اعتقل محمد سعد كريم في غضون عام 1990 بشكل مفاجيء ليضاف إلى عدد الأسر التي ذبحتها ظاهرة الاعتقال أسرة جديدة هي أسرة محمد سعد كريم.... المواطن سابقا والمعتقل حاليا ، الحكاية بدأت عندما تلقي استدعاء للتحقيق معه من قبل مباحث أمن الدولة وحيث أنه كان مدركا أن الأمر ينطوي علي خطورة فلقد ذهب سريعا ليستكشف الأمر فكان علي موعد مع المعتقل ....المعتقل هو سجن الوادي الجديد الواقع في الصحراء حيث درجة الحرارة لا تطاق لا في الصيف ولا في الشتاء ..العنابر كثيرة والزنازين ضيقة للغاية ومكدسة بشكل غير معقول ... أصوات الصراخ تنبعث من مكان ما فهم أنه للتعذيب..، عند دخوله إلي المعتقل للمرة الأولي لاحظ جلبة في الزنازين فالجميع هبوا واقفين في الزنازين لمشاهدة الوافد الجديد ، بدأ يعتاد حياة المعتقل التي لا يتصورها كثير من البشر فهي حياة كلها معاناة ولا يوجد وقت للراحة من معاناة إلي أخري تنتقل.... بمنتهي الهدؤ واليسر...ليس ثمة مشكلة في المعتقل الأمور كلها يتم التعامل معها ببساطة ....معتقل مريض بمرض شديد كقرحة المعدة يصر علي الذهاب للمستشفي ....يقدم تظلم ...يرفض....يظل بالمعتقل .....يعترض ...... إلي زنزانة التأديب البشعة........يعترض ......يعذب ........يعترض ...........يضرب عن الطعام .......يذهب إلي المستشفي وهو على وشك الموت ..... يتم التعامل معه طبيا ويعالج .....يعود للمعتقل ..هل هناك ما هو أبسط !!، محمد سعد كريم يعاني من الروماتيزم وقرحة بالمعدة وهو في المعتقل منذ 15 عاما فهل من حل لمشكلته .....