الأشعل: لا يوجد لدينا معارضة حقيقية بل مصالح شخصية.. حمدان: النظام يعلم أن الفشل في عهده غير مسبوق.. تكتل 25-30: سيطرة الأغلبية على النواب سبب فشلنا "كلهم فاشلون, حتى بالصمت العاجز قليل الحيلة".. تظل كلمات النجم الخالد أحمد زكي في مرافعته الشهيرة في فيلم "ضد الحكومة" الأكثر مصداقية في وصف المشهد السياسي الذي تشهده مصر في السنوات الثلاث الأخيرة؛ فمنذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي إدارة شئون البلاد ومع كل خطوة أو قرار يتخذه, تظهر آراء ما بين الانتقاد والرفض البات, وبين التأييد المطلق ووصفه بالتاريخي والمغير لاستراتيجية ومكانة الدولة المصرية بين الدول, حتى بات الأمر ثمار شد وجذب بين الطرفين. وما بين المشهدين يظل المواطن المصري حائرًا بين النظام بحكومته ورجاله، وبين المعارضة برجالها وانتقادها الدائم للنظام، وفى ظل تراشق الاتهامات بين الطرفين إلا أنه من الملاحظ أن الفشل هو سيد الموقف؛ فالمعارضة تتهم النظام بالفشل في إدارة شئون البلاد، والنظام يتهم المعارضة بالفشل في إعطاء البدائل والاكتفاء بالانتقاد. ومازال بعد مرور 4 سنوات على ثورة 30 يونيو يتساءل الكثيرون: إلى متى تظل المعارضة السياسية فاشلة في إيجاد شخصيات بديلة وطرح برنامج اقتصادي وسياسي حقيقي يمكن أن يجذب الشعب إلى الالتحاق بهم؟, وما الحلول لإصلاح النظام السياسي الذي يعاني وفق الكثيرين فشلاً ذريعًا على المستوى الاقتصادي والسياسي؟. من جهته, رأى السفير عبدالله الأشعل, المرشح السابق لرئاسة الجمهورية, أنه لا توجد معارضة حقيقية حتى وقتنا هذا على الساحة السياسية, منوهًا أن هناك كثيرين يسعون إلى تحقيق مصالح شخصية فقط دون النظر إلى المصلحة العليا للوطن, وأن معاركهم ضد النظام ما هي إلا بحث عن تحقيق مكاسب ذاتية وليست لصالح البلد. وخلال تصريحه ل"لمصريون", أوضح الأشعل، أن مَن يبحثون عن مصلحة الوطن لابد أن يواجهوا النظام بشكل واضح وصريح, موضحًا: "لا بد أن تتكاتف كل القوى السياسية المعارضة، وليس هذا فحسب، بل يجب أن تصطف جميعها خلف شخصية واحدة، ورؤى يتفق عليها الجميع؛ حتى لا يحدث انشقاق بعد ذلك" . وتابع: "لكي يكون هناك معارضة حقيقية، يجب أن يكون هناك رجال حقيقيون يستطيعون تشكيل نواة لجماعة وطنية، تلك الجماعة تواجه النظام بشكل صريح، وتُعد بيانًا تورد فيه كل أخطاء النظام المتراكمة وما ترتب عليها من أزمات وصل حد تأثيرها، إلى وقوع أزمات في كل المؤسسات " . وأضاف المرشح السابق لرئاسة الجمهورية: "على المعارضة أيضًا ألا تكتفي بذلك, بل يجب أن تعقد مؤتمرًا صحفيًا عالميًا، تسعى من خلاله إلى مخاطبة المجتمع الدولي، وتظهر الوجه الحقيقي للنظام حتى لا يحصل على دعم منهم. وتابع الأشعل، أن هذه الجماعة عليها تغليب مصلحة الوطن أولاً، والتخلي عن تحقيق مصالحها وأهدافها الشخصية، مؤكدًا أن السبب الرئيس في عدم وصول المعارضة لاتفاق، هو محاولتهم تحقيق مشروعاتهم الشخصية أولاً. بينما أكد الدكتور مجدي حمدان، القيادي السابق بجبهة الإنقاذ، أن النظام الحالي، سعى منذ اعتلائه سُدة الحكم إلى استخدام كل السبل من أجل تفتيت المعارضة وحل الأحزاب على اختلاف انتماءاتها السياسية، سواء معارضة أو غير معارضة، إضافة إلى محاولته تجريف الحياة السياسية . ولفت حمدان، في تصريحه ل"المصريون"، إلى أن النظام خلال الثلاث سنوات السابقة سجن غالبية قيادات الأحزاب والتيارات والمعارضة، بل لم يكتفِ بذلك فهو ما زال يعمل على ملاحقة أعضائها الذين يبحثون عن سبل لتوحيد جميع التيارات، منوهًا بأن غالبيتهم داخل السجون دون تهمة أو محاكمة . وأكد أن النظام القائم يعلم تمام العلم أن مرحلة الفشل الذي وصل إليها لم يسبقه إليه أحد؛ لذا يعمل على الخلاص من المعارضة؛ حتى لا يظهر على الساحة من يلتف حوله المواطنون . وأشار حمدان، إلى أن السلطة الحالية تسير مثل الثور بمجرد عقد بعض التيارات المعارضة اجتماع لمناقشة بعض القضايا، لافتًا إلى أنها تبدأ عقب ذلك في تسليط رجالها للنيل ممن حضروا الاجتماع، فتستخدم أذرعتها الإعلامية تارة، وتارة أخرى تدفع البعض إلى تقديم الدعاوى القضائية، والتي ربما تصل إلى اتهامهم بالخيانة وقلب نظام الحكم، مؤكدًا أن هناك ملاحقات غير مبررة للمعارضة . ونوه القيادي السابق بحركة تمرد: "يمكن القول بأنه لا توجد معارضة أو بالأصح حياة سياسية حقيقية سليمة، ومن ثم لا يمكن القول بأن المعارضة فاشلة أو لم تقدم شيئًا في مقابل فشل النظام " . وأكد حمدان أن هناك شبه اتفاق على أن النظام القائم فاشل ولم يحقق أي تقدم أو إنجاز يحسب له وما تشهده البلاد من تدهور وتراجع في جميع المؤشرات خير دليل على ذلك . خالد عبدالعزيز شعبان، عضو تكتل "25_30" بالبرلمان، أكد أن هناك عددًا كبيرًا من أعضاء التكتل كانوا على وشك تقديم الاستقالة؛ بسبب سيطرة الأغلبية على معظم القرارات، لكن هناك ضغوطًا كبيرة تمارس عليهم لعدم تقديمها. ولفت إلى أن هناك مَن يرى أن استمرار التكتل تحت القبة أفضل من تقديم استقالته، موضحًا: "هؤلاء يرون أن التكتل هو الجبهة الوحيدة المعارضة بالبرلمان، وهو صوتهم تحت القبة، وبتقديم استقالته لن يكون هناك صوت آخر ليعبر عن المواطنين داخل مجلس النواب؛ لذا لم يتم البت في الاستقالة". وتابع عضو التكتل: "هناك ضغط كبير من الناخبين بدوائرنا لعدم تقديم الاستقالة، بل كثير منهم يرون أن التكتل يحاول تقديم ما بوسعه، وما يمكن تقديمه " .