لا صوت يعلو فوق صوت الأنين والحزن فى المحافظات، بعدما فقدوا فلذات أكبادهم فى الحادث الإرهابى الغشيم، صبيحة أمس الجمعة فى رفح، بعد هجوم على نقطة تجمع لقوات الجيش، أعلن فيه المتحدث للقوات المسلحة عن استشهاد 10 بينهم عقيد وإصابة 16 جنديا آخرين. بين معز ومشيع وحزين توافد الأهالى فى المحافظات على أهالى الشهداء، منتظرين وصول الجثامين، فيما أعلن المحافظون أن جنازات عسكرية مهيبة ستودع الشهداء فى الشرقية يتوافد المئات من الأهالى بقرية المناجاة والقرى المجاورة لها بمركز الحسينية على منزل والد الشهيد البطل المجند أحمد محمد على سلامة نجم والذى استشهد صباح أمس فى الهجوم الإرهابى الذى استهدف عددًا من نقاط التمركز الأمنى بسيناء وذلك لتشييع جثمانه إلى مثواه الأخير. واحتشد الأهالى أمام منزل الشهيد وداخل المسجد فى انتظار وصول الجثمان لمشاركة أسرته فى أحزانها. كما تشهد مدينة العاشر من رمضان وقرية الشبراوين بمركز ههيا أيضًا توافد الأهالى منذ المساء على منزل الشهيدين العقيد أركان حرب أحمد المنسى قائد الكتيبة 103 صاعقة حيث سيتم تشييع جثمانه من مدينة العاشر من رمضان كما استعدت قرية الشبراوين بمركز ههيا لاستقبال جثمان الشهيد النقيب أحمد الشبراوى لدفنه بمقابر الأسرة بالقرية. ومن جانبه أعلن اللواء خالد سعيد محافظ الشرقية عن إقامة جنازات عسكرية للشهداء تخليدًا لذكراهم وذلك عقب وصول الجثامين إلى أماكنهم. وفى الدقهلية، قال الدكتور "أحمد الشعراوي" المحافظ، إن المحافظة تتأهب لاستقبال جثامين الشهداء الثلاث الذين سقطوا صباح أمس الجمعة، فى الهجوم الذى استهدف الكتيبة 103 صاعقة، جنوب رفح بمحافظة شمال سيناء. وأعلن "الشعراوي" أن المحافظة ستقيم ظهر اليوم السبت جنازة عسكرية مهيبة، تنطلق من مسجد النصر بمدينة المنصورة، لتوديع شهداء الوطن إلى مثواهم الأخير. وفى أقصى الجنوب، حيث محافظة المنيا، تشيع مدينة أبو قرقاص اليوم السبت أحد شهداء حادث رفح الذى خلف العشرات من الشهداء والمصابين وقال أحد أبناء قرية أبو غريز التابعة لمركز أبو قرقاص إن القرية اتشحت بالسواد بعد استشهاد فراج محمد محمود ابن قرية أبوغرير. وأضاف محمد على أحد أهالى القرية أن فراج مجند بالقوات المسلحة وهو من أسرة فقيرة والده معاق حيث أصيب ببتر قدميه أثناء تأديته الخدمة العسكرية وهو الابن الأوسط بين أشقائه ووالدته ربة منزل. وتابع محمد أن والده صابر واحتسبه عند الله شهيدا ولم يجزع عندما سمع بخبر استشهاده وقال الحمد لله إنه نالها. ولفت عبد الحميد خلف أن الشهيد فراج من أفضل الشباب القرية وكانت سيرته طيبة والجميع حزن عليه حزنًا شديدًا ولفت إلى أن مدة خدمته لم يتبق عليها سوى 3 شهر فقط وينهى خدمته متابعًا أن والده كان ينوى أن يتمم زواجه عقب خروجه من الجيش وإنهاء خدمته. أما رضا فتحى أحد أهالى القرية وأحد أقاربه قال إن فراج تحدث إلى والده فى الهاتف المحمول واعتذر له عن عدم الاتصال منذ عودته إلى الكتيبة عقب عيد الفطر بيومين نظرًا لأن الشبكة ضعيفة. فيما ذكر مصطفى عبد الحميد أحد أقاربه إن والدته رأت حلما اليوم عن وجود دماء كثيرة على السرير الذي كان ينام عليه فراج وأضاف أن حالتها ظلت سيئة منذ الصباح حتى سماع الخبر. ومن ناحية أخرى فقد خرج المئات من أبناء القرية على المدخل الشرقى لها أمام المسجد الكبير بالقرية فى انتظار وصول جثمان الشهيد لتشييعه إلى مثواه الأخير فى مدافن العائلة التى تقع شرق النيل بقرية الزاوية حيث إن القرية لا يوجد بها مدافن وجميع الأهالى يقومون بدفن مواتهم فى زاوية سلطان.