طالبت صحيفة "التايمز" البريطانية, الغرب باتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين, لوقف ما سمته العبث الذي يمارسه في الشرق الأوسط. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 11 إبريل, أن وزير الخارجية الأمريكي ريك تيلرسون هو المبعوث المناسب لمواجهة روسيا بأكاذيبها، لأنه يعرف بوتين وله خبرة تجارية طويلة في التعامل مع روسيا, وذلك في إشارة إلى زيارة تيلرسسون إلى موسكو . وتابعت " الرسالة التي نقلها تيلرسون إلى بوتين في 12 إبريل أن ضرب قاعدة الشعيرات التابعة لنظام بشار الأسد, كانت أخف الخيارات التي لجأت إليها واشنطن, وأن هناك إجراءات أخرى أكثر حزما في الطريق". واستطردت الصحيفة " على الكرملين التخلي عن أوهام الثرثرة الودية التي كانت بين بوتين وترامب خلال حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية, والاعتقاد أن هذه الثرثرة تعطي بوتين تفويضا مطلقا لدعم نظام الأسد في جرائمه الوحشية ضد المدنيين, أو توسيع نفوذه في الشرق الأوسط". وكانت صحيفة "التليجراف" البريطانية, قالت أيضا إن الغارة الأمريكية التي استهدفت مطار الشعيرات في حمص, لم تردع نظام بشار الأسد وحلفائه عن الاستمرار في استهداف المدنيين. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 10 إبريل, أنه إذا كان الهدف هو وقف النظام السوري المدعوم من روسيا عن قصف مواطنيه، فقد ثبت فشل ذلك بالفعل, بما أن عادت مقاتلاته للعمل مرة أخرى من مطار الشعيرات. وتابعت " يتعين على مختلف الأطراف وقف مواقفها العدوانية وإعادة التركيز على الحاجة إلى حل دبلوماسي، كما يجب على إدارة دونالد ترامب أن يكون لها إستراتيجية واضحة بشأن سوريا". وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا تعمق الصراع في سوريا, مرجحة أن يعرض وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون خلال زيارته لموسكو صفقة, يتم بمقتضاها, إعادة روسيا إلى مجموعة الدول السبع (مجموعة الثماني سابقا) بعد طردها منها بسبب ضمها لشبه جزيرة القرم الأوكرانية, مقابل تخليها عن نظام بشار الأسد, والمساعدة في إيجاد تسوية سياسية للأزمة في سوريا. وكان وزير الخارجية الأمريكي ريك تيلرسون قال في 11 إبريل إن من الواضح أن عهد حكم نظام أسرة الأسد يقترب من نهايته في سوريا، في حين قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت إن مجموعة الدول السبع الكبرى متفقة على أنه لا حل في سوريا مع بقاء الأسد في السلطة. وفي تصريحات صحفية خلال اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في مدينة لوكا الإيطالية، قال تيلرسون إن الولاياتالمتحدة تأمل أن تتخلى روسيا عن دعم بشار الأسد، لأن أفعالا -مثل الهجوم الكيميائي الأخير- جردته من الشرعية. وأضاف قبل قليل من مغادرته إيطاليا إلى روسيا "نأمل أن تخلص الحكومة الروسية إلى أنها ربطت نفسها بتحالف مع شريك غير جدير بالثقة متمثلا في بشار الأسد". وفي الوقت نفسه، قال وزير الخارجية الأميركي إن بلاده لن تسمح بأن يسقط مخزون الأسد من الأسلحة الكيميائية في يد تنظيم الدولة أو غيره، مؤكدا أن أولوية واشنطن في سوريا والعراق لا تزال إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة. ومن جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسية إن مجموعة الدول السبع اتفقت على أن الأسد لن يكون جزءا من مستقبل سوريا. وأضاف أن دول مجموعة السبع سيطلبون من روسيا الكف عن "الرياء" فيما يتعلق بسوريا، و"العمل مع الدول الأخرى لإنهاء الحرب الأهلية هناك". وكان آيروليت يتحدث في مؤتمر صحفي عقب اجتماع موسع ضم إلى جانب الدول السبع الكبرى كلا من السعودية وقطر والإمارات والأردن وتركيا. واعتبر آيروليت أن الضربة الصاروخية الأمريكية على قاعدة الشعيرات فتحت "نافذة صغيرة" أمام محاولة إنهاء الصراع، لكنه قال إن اجتماع الدول السبع لم يتطرق إلى مسألة تشديد العقوبات، علما بأن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون كان قد تحدث في 10 إبريل عن بحث إمكانية زيادة العقوبات على شخصيات عسكرية سورية وروسية كبرى. وبدوره، قال وزير الخارجية الإيطالي أنجيلينو ألفانو إن الدول السبع الكبرى طالبت روسيا بوقف دعم نظام الأسد، في حين قال وزير الخارجية الألماني سيغمار غابريال :"نريد حمل روسيا على دعم العملية السياسية من أجل تسوية سلمية للنزاع السوري"، مؤكدا دعم مجموعة السبع لتيلرسون خلال المفاوضات التي سيجريها في موسكو الأربعاء الموافق 12 إبريل، وموضحا أن تيلرسون أكد أنه يبحث عن حل غير عسكري في سوريا. وكانت موسكو قد انتقدت الضربات الصاروخية الأمريكية ووصفتها بأنها هجوم غير مشروع على دولة ذات سيادة. وفي الوقت نفسه، قال نائب رئيس لجنة مجلس الدوما لشؤون الدفاع "يوري شفيت كين" إنه إذا تعرضت المواقع العسكرية الروسية في سوريا لهجوم, فسيكون الرد فوريا. لكن كين أضاف أن من المستبعد أن تدخل روسيا في مواجهة مباشرة مع الولاياتالمتحدة، موضحا أن الدفاعات الجوية السورية كفيلة بصد أي هجوم صاروخي أمريكي, على حد قوله.