عاطل يقتل ابن عمه بسبب 2 جنيه.. وآخر يقتل والدته بسبب 10 جنيهات.. وشقيقان يقتلان شابًا بسبب 10 جنيهات.. خبير أمنى: الاقتصاد كلمة السر فى ارتفاع معدل العنف بقلوب جاحدة، وعيون جاحظة، وضمائر منعدمة، تبدأ المشاجرات والمشاحنات، فتنتهى بقتيل لأسباب لم تكن شيئًا مذكورًا، إلا أن الشيطان الغائب الحاضر فى كل المعارك لن يترك فرصة إلا واستغلها، حتى تسال الدماء، وتقطع الأعناق ويغرس السكين فى قلب أشقاء الإنسانية، ليلقى مصرعه فى الحال، تعددت وقائع القتل والإصابات للخلاف على مبالغ مالية لم تتعد الجنيهات المعدودة، وزهقت أرواح ضحية للعناد والتكبر ورملت نساء بسبب الإصرار، وبقى الشيطان للمتخاصمين حليفًا، إلا أن استمرار الظاهرة يهدد بوحدة وتركيبة المجتمع وتقضى على آماله. وفى إطار ذلك، رصدت "المصريون" كثرة حالات القتل فى الشارع المصرى خلال الفترة الأخيرة، لأسباب تافهة وغير معقولة وخلافات على عدد قليل من الجنيهات. بائع يقتل ابن عمه لاختلافهما على 2 جنيه في31 مايو الماضي، خيم الحزن على قرية الخوالد بمركز ساحل سليم بأسيوط، عندما تجرد بائع من مشاعر الإنسانية وحرمة الدم، وأقدم على قتل بائع آخر "فراخ" بسبب التسعيرة المختلفة لبيع كيلو الدجاج. اللواء عاطف قليعي، مدير أمن أسيوط، تلقى إخطاراً من الرائد أحمد مالك، رئيس مباحث مركز ساحل سليم، يفيد مقتل هشام رجب، 26 سنة، بائع دجاج، متأثرًا بإصابته بطلق نارى فى الصدر من سلاح آلي، إثر مشاجرة وقعت بينه وبين بائع آخر يدعى ناصر بدوي، أحد أبناء عمومته، وكلاهما من عائلة الكيلانية، مقيمان قرية الخوالد، دائرة المركز، وتم نقل الجثة إلى مشرحة مستشفى ساحل سليم المركزي. ودلت تحريات المباحث برئاسة الرائد أحمد مالك، أن الجانى والمجانى عليه أبناء عمومة، وأن مشاجرة وقعت بينهما بسبب اختلاف فى تسعيرة بيع الدجاج، حيث يبيع أحدهما كيلو الدجاج بسعر 34 جنيهًا والثانى يبيعها بسعر 36 جنيهًا، وتطورت المشاجرة بقيام الجانى بإطلاق رصاصة من بندقية آلية صوب الضحية استقرت فى صدره وأودت بحياته فى الحال. تم نقل الجثة إلى مستشفى ساحل سليم المركزي، وأخطرت النيابة لمباشرة التحقيقات، فيما تمكن ضباط مباحث المركز من ضبط الجانى المدعو ناصر بدوى والسلاح المستخدم فى الواقعة. قتل أمه بسبب 10 جنيهات وفى 22 مايو الماضي، اعترف "محمد. ع" (30 سنة)، المتهم بقتله والدته "فاطمة. ح. ر." 50 عامًا، لتأنيبها له لإصراره على شراء السجائر، وعدم بحثه عن العمل، واعتراضه على منح الأم له 10 جنيهات قائلًا: "10 جنيه هاعمل بيهم إيه"، جاء ذلك بعد أن حاول المتهم إخفاء ملامح الجريمة، وادعى إصابته بمرض نفسى للتهرب من المسئولية عن الجريمة. فقد تلقى اللواء رضا طبلية، مدير أمن الشرقية، إخطارًا من اللواء هشام خطاب، مدير المباحث الجنائية، يفيد بوصول "فاطمة.ح.ر.ا" 50 سنة موظفة بالتربية والتعليم، مُقيمة شارع المتاجر بندر بلبيس، لمستشفى بلبيس العام، مُصابة بعدة طعنات بالوجه والرقبة، ولفظت أنفاسها الأخيرة فور وصولها المستشفى متأثرة بإصابتها. مقتل سايس على يد طبيب بسبب 5 جنيهات بإمبابة وفى 31 مايو الماضي، تعالت الصرخات بمنطقة إمبابة، إثر نشوب مشاجرة عنيفة بين طبيب وسايس بأحد الجراجات، لم يستطع الطرفان الصمود أمام مكر الشيطان، حتى قام الطبيب بقتل السايس بعد خلاف على 5 جنيهات قيمة ركن سيارة، وتمكنت مباحث العجوزة من ضبط الطبيب وبحوزته أداة الجريمة. كانت التحريات، أشارت إلى أن السايس تشاجر مع الطبيب، بسبب الخلاف على 5 جنيهات تعريفة ركن السيارة، ومع احتدام المشاجرة أحضر الطبيب سلاحًا أبيض وطعن به السايس ليلفظ أنفاسه الأخيرة داخل مستشفى إمبابة العام. وبتقنين الإجراءات، قامت المباحث بضبط المتهم والسلاح المستخدم فى الواقعة، وتحرر المحضر اللازم، وتولت النيابة العامة التحقيق. مقتل بائع متجول بسبب سندوتش كبدة وفى 8 فبراير الماضي، لقى بائع متجول مصرعه متأثرًا بإصابته بطعن نافذ بالصدر، خلال مشاجرة وقعت بينه وبين بائع خضروات، بسوق الخضر والفاكهة بمدينة سمالوط شمال محافظة المنيا، وذلك بسبب خلاف على أسعار سندوتشات الكبدة. فقد تلقى اللواء فيصل دويدار، مدير أمن المنيا، إخطارا من العميد محمد أبوالليل، مأمور مركز شرطة سمالوط، بوفاة بائع متجول بمنطقة سوق الفاكهة، وبالانتقال والفحص، تبين مقتل شخص يدعى "ياسر أ."، 30 عاما، بائع مأكولات متجول بمنطقة السوق بالمنيا، إثر تلقيه طعنات نافذة بالصدر. وكشفت التحريات أن المتهم "محمد. ز"، 24 عاما، بائع خضروات، بالتشاجر مع المجنى عليه، بسبب الخلاف على سعر بيع سندوتشات الكبدة. وتحرر محضر بالواقعة، وتم نقل جثة المتوفى لمشرحة المستشفى العام، تحت تصرف النيابة التى باشرت التحقيقات فى الواقعة تحت إشراف المستشار أسامة عبد المنعم، المحامى العام لنيابات شمال المنيا. بسبب10 جنيهات.. شقيقان يقتلان شابًا بالمطاوى وفى 24 ديسمبر 2016، شهدت قرية روينة التابعة لمركز كفر الشيخ، جريمة قتل بشعة عندما قتل شقيقان شابًا فى أوائل العقد الثانى من العمر، بسبب خلافات مالية على مبلغ 10 جنيهات فقط، بطعنه عدة طعنات نافذة بالمطاوي. كان اللواء سامح مسلم، مدير أمن كفر الشيخ، قد تلقى إخطارًا من اللواء أشرف ربيع، مدير إدارة البحث الجنائى بالمديرية، بمقتل "ع س ن"، 23 سنة، على يد شقيقين من عائلة واحدة بسبب خلافات مالية. انتقلت قوة من مباحث مركز كفر الشيخ، بقيادة الرائد محمد عبدالعاطى رئيس مباحث المركز، تحت إشراف العميد محمد عمار مدير المباحث الجنائية بمديرية الأمن، لموقع البلاغ، حيث تبين أن مرتكبى "الجريمة" شقيقان مقيمان بنفس القرية، وهما "م.أ.ط.ح"30 سنة، وشقيقه "إ"، 25 سنة، وتوجها "للمجنى عليه" بصحبة آخرين حيث كان يجلس على مقهى بالقرية، لمعاتباته على زيادة ثمن بضاعة كان يوردها إليهما، بزيادة فى السعر 10 جنيهات عن سعر السوق. وقد تطور العتاب إلى مشادة كلامية ومشاجرة، استل فيها أحد الشقيقين، سكينًا كان يخفيه فى طيات ملابسه، وسدد للمجنى عليه عدة طعنات فى البطن، وفر الشقيقان من مكان الحادث، توجهت قوة لمكان اختبائهما، وألقت القبض عليهما، وتم اقتيادهما إلى مركز الشرطة، وتم تحرير محضر بالواقعة، والتحفظ على السكين المستخدم فى الحادث. سائق ينهى حياة عامل بسبب ثمن وجبة طعام فى عين شمس وفى 6 نوفمبر 2016، نجح رجال مباحث القاهرة فى كشف ملابسات غموض واقعة مقتل عامل، حيث تبين من خلال التحريات، أن سائقًا وراء ارتكاب الواقعة بسبب خلافات مادية بينهما، تم ضبط المتهم وبحوزته السلاح المستخدم فى الواقعة، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة، وتولت النيابة العامة مباشرة التحقيق. البداية كانت بتلقى ضباط قسم شرطة مباحث عين شمس، إخطارًا من مستشفى عين باستقباله "عبد الناصر.ع.د"، عامل، متوفى إثر إصابته بجرح طعنى بالصدر وجروح باليدين والركبة اليمنى. وبالانتقال والفحص، تبين من خلال تحريات رجال المباحث حدوث مشادة كلامية بينه وبين إسلام محمد، سائق ومقيم دائرة قسم شرطة السلام أول؛ بسبب خلاف مادى بينهما على ثمن وجبة غذائية خاصة بالمتهم، تناولها المجنى عليه، وفى يوم الواقعة قام المتهم باستدراج المجنى عليه بحجة تصفية الخلاف بينهما، وتجدد الشجار بينهما وتطور إلى مشاجرة قام على إثرها المتهم بالتعدى على المتوفى بسلاح أبيض "مطواة قرن غزال"، محدثا الإصابات، التى أودت بحياته، وبإعداد الأكمنة اللازمة تمكن ضباط مباحث قسم شرطة عين شمس من ضبطه وبحوزته السلاح المستخدم فى الواقعة. نور الدين: الانفلات الأخلاقى زاد بعد ثورة يناير من جانبه، قال اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن الانفلات الأخلاقى الذى يشهده المجتمع فى الوقت الحالى انتشر بصورة كبيرة بعد ثورة 25 يناير، خاصة مع ارتفاع معدل الجريمة، وانشغال الأمن بتأمين الشخصيات العامة، ومحاربة الإرهاب، مما ساعد على ارتفاع معدلات الجريمة فى الشارع المصري. وأكد نور الدين، أن الأوضاع الاقتصادية المتردية حاليًا ساعدت كثيرًا فى انتشار معدل العنف، وكلما انخفض الاقتصاد زاد العنف فى الشارع. وأشار نور الدين، إلى أن محاربة الإرهاب لها أولويات عن محاربة المخدرات، وانشغال الأمن الجنائى فى محاربة الإرهاب، أثر على أمن المواطن، وأن معدل الجريمة وضع طبيعى لكنه زاد، وأن الأمن يبذل قصارى جهده للسيطرة على الأوضاع فى مصر.