ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أنه مع وصول العنف فى جميع أنحاء سوريا إلى مرحلة جديدة خطيرة وزيادة أعداد النازحين والمصابين، فإن الجهود الفردية والمحددة الأهداف تنامت بشكل كبير لتصبح شبكة تعمل تحت الأرض منظمة من المتطوعين المستعدين لتحمل الإصابات والاعتقالات من أجل تسليم إمدادات الإغاثة للمحاصرين والجرحى والنازحين بسبب القتال. وقالت الصحيفة - فى سياق تقرير بثته اليوم الثلاثاء على موقعها الإلكترونى - "إن الحكومة ترى الشبكة على أن لها اتجاه عدوانى، بينما يقول النشطاء إن الحكومة تعتبر أية مساعدات حتى الإنسانية كعامل إراحة لأعدائها وفرصة لمجتمع مدنى طال قمعه من أجل تقوية موقفهم". وأضافت "أن تهديد الاعتقال لم يؤد سوى لعملية تجرى تحت الأرض فى ظل زيادة عدد الأشخاص الذين يحاولون جاهدين توفير الأغذية والملابس والأدوية والمأوى والخدمات والمال للسكان الذين ضحت بهم الحكومة السورية ولم يساعدهم المجتمع الدولى بوجه عام حتى الآن". ولفتت الصحيفة إلى أن من يشتركون فى الشبكة يقولون أيضا إنها تقوض جهد الحكومة للتقسيم والقهر سواء عبر الخطوط الطائفية أو العرقية أو الفئوية أو الجغرافية. وأوضحت أن الهلال الأحمر قد ذكر الأسبوع الماضى أن ما يقدر ب 5ر1 مليون شخص هم فى حاجة للمساعدة فى الحصول على الأغذية والمياه والمأوى. ونوهت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية إلى أنه فى العام الماضى كانت الحكومة السورية تثير المخاوف من إندلاع نزاع عرقى وفرصة سيطرة الإسلاميين المتشددين كطريقة للحصول على دعم ضمنى بالإكراه من السوريين من كافة الطوائف والعرقيات. وقالت "إنه وفقا للمحليين فإن الحكومة استغلت أيضا الانقسامات الجغرافية مع تنامى الاستياء بين سكان المدن المحاصرة تجاه سكان مدينتى دمشق وحلب الكبرتين التى لم تصل بها مستويات الانقسامات لدرجة كبيرة". وأضافت "أنه بحسب المؤيدين فإن المساعدات القادمة من تلك المدن خاصة من العاصمة التى لم تتأثر نسبيا يكذب هذه الرواية". وأوضحت الصحيفة أن كل مرحلة على ما أصبح يعد نوعا من طرق السكك الحديدية تحت الأرض تتمتع بسرية، حيث إن طلب الإمدادات وتأكيد الحاجة إليها وتسليم البضائع وجمع المال وتجميع التبرعات يتم تنفيذه عن طريق خلايا منفصلة". وقالت "إنه من أجل تأمين الشبكة فإن المشاركين يعلمون فقط هويات الأشخاص الذين يتعاملون معهم"، مشيرة إلى أن الأعضاء يقدرون أن هناك مئات من الأشخاص العاملين فى الشبكة فى دمشق وأنه يوجد الآلاف داخل سوريا يساهمون بالمال والإمدادات. ولفتت إلى أن سوريا لديها ممارسة ثقافية قوية من الأعمال الخيرية حيث هناك مئات المؤسسات المتوفرة للسوريين للمساهمة من أجلها لكن قيود الحكومة جعلتها غير مؤثرة فى توفير المساعدات خلال النزاع. ونوهت الصحيفة إلى أنه وفقا لبعض ممن يشتركون فى شبكة المساعدات فإن تأثيرها يمتد إلى ما يتجاوز تلبية الاحتياجات الإنسانية