يعمل العشرات من العسكريين الإسرائيليين من خريجي الوحدات القتالية المختارة على تدريب وحدات عسكرية عراقية كردية في شمال العراق على الحراسة ومحاربة ما يسمى "الإرهاب". وبحسب صحيفة /يديعوت أحرونوت/ العبرية التي كشفت النقاب عن ذلك فإن تواجد المدربين الإسرائيليين في شمال العراق هو "جزء من نشاط واسع النطاق يجري تنفيذه من خلال تعاون مع الحكم الكردي"، على حد تعبيرها. وقالت إنه يشارك في هذا النشاط شركات إسرائيلية على رأسها "موتورولا" و"ميغل" اللتين زودتا العتاد والقوى البشرية لمشاريع يصل حجمها إلى مئات ملايين الدولارات. وكانت تقارير صحفية إسرائيلية وغربية قد نشرت في الماضي تقارير عن وجود نشاط استخباري إسرائيلي في المنطقة الكردية بشمال العراق على ضوء "العلاقات الجيدة" بين قياديين أكراد وجهات إسرائيلية، لا سيما جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية "موساد". وذكرت الصحيفة أن المشروع الأهم الذي تنفذه الشركات الإسرائيلية هو إنشاء مطار دولي يحمل اسم "هاولر" قرب مدينة أربيل في شمال العراق بصورة سرية، موضحة أن هذا المطار يعتبر "رمز الطموحات الوطنية الكردية ويعتبر بنظرهم أنه خطوة جوهرية باتجاه إقامة دولة مستقلة". وأعلنت /يديعوت/ في خبرها الذي نشرته الخميس (1/12) أنها ستنشر في عددها الصادر غدا الجمعة لأول مرة صوراً ووثائق تكشف عن أن شركة يملكها رجل الأعمال الإسرائيلي شلومي مايكلز أصبحت بشراكة كاملة مع الحكم الكردي إلى الذراع المركزي لتنفيذ أعمال تطوير اقتصادية وأمنية في شمال العراق. وتشير الصحيفة إلى أن شركة "ميغل" أقامها مايكلز مع النائب الإسرائيلي داني ياتوم لدى إنهاء الأخير مهامه كرئيس لجهاز الاستخبارات الخارجية "الموساد"، مضيفة أنه كان أول من أقام العلاقة التجارية بين شركته مع الحكم الكردي. وأقامت الشركات الإسرائيلية، كما تقول الصحيفة، منشآت سرية، في منطقة صحراوية نائية في شمال العراق تحمل اسم الكود "Z" حيث تجري فيه تدريبات على "السلاح والدفاع عن النفس ومكافحة الإرهاب". وذكر أن الشركات الإسرائيلية نقلت إلى هذه المنشآت أطنان من العتاد العسكري وبضمن ذلك دراجات نارية وكلاب مدربة على الكشف عن المواد المتفجرة وأجهزة لتحسين بنادق كلاشينكوف الأوتوماتيكية والدروع الواقية وبزاة عسكرية وخوذ جميعها من صنع إسرائيلي. وعن الطريقة التي يصل فيها المدربون العسكريون الإسرائيليون إلى شمال العراق، أوضحت الصحيفة أنهم يغادرون من خلال معبر الحدود التركي مستخدمين جوازات سفرهم الإسرائيلية، لكنهم يتنكرون على أنهم مهندسو شوارع وخبراء زراعيون. وتشير إلى أن نشطاء هذه الشركات الإسرائيلية يجري في العراق تحت غطاء من السرية بحسب طلب الأكراد، الذين يخشون من اكتشاف علاقاتهم مع الشركات الإسرائيلية. وقالت إن "التخوف الأكبر هو من محاولات خطف أو سيطرة على إسرائيليين من جانب خلايا إرهابية في تلك المنطقة". من جانبها عقبت وزارة الدفاع الإسرائيلية على التقرير الصحفي بالقول "لم نسمح لإسرائيليين بالعمل في العراق"، موضحة أن "كل نشاط هناك تم تنفيذه بصفة شخصية من دون إذن وبمسؤولية شخصية من جانب المشغلين". وشدد الوزارة الإسرائيلية من جانبها على الخطر المحدق بالإسرائيليين الذين يختارون تجاهل التعليمات والسفر إلى أماكن ممنوعة.
