اعتبر وكيل وزارة الخارجية السودانية رحمة الله محمد عثمان ، مزاعم الامين العام للحركة الشعبية باقان أموم بشأن تبعية منطقة "هجليج" لدولة جنوب السودان "مزايدة سياسية" ، مؤكدا أن الخرطوم تستمد قوة موقفها من ادانة مجلس الامن لاحتلال المنطقة . وقال عثمان لصحيفة "الصحافة" الصادرة بالخرطوم اليوم "الخميس" إن ادانة مجلس الامن لاحتلال الجيش الشعبي لهجليج يعني اعترافا صريحا وموثقا من المنظمة الاممية بأن هجليج أرض سودانية لا نزاع عليها ، مشيرا الى أن مجلس الامن ذكر في ادانته عبارة احتلال وهو ما يعني أنها أرض لا تخص دولة جنوب السودان" . ورأى الوكيل ردا على حديث أدلي به باقان لتلفزيون "بي بي سي" البريطاني أمس ، أن الاعتراف الصريح باحتلال مناطق "كافي كنجي وسماحة وحفرة النحاس" ، خرق للاتفاقات السابقة ، ونصح حكومة الجنوب بعدم الاقدام على احتلال المناطق المتنازع عليها لان الاعراف الدولية تدين مثل هذا المسلك وتطالب بانهاء النزاعات عبر الحوار والتفاوض . واعتبر عثمان اعلان أموم جاهزية حكومته للحوار ، نتاجا لضغوط المجتمع الدولي والخارطة التي نصت على ذلك ، مؤكدا أن الحكومة السودانية تتمسك بمواقف الاتحاد الافريقي حول المناطق المتنازع عليها وستحاول الرد على هذه المزاعم عبر المنظمة الاقليمية وقيادة حوار دبلوماسي لاثبات صحة موقف الخرطوم في كافة القضايا العالقة . وحول مزاعم رئيس (الحركة الشعبية - قطاع الشمال) مالك عقار حول وجود كارثة انسانية في ولاية النيل الازرق ، قال عثمان إن الامر مجرد مزايدات سياسية ، مؤكدا أن المجتمع الدولي يدرك تماما حجم الاضرار التي نتجت عن الحرب في المنطقتين ، موضحا أن الارقام التي ذكرها عقار لا تتناسب مع عدد سكان الولاية وهو ما يدحض مزاعمه . وكان الامين العام للحركة الشعبية باقان اموم الذي وصل الى واشنطن عقب جولة أوروبية يدعو فيها الى نشر قوات دولية على طول الحدود بين جنوب السودان والسودان ، قد أدلى بحديث لتلفزيون "بي بي سي" ولم ينف وجود قوات جنوب السودان فى مناطق "كافيا كانجى وحفرة النحاس وسماحة وكفن دبى" وهى مناطق تقع جغرافيا فى ولايتي شرق وجنوب دارفور . وعند الالحاح عليه بتأكيد أو نفى صحة اتهام وزارة الخارجية السودانية بتوغل قوات الجيش الشعبي فى هذه المناطق أجاب بالقول "إن قوات جنوب السودان موجودة فى الأراضى التابعة لها" . وجدد باقان استعداد بلاده للعودة للتفاوض، مشيرا الى أن دولة الجنوب الوليدة مهمومة ببناء الامة والبنيات الأساسية ولا ترغب الدخول فى حرب مع السودان تشغلها عن تحقيق تلك الغايات، داعيا الخرطوم الإحتكام الى هيئة تحكيم دولية تقرر فى المناطق المتنازع عليها متعهدا بقبول نتيجة التحليم كيفما تكون .