انتقد بعض قادة الحركات الإسلامية فى مصر ما نشر من تسريبات عن تدريبات عسكرية أمريكية لتدمير المقدسات الإسلامية فى مكة والمدينة، وحذروا من صحتها ومن عواقب مثل هذه الأحداث ورد الفعل العكسى بين الغرب والعالم الإسلامى كما رأى البعض أن وراء هذه الأفكار هو الدعم الصهيونى الذى يسعى لتجديد الصراعات بين الجانبين. و قال الدكتور نصر عبد السلام، رئيس حزب البناء والتنمية إنه يعتقد أن أمريكا لن تستطيع أن تفعل شىء من هذا الأمر ولا تستطيع أن تستعدى التيار الإسلامى المتنامى الذى يسير فى طريقه ليحكم العديد من الدول العربية والإسلامية، مشيرًا إلى أن هذا التيار الإسلامى أصبح تيارا معتدلا وقام بنبذ العنف وعلى رأسهم الجماعة الإسلامية والجهاد. وأشار عبد السلام إلى أن مثل هذه الأمور من شأنها أن تدفع التيارات الإسلامية فى بعض الدول العربية للعودة إلى العنف مرة أخرى ووقتها سوف يضار الجميع. وأكد أن الخطاب الدينى فى الدول الإسلامية قد تغير كثيرا ناحية الغرب لافتًا إلى أن استفزازات بعض السياسات الغربيةوالأمريكية تؤثر على هذه الخطاب بالسلب. وشدد على أنه لا مانع من أن تتعامل التيارات الإسلامية مع الغرب ومع الولاياتالمتحدة بشرط الاحترام المتبادل فى إطار المصالح المتبادلة بين البلدين. وفى نفس السياق، أكد الدكتور طارق الزمر، المتحدث باسم الجماعة الإسلامية والقيادى بحزب البناء والتنمية، أن الدعم الصهيونى المقدم من إسرائيل للتيار اليمينى المتطرف فى الولاياتالمتحدة هو الذى يقف وراء العمليات العسكرية ضد الدول الإسلامية، مشدداً على أن التدريبات التى أوقفتها وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" وتضمنت إشارة إلى احتمال القضاء على الأماكن المقدسة للمسلمين فى مكة والمدينة وراءه تمويل صهيونى لليمين الأصولى المتشدد بأمريكا. وقال الزمر، إن التيار اليمينى المعادى للإسلامى تنامى فى السنوات الأخيرة خلال فترة حكم الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش الابن، وطالب العالم الإسلامى بإنتاج خطاب جديد للشعب الأمريكى يدعم فيه الاعتدال ويبتعد عن العنف الذى يروج له تيار اليمين المتطرف الذى يروج لمعلومات خاطئة عن الإسلام. وبدوره أكد الشيخ أسامة قاسم، القيادى الجهادى أن العالم يتجه إلى ترك المواجهات والخيار العسكرى، مشيرًا إلى أن المجتمع الأمريكى فيه طوائف معينة تتنازع بينها ومنها من يريد أن يجعل الحرب بين الغرب والإسلاميين حربا عقائدية ويريد تكريس هذا المعنى فى حين أن المسلمين فى غفلة عما يحاك ضدهم. وأشار إلى أن الغرب لا يريدون دولة يحكمها الإسلام فهم يخشون انتصار الإسلام وعودته إلى سابق مجده وقوته. فيما اعتبر الدكتور جمال نصار، القيادى الإخوانى ما قيل من قبل النشطاء الأمريكان الذى نشرته جريدة الجارديان عن قيام البنتاجون بتهديد المقدسات هو مجرد كلام فارغ ومحاولة لإشغال الرأى العام ولا يمكن لأحد تصديقه، مشيرًا إلى أن مثل هذه الأخبار من شأنها أن تقيم عداء بين المسلمين والغرب مثلما حدث وخرج شخص أمريكى قبل ذلك وحرق المصحف ليؤجج العداء بين المسلمين والغرب. وأكد أنها محاولة من الأمريكان من أجل إشغال الشعوب العربية عن استكمال ثورتها ومشاريع نهضتها نافيا فى الوقت ذاته أن يكون لديهم استطاعه للقيام بمثل هذه العمليات. وكانت صحيفة الجارديان البريطانية نقلت عن وكالة أسوشيتدبرس أن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أوقفت تدريبًا للضباط بعد أن علمت أن هؤلاء الضباط يتم تدريبهم على أن الإسلام هو عدو الولاياتالمتحدة. وتضمن هذا التدريب إشارة إلى احتمال القضاء على الأماكن المقدسة للمسلمين فى مكة والمدينة، ودون اعتبار لسقوط قتلى من المدنيين. وأوضحت الوكالة الأمريكية أن البنتاجون أوقف التدريب فى أواخر إبريل الماضى عندما اعترض أحد طلابه على المواد التى تدرس لهم، كما أن مكتب التحقيقات الفيدرالية "إف بى أى"، كان قد غير تدريب للعملاء العام الماضى بعد أن اكتشف أنه معاد للإسلام أيضا. وقالت أسوشيتدبرس إن تلك التعاليم فى المناهج العسكرية تتعارض مع التأكيدات المتكررة من المسئولين الأمريكيين على مدار العام الماضى بأن أمريكا فى حرب ضد المتشددين الإسلاميين وليس ضد الإسلام نفسه.