سأدخل فى الموضوع مباشرة دون مقدمات، شراء الأصوات حراااام، فى جميع المذاهب، ولا يجوز تحت أى ظرف من الظروف. و«الرشوة» لشراء الصوت الانتخابى حرام وسحت، ولا يجوز أن يأخذ المسلم أجراً على الإدلاء بصوته الانتخابى، لأن الانتخاب المباشر «شهادة»، ولا يجوز تقاضى أجر عن شهادة، والله سبحانه وتعالى يقول فى كتابه الكريم {وأقيموا الشهادة لله} (سورة الطلاق من الآية2). لست عالمًا فقهيًا، ولا أدعى ذلك، ولكن هالنى وأفزعنى، وأطلق كل صافرات الخطر أمام وجهى، الجرائم التى ارتكبت مع بعض المصريين فى الخارج، خاصة البسطاء وأصحاب الأعمال اليومية، وغير المتعلمين من العمالة الهامشية فى بعض دول الخليج، مما كاد يفسد الفرحة بالديمقراطية، ويغتال الحلم بالتغيير إلى الأحسن، ويحول الحلم بمصر جديدة إلى كابوس بشع،.. إذا كان بعض المرشحين أو المؤيدين والمناصرين، من خربى الذمم، معدومى الضمائر، نجحوا للأسف فى استغلال حاجة بعض المغتربين للمال، على الرغم من وجودهم فى دول الخليج، وعرضوا عليهم الرشوة، ودعوهم لأكل السحت، فاستجاب بعض منهم تحت ضغط الحاجة، أو عدم الوعى، أو الانسياق وراء ادعاءات كاذبة، أو رؤى تتستر بالدين، والدين من أصحابها براء، أقول إذا كان قد حدث هناك، فماذا سيحدث فى حوارى القاهرة، وأزقة الإسكندرية، وقرى الوجه البحرى، وكفور الوجه القبلى؟ .. وتعالوا نستمع لآراء العلماء فى شراء الأصوات أمانة الفتوى بدار الإفتاء المصرية أكدت أن شراء الأصوات فى الانتخابات حرام شرعًا، لأنها من قبيل الرشوة التى نهى عنها الشرع، وأوضحت أن الأصل فى الذى يرشح نفسه نائباً عن الشعب أن يكون أميناً فى نفسه صادقاً فى وعده، ولا يجوز له أن يستخدم أمواله فى تحقيق أغراضه الانتخابية بالتأثير على إرادة الناخبين. وعن حكم تنفيذ المتفق عليه بين المرشح أو وكيله الذى يدفع ثمن الأصوات وبين الآخذ لتلك الأموال، أكدت الفتوى أنه لا يجوز أن يأخذ أحد من الناس هذه الأموال ثم لا ينفذ ما اتفق عليه، لأن ذلك من باب السُحت وأكل أموال الناس بالباطل، بالإضافة إلى الخداع والكذب، وبالتالى شددت الفتوى على ضرورة أن يرد المال للمرشح حيث إن تنفيذ المتفق عليه حرام، وأخذ المال أيضًا حرام. وأوضحت الفتوى أن الوسطاء فى تلك العملية المحرمة والذين يطلق عليهم سماسرة الأصوات، آثمون شرعاً؛ لأنهم يسهلون حدوث فعل حرام. واستدلت الفتوى بحديث النبى صلى الله عليه وسلم: «لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم الرَّاشِى وَالْمُرْتَشِى وَالرَّائِشَ، يَعْنِى الَّذِى يَمْشِى بَيْنَهُمَا». أما المرشح لرئاسة الجمهورية د. محمد سليم العوا فقال خلال إجابته عن سؤال حول طريقة التصرف مع مَن يوزعون الزيت والسكر فى الانتخابات؟ قال العوا: «خذوا منه ما يوزعه وانتخبوا من ترونه الأصلح». وهو رأى يتحمل مسؤوليته سيادة المرشح المحترم، وإن كان يتوافق أحياناً مع الفهلوة.. والشطارة.. وخفة الدم المصرى. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء. [email protected]