سلّطت عدة صحف ألمانية، الضوء على فوز "ماكرون" بالانتخابات الرئاسية في فرنسا, مشيرة إلى عواقب انتخابه على أوروبا, وخاصة مع حصول منافسته على أعداد أصوات يؤهلها لتكوين أول جبهة معارضة ضده. ولفتت صحيفة "فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج" الألمانية, النظر إلى الرسائل السياسية من انتصار "ماكرون" على مرشحة اليمين المتعصب, قائلة: إن "الكابوس لم يتحول إلى حقيقة: يمينية متطرفة لن تدخل قصر الإليزيه, ويبقى العالم الغربي وأوروبا محصنين أمام زلزال سياسي إضافي بعد انسحاب بريطانيا وانتخاب "ترامب". وأضافت الصحيفة أن فوز "ماكرون" يعد إشارة لديمقراطية وإرادة الناخبين, مشيرة إلى أن نتيجة هذه الانتخابات تشكل أيضًا "انفراجة" لكافة أوروبا, ففوز الجبهة الوطنية في فرنسا كان سيمنح اليمينيين المتطرفين في كثير من البلدان في القارة قوة ويوجه ضربة مميتة للاتحاد الأوروبي. وأشارت الصحيفة، إلى قول "ماكرون"، خلال حملته الانتخابية حول التلويح بخروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي، "أنا مؤيد للاتحاد الأوروبي، ودافعت باستمرار خلال هذه الانتخابات عن الفكرة الأوروبية والسياسات الأوروبية لأنني أعتقد أنها مهمة للغاية للشعب الفرنسي ومكان بلدنا في العولمة" . "لكن في الوقت نفسه يتعين علينا أن نواجه الوضع القائم, وهي أن شعبنا غاضب اليوم وغير صبور, لذلك سوف آخذ بعين الاعتبار خلال ولايتي، وفي اليوم التالي، إجراء إصلاح عميق للاتحاد الأوروبي ومشروعنا الأوروبي ", كما أننا غير متعجلين على الانسحاب فورًا من منطقة "اليورو"، ستكون هناك عملة مشتركة واحدة, ولأكون صريحًا، لا يمكن أن يكون هناك يورو في المساء وعملة الفرنك في الصباح". بينما ترى صحيفة "زود دويتشه تسايتونج"، أن رغم خسارة "لوبان" فإن تجاوزها حاجز 30% هو نتيجة مهمة ولابد أن تأخذ بعين الاعتبار, مؤكدة أن بهذه النتيجة وطدت "لوبان" جبهة معارضة قوية في فرنسا وهذا يمثل خطرًا على فترة حكم "ماكرون". وشددت الصحيفة على أن الرئيس الفرنسي الشاب "ماكرون"، وعلى احتياجاته إلى شركاء, على رأسها ألمانيا, يدعمونه لوقت محدد كي يتولى القيام بالمهام السياسية الداخلية, وإبراز "ماكرون" كمنقذ لأوروبا يعود للعبة السياسة, وعلى الرغم من ذلك تبقى المهمة مشتركة لاستغلال حوافزها من أجل إصلاح الاتحاد الأوروبي ووقف مد اليمينية, وبهذه الانتخابات في فرنسا لم يتم إطفاء النار, فهناك نيران مشتعلة كثيرة.