"الإبداع يخلق من رحم المعاناة", ليست مجرد مقولة ولكنها حقيقة ترجمت على أرض الواقع عن طريق صفحة "صنع في المعتقل"، والتي لاقت رواجًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي, لترسم ملامح المعاناة والظلم الذي يتعرض له الشباب داخل السجون مولدًا إبداعًا يصل لأعلى مراحل الجمال والكمال. فعلى غرار صنع في مصر, انطلقت حملة صنع في المعتقل والتى دشنتها إحدى المعتقلات وتدعى أسماء حمدي، وهي طالبة في طب الأسنان، حكم عليها بالسجن في 24 ديسمبر 2013، لمدة خمس سنوات، وغرامة قدرها ألف جنيه، في قضية خاصة بتظاهرات جامعة الأزهر. خرجت أسماء تحمل شعار الأمل وترسله للمصريين لتؤكد أنه "من قلب الزنازين تخرج إلى النور منتجاتنا، لترسل تحية من الداخل، وترسم بسمة على وجه من يبتاع منها أو من يهديها، مذكرة إياه بآخر يستحق الحرية والحياة". ورغم أن تدشين الصفحة تم رسميا أول أمس السبت، إلا أنها جذبت ألاف المتابعين والمشاركين, حيث تقوم الحملة على صناعة منتجات يدوية من داخل المعتقلات، على أن يتم تسويقها في الخارج، ويتم عرض هذه المنتجات أيضا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتتضمن هذه المنتجات الحياكة والمصنوعات الخزفية وغيرها. وتختص الحملة سجناء الرأي والنشر فقط, حيث يرفض مشاركه سجناء القضايا الجنائية وتدعم المبادرة المعتقلين اقتصادياً، حيث يذهب عائد المنتجات إلى ذويهم ليتم كفالتهم بشكل شهري كما يتم دعم السجناء معنوياً بتسويق منتجاتهم. وتمتلئ السجون بمعتقلي الرأي، حيث يصل عدد السجناء قرابة 40 ألف معتقل معظمهم في قضايا رأى ونشر بينهم عدد كبير من الشباب الذين ينتمون إلى أسر فقيرة كانوا يعملون لتأمين حاجاتها قبل اعتقالهم، والتي لا تستطيع أسرهم دفع الكفالات المالية المرتفعة المفروضة عليهم.