أشادت صحف أمريكية بالمناظرة بين المرشحين الرئاسيين البارزين عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح ليل الخميس الماضى، ورأت أنها تعكس حالة الانفتاح السياسى فى مصر بعد الثورة، بعد أن كان إجراء مثل هذه المناظرة حلمًا مستحيلاً فى سنوات حكم الرئيس مبارك. وقالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور"، إن المناظرة الفتوح كانت بمثابة صراع بين الاستقرار والحماس الثورى، حيث بدا واضحًا أن موسى يوجه خطابه للمصريين المتلهفين للاستقرار بعد أن أرهقتهم الاضطرابات المتواصلة والاحتجاجات المستمرة، فيما لاقى خطاب أبو الفتوح استحسانًا من القوى الثورية التى شاركت فى إسقاط نظام الرئيس حسنى مبارك. وأضافت أن استخدام المرشحين كليهما خلفية الآخر كنقطة للهجوم عليه سلط الضوء على خط الصدع الرئيسى فى سباق الرئاسة: الإسلاميون فى مواجهة رموز نظام مبارك، حيث حرص أبو الفتوح على الإشارة أكثر من مرة إلى تاريخ موسى كوزير خارجية فى نظام الرئيس المخلوع، فيما أثار موسى قضية خلفية أبو الفتوح الإخوانية فى محاولة للعب على شكوك المتخوفين من الإسلام السياسى. فى حين رأت صحيفة "نيويورك تايمز" أن دور الإسلام فى السياسة المصرية كان محور المناظرة التى استمرت لأكثر من أربع ساعات، وقالت إنه على الرغم من تأكيدات كل المرشحين على أن قضايا الأمن والاقتصاد هى الأبرز بالنسبة للناخبين، إلا أن أسئلة المناظرة تركزت على دور الإسلام والجماعات الإسلامية فى الحياة العامة باعتباره نقطة الخلاف الرئيسية بين المرشحين. وأشارت إلى أن المناظرة كشفت التحدى الذى يواجهه أبو الفتوح بوصفه مرشحًا إسلاميًا ليبراليًا، حيث وجه موسى له اتهامات متكررة بأنه يخفى أجندة إسلامية متشددة خلف شعار الليبرالية، فى الوقت الذى يواجه فيه أبو الفتوح انتقادات متصاعدة من قبل جماعة الإخوان والتى تتهمه بدورها بإخفاء ليبراليته المتطرفة خلف قناع المرشح الإسلامى.