قاله الدكتور مصطفي الفقي في مجله منبر الاسلام عدد 9 السنة 48 في ابريل 1990 ما نصه " ان الاسلام هو الدين الوحيد الذي خاض حروبا للدعوة واجرى ايضا المفوضات من اجل الدعوة فكان دين الحرب حين تفرض عليه ودين السلام حين تبدو الدعوة صادقة اليه والاسلام دين سياسي تعامل دائما مع المتغيرات في العالم واقتنع بالثوابت وتعايش سلبا وايجابا معها " ونسوق هذا في معرض اعتراضه علي شعار الاسلام هو الحل الذي تأييد بحكمين قضائيين عامي 2000 و 2005 ويتحدث عن دعوة الاخوان المسلمين قائلاً " لم نكن نتصور ان هذه الدعوة سوف تلعب ذلك الدور المهم في تاريخ الشرق الاوسط لان ذلك الداعية السمح حسن البنا كان ينبذ العنف ويكره الارهاب وقد استطاع ان يخرج بدعوة جماعة الاخوان المسملين إلي المصريين لكي تكون احدي الحركات الدينية السياسية المؤثرة في تاريخ مصر الحديث ولم يقف الامر عند هذا الحد بل تجاوزتها إلي العالم الاسلامي كله وكانت دعوة الامام الشهيد دعوة عاقلة متسامحة قبلها الناس ورحبوا بها ، حتي غير المسلمين وكان من اصدقائه ومريديه عدد كبير من المسيحيين لان الناس بطبعهم يميلون إلي السماحة والبشاشة ويفضلون الحوار الطيب " وهذا رداً منه علي ما ادعاه من اثارة الفتنة بين المسلمبن والمسيحيين وتبريراً للشعبية التي انكرها الدكتور مصطفي الفقي وخاصة في دائرة مثل دمنهور التي ظلمت اكثر من مرة عندما اهدر النظام -الذي يدافع عنه الدكتور مصطفي بالحق والباطل- اراده جماهير هذه الدائرة ثلاث مرات في 10 سنوات . 3- واخيرا اوضح منهج الدكتور مصطفي الفقي في اصراره علي اقتناص المقعد رغم علمي ويقيني بانه يعلم الا حق له في مقعد هذه الدائرة ويرمي كل ثقله علي مؤسسة الرئاسة كي تنقذه مما تورط فيه من قبول مقعد بالتزوير!! اولا: من كتاب محنة امة صفحة 13 يقول " انني ممن يؤمنون أن التفريط في الثوابت جريمة وان التخلي عن المبادئ خطيئة ولكن هناك شئ يمكن ان نسميه البراجماتية السياسية التي تستوعب الواقع " أي يبرر للانتهازية السياسية ثانيا: في كتاب نهج الثورة يقول " ان الاصل في فلسفة الانتخابات انها اختبار للشعبية المسطحة وليست بالضرورة للفكر الاعمق او الرؤية البعيدة " صفحة 43 وفي صفحة 37 يذكر " لا يوجد ما هو اسوأ من تزييف الانتخابات او تزوير النتائج سبب لتشويه صورة بلد ووضعه في دائرة التخلف الفكري والفساد السياسي !!! واخيرا هل لنا ان نري الدكتور مصطفي الفقي في مدينة دمنهور وسط ابناء الدائرة يجوب الشوارع والحارات وفي المساجد والمنتديات فرحاً بفوزه واعلاناً لثقته في سلامة موقفه وأحقيته في الفوز بمقعد دائرة دمنهور وزاوية غزال ، مما يؤكد وقتها ان مصر قد دخلت بموافقة الدكتور الفقى دائرة التخلف الفكري واستوطن فيها الفساد السياسي ولا نرد عليه إلا بقوله تعالي " ومن اظلم ممن افتري علي الله كذباً " وحسبنا الله ونعم الوكيل [email protected]