اعتاد الوزراء ومسئولو الحكومة، على تجاهل البرلمان والتغيب عن اجتماعات اللجان النوعية في البرلمان، والتي يتم عقدها بين الحين والأخر لمناقشة الأزمات المطروحة علي الساحة، وبات الأمر غير قاصر على وزير معين بل تحول إلى ظاهرة معتادة من وزراء المهندس شريف إسماعيل ضد أعضاء برلمان الدكتور على عبد العال. وزير الزراعة شن أعضاء لجنة الزراعة، بمجلس النواب هجومًا حادًا ضد الدكتور عبد المنعم البنا، وزير الزراعة، بسبب تغيبه للمرة الثالث على التوالى، عن اجتماع اللجنة، الذى عُقد لمناقشة تدهور منظومة الإصلاح الزراعى، وعدد من طلبات الإحاطة بشأن مشكلات مزارعى الموالح، نتيجة تراجع مصر عن مركزها في الإنتاج والتصدير، وقدمت مذكرة ضده إلى الدكتور على عبد العال، رئيس المجلس، بسبب تغيبه المستمر وتجاهله عمل اللجنة. وخلال اجتماع اللجنة، هدد رائف تمراز، وكيل اللجنة، بتقديم استقالته من هيئة مكتب اللجنة، بسبب غياب الوزير المتكرر عن حضور اجتماعات اللجنة. وقال "تمراز" "وزارة الزراعة تمارس إسفافا صريحا مع اللجنة، يتمثل فى عدم حضور الوزير أو أى من نوابه، ولو استمر هذا الأمر هترك الوكالة وأرجع نائب عادى". وفي ذات السياق، انتقد السيد حسن موسى، وكيل اللجنة، تغيب الوزير بشكل مستمر عن حضور الاجتماعات، قائلاً، "شهر العسل انتهى بين اللجنة ووزير الزراعة.. وزارة الزراعة مفيش عندها رؤية". ومن جانبه، طالب النائب مجدى ملك، عضو لجنة الزراعة والرى بالبرلمان، بعمل مذكرة ورفعها للدكتور على عبد العال، رئيس البرلمان، بشأن تغيب وزير الزراعة ونوابه وممثلى الوزارة عن حضور اجتماعات اللجنة، وتكرار هذا الأمر لأكثر من مرة، مؤكدًا أن تغيب وزير الزراعة عن الحضور وكذلك نوابه وممثلى الوزراة يعنى الاستهانة بالمجلس بشكل عام، مطالبا بضرورة اتخاذ إجراء حيال كل مسئول يتأخر عن حضور اجتماع اللجان النوعية بالبرلمان. وأشار ملك، أن عدم حضور الوزراء اجتماعات اللجان سيخلق فجوة بين الحكومة والبرلمان، وذلك بسبب عدم القدرة على التوصل لحلول للموضوعات المطروحة للنقاش والمتعلقة بمصلحة المواطنين. وزيرا التخطيط والمالية انسحب جلال عوارة، عضو لجنة الإعلام بمجلس النواب، من اجتماع اللجنة اعتراضًا على عدم حضور، وزيرة التخطيط هالة السعيد، ووزير المالية عمرو الجارحي. وكان الاجتماع لمناقشة طلب الإحاطة المقدم من النائب مصطفى بكري، بشأن إهمال الحكومة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون وغياب خطة تطويره، باعتباره قضية أمن قومي. فى البداية، قال رئيس اللجنة أسامة هيكل إن عدم حضور الوزراء اجتماع مهم بهذا الشكل أمر منتقد للغاية، مضيفًا: "ولَم يكن ينبغى تغيبهم بعد تأجيل الاجتماع مرة قبل ذلك، لوجودهم بمؤتمر الشباب"، مطالبًا ممثلى الوزارات بإبلاغ الوزراء باحتجاج رسمى من اللجنة. وعقب النائب مصطفى بكرى، بأن الوزراء لم يهتموا بحضور الاجتماع وهو الأمر الذى لن يقبله البرلمان، مضيفًا: "يبدو أن ماسبيرو مش بيهمهم أو مجلس النواب نفسه، ويقولولنا ايه العمل؟". وزير القوي العاملة أثار غياب وزير القوى العاملة محمد سعفان، عن حضور اجتماع لجنة القوى العاملة لمناقشة مشروع قانون العمل، غضب أعضاء اللجنة، بسبب تكرار غياب الوزير. وأرسل الوزير، مستشاره إيهاب عبد العاطى، والذى قال خلال اجتماع اللجنة برئاسة محمد وهب الله وكيل اللجنة، أن مجلس الدولة يريد أن تؤول حصيلة الصناديق الموجودة فى مشروع القانون، ومنها صناديق التدريب ، إلى الموازنة العامة للدولة. واكد النواب، إن وزير القوى العاملة تعمد الغياب واستعان بمستشار فى الوزارة خوفًا من مواجهة النواب له، خاصة أنه تم وضع نصوص فى مشروع قانون العمل الجديد تخدم مصالح الوزير ووزارته ولا تعود بالنفع على العمال. وأضافوا، ان الوزير يتعمد أكثر من مرة التغيب عن اجتماعات اللجنة ضاربا عرض الحائط بالدعوات التى يتم توجيهها له لحضور الاجتماعات من أجل مناقشة قانون العمل، رغم أن الرئيس عبد الفتاح السيسى وجه خلال احتفالات عيد العمال بضرورة الانتهاء من تشريعات العمل لكن الوزير لا يتعاون مع اللجنة لإتمام مناقشة هذه التشريعات حتى يتم الانتهاء منها. وزير الصحة تقدمت لجنة الصحة بمجلس النواب، برئاسة النائب محمد العمارى، ضد حكومة المهندس شريف إسماعيل، بسبب تغيب ممثلى وزارة الصحة عن حضور اجتماع اللجنة، بشأن مناقشة طلب إحاطة، بشأن وجود مخالفات مالية وإدارية بالشركة العربية للمنتجات الجيلاتينية والدوائية. كما تغيب الوزير عن اجتماع اللجنة لمناقشة طلب إحاطة بشأن النقص الشديد فى الأدوية، وطلب إحاطة مقدم من الدكتور أحمد الطحاوى، بشأن دور وزارة الصحة فى مراقبة الأدوية المخدرة، وهو ما ادي الي غضب شديد بين أعضاء اللجنة بسبب عدم حضور وزير الصحة الاجتماع، معربين عن رفضهم لأى زيادات فى أسعار الأدوية دون الرجوع إلى اللجنة. ممثلو الحكومة سادت حالة من الغضب عددًا من نواب البرلمان؛ بعدما تغيب أى تمثيل للحكومة عن الجلسة العامة لمجلس النواب، فى أحد الجلسات التى كان من المفترض أن تناقش تقرير الحكومة ال«نصف السنوي»، في يناير الماضى ، ويرصد ما أنجزته من برنامجها خلال عامين، من أبريل 2016، وينتهي أبريل 2018. ومن جانبه، حاول الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، السيطرة عليه من خلال تهدئة النواب وتبرير غياب الحكومة بأن الوزراء كان لديهم اجتماع مع المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، في نفس توقيت الجلسة العامة للبرلمان، لكن بعض النواب استنكروا تصرفات الحكومة، خاصة أنها ليست المرة الأولى التي يتغيب فيها الوزراء عن جلسات مجلس النواب التي تناقش أمورًا مهمة تتعلق بحقائبهم. من جانبه، قال النائب إبراهيم أحمد أن غياب النواب المتكرر يثير غضب النواب، مؤكدًا أن بعض النواب هددوا بتقديم استقالتهم من اللجان اعتراضًا علي ما يفعله الوزراء من تغيب مستمر وهو ما يعني أن الحكومة تستهزئ بالنواب، حسب قوله. وفي تصريحات خاصة ل"المصريون"، قال البرلماني إن الوزراء ومسئولين الحكومة تتم دعوتهم لمناقشة الموضوعات المهمة، مشيرًا إلي أهميه حضورهم لإيجاد حلول للازمات المطروحة. وتابع لا نريد أن تكون السلطة التشريعية سببًا فى تعطيل أعمال السلطة التنفيذية، مطالبًا الوزراء في حالة عدم حضورهم أن يوفد قيادات الصف الأول بالوزارة لاجتماعات اللجان. وبدوره، شدد النائب أحمد سميح على ضرورة حضور الوزراء الي اجتماعات اللجان الفرعية في البرلمان لمناقشة الموضوعات التي يتم استدعاؤهم من أجلها، وحتي لا يتم تعطيل عمل البرلمان. وطالب "سميح" وزراء الحكومة في حال عدم حضورهم الاجتماعات أن يبعثوا نوابًا لهم، مؤكدًا أن غياب الوزراء عن الاجتماعات يعني استهانتهم بالنواب.