رفعت السعيد شيوعى من عصر هنرى كورييل؛ اليهودى الخائن الذى خدم الكيان الغاصب فى فلسطينالمحتلة، كما لم يخدمها صهيونى آخر، ويفضله الصهاينة على مناحم بيجن، لأنه قدم لهم خدمة جليلة تفوق ما قدمه الأخير، فقد كان كورييل زعيمًا للشيوعيين المصريين الذين وصل بعضهم إلى مراكز قيادية عالية فى الدولة المصرية، كما كان له تأثير كبير على جمال عبد الناصر؛ مما أدى إلى كوارث عديدة عصفت بمصر، وخدمت الكيان اليهودى الغاصب فى فلسطينالمحتلة! يعرف ذلك جيدًا الشيوعيون المصريون من جيل رفعت السعيد، ورفاقه من الجيل الذى يليه. كان رفعت السعيد موظفًا فى مكتب خالد محيى الدين، رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم، وكان خالد أحد ضباط انقلاب يوليو 1952، وأبرز القيادات الشيوعية فى مصر، وتحول رفعت السعيد إلى صحفى فى صحف أخبار اليوم، وحصل على دكتوراه من ألمانياالشرقية (الشيوعية) قبيل سقوط جدار برلين، وانضم إلى حزب التجمع الوطنى التقدمى الوحدوى (توتو)، ووصل إلى رئاسته خلفًا لمعلمه خالد محيى الدين، الذى تقاعد بعد أن تقدمت به السن، وشتان بين الرجلين!. فى عهد رفعت السعيد انهارت أهمية الحزب ذى القيادة الشيوعية، وانحدرت جريدته التى كانت تعارض السلطة فى يوم ما، وهرب كثير من أعضائه فى المستويات المختلفة إلى أحزاب أخرى أو جلسوا فى بيوتهم، ولم يبق لرفعت السعيد غير التمسك بأهداب النظام المستبد الفاشى وأجهزته المؤثرة ومجالسه الصورية، مقابل حملاته المسعورة ضد الإسلام والمسلمين، مع تكفير الشعب المصرى واتهامه بالتأسلم – أى ادعاء الإسلام، أو الإسلام المزيف!. كتب السعيد عددًا من الكتب التى تهاجم الإسلام والمسلمين نشرتها له دور النشر الرسمية الممولة بأموال المسلمين، ولكنها تفتقر إلى أدنى أوليات البحث العلمى، وهى الأمانة فى النقل وصدق الأدلة وسلامة البراهين، واعتمدت على التدليس والتضليل والتشويه والتزوير، وهو ما فنده مشكورًا الكاتب منصور أبو شافعى فى كتاب ضخم عنوانه: العلمانيون والحرام العلمى: مراجعة نقدية لعلمية كتابات رفعت السعيد عن حسن البنا، دار القلم بالقاهرة، سبتمبر 2004. وقد تتبع أبو شافعى فى معالجة علمية رصينة جرائم رفعت السعيد العلمية وافتئاته على الحق والحقيقة فى كتاباته البائسة!. وفى الوقت الذى انهار فيه حزب "توتو" سياسيًا وأدبيًا؛ فقد حقق السعيد (الشيوعى الكادح!) نجاحًا ماديًا كبيرًا، إذ تحول إلى صاحب ملايين، وانتقل من المساكن المتواضعة إلى سكان القصور الفارهة (له فيلا فخمة فى المقطم)، وتحرسه قوة رسمية من وزارة الداخلية منذ عهد حبيبه المخلوع، ويزداد رصيده فى البنوك يوميًا من المكافآت التى تغدقها عليه الجهات الإعلامية والثقافية التى يملكها الشعب المصرى المسلم، فضلا عن جهات أخرى غير إسلامية. ولم يتوقف رفعت السعيد عند هذا الحد بل واصل العمل من أجل المزيد عن طريق التحريض الرخيص المستمر ضد الإسلام والإسلاميين لدى الجهات التى يسعدها ذلك، وفى مساء الجمعة 4/5/2012م، كانت قناة الملياردير الطائفى المتعصب تتداخل معه ليتحدث عن أحداث العباسية، أو الغزوة التى قادها اللواء حمدى بدين، قائد الشرطة العسكرية، ضد المعتصمين فى محيط وزارة الدفاع، واقتحامه مع جنوده مسجد النور بالأحذية، وإلقائه القبض على الفتيات المحتميات بالمسجد، وبقية المصلين الركع السجود، وإذا بالسعيد يتمطع ويوجه اتهاماته إلى الإخوان المسلمين، الذين يريدون إشعال البلد، والسيطرة عليها سيطرة تامة والتكويش على كل مقدراتها ، ونسى السعيد أن الإخوان كانوا فى ميدان التحرير، ولم يذهبوا إلى العباسية، وقد انسحبوا من التحرير بعد انتهاء مليونية حقن الدماء، وطالبوا المعتصمين فى العباسية بالعودة إلى التحرير حقنًا للدماء التى يتلمظ من أجلها أعداء الوطن، والطغاة الذين لا يهمهم وطن ولا دين!. لم يفتح الله بكلمة على رفعت السعيد ليتكلم عن الدم المصرى الذى يريقه الجنرال بدين فى العباسية، ولا الاعتقالات العشوائية للمواطنين فى الشوارع والمساجد، ولا الكماشة التى صنعها الغزاة من الجيش والداخلية لسحق الأعداء العزل المطالبين بالشفافية والعدل والحرية!. لم يجد السعيد غضاضة فى هجاء الإسلام والحركة الإسلامية عمومًا والخلافة الإسلامية، واتهام المسلمين بما ليس فيهم لترتفع أسهمه لدى الجهات المانحة، ومواصلة لغته التحريضية الرخيصة التى يتكلم بها منذ أخفق حزبه فى تحقيق أى نتائج تذكر فى الانتخابات التشريعية حيث لم يفز إلا بمقعد واحد من خلال تحالفاته مع أحزاب علمانية أخرى. يذكر الناس أن السعيد أعرب عن تعاطفه مع مبارك بعد سقوطه، وأنه لم يشارك فى ثورة 25 يناير، وكان مواليًا وحزبه لتعليمات أمن الدولة فى أثناء الثورة، وانهيار السلطة، ثم امتطى مع الثوار ظهر الثورة، وبدا كأنه هو الذى صنعها ورعاها وقدم الشهداء والمصابين من أجلها. ولم يتوان السعيد مذ فشل حزبه فى الانتخابات عن اتهام حزب الحرية والعدالة، والإسلاميين عمومًا بالرغبة فى الاستيلاء على الحكم، وتشكيل اللجنة التأسيسية للدستور، والادعاء بفقدانهم تعاطف الشارع المصرى. ترى هل يستطيع رفعت السعيد أو الشيوعيون وأشباههم أن يفرضوا إرادتهم على الوطن المصرى المسلم؟