هذا ما جناه السيسى من رجال مبارك

"مفيد شهاب".. جمعة الأرض .. "على مصيلحى.. انتفاضة الخبز .. "بطرس غالى.. محمود محيى الدين".. انهيار الجنيه
" يا ثورة ما تمت خدها الغراب وطار".. هذا المثل يستخدمه بعض النشطاء السياسيين، للتعبير عن حال البلاد بعد مرور 6سنوات على ثورة 25 يناير، التى قامت من أجل إحداث تغيير جذرى فى مصر بسبب فساد دام أكثر من ثلاثة عقود متتالية، ولكن ما حدث غير ذلك، فعقب الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك ونظامه، عاود رجاله الظهور فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، حيث تم تعيينهم فى العديد من المناصب الوزارية برغم أنهم كانوا من الأسباب الرئيسية فى إسقاط نظام مبارك.
وتوقع محللون، أن رجال مبارك الذى استعان بهم الرئيس السيسى حاليًا، سيجعلونه يواجه نفس المصير، خاصة وأن جمع القرارات التى اتخذوها تزيد غضب الشعب أكثر من السابق والتى كان أبرزها قرار تحرير سعر الصرف وخفض حصة الخبز للفرد الواحد.
"على مصيلحي".. رجل مبارك الذى أصبح وزيرًا لتموين "السيسى"
يعتبر على مصيلحي، وزير التموين، واحدًا من أهم رجال مبارك أثناء فترة حكمة، واستطاع أن يعود للسلطة مرة آخرى من خلال البرلمان الحالى، فأصبح رئيس للجنة الاقتصادية للنواب فى المجلس، وخلال الفترة الماضية لم يقدم للدولة أى جديد من خلال منصبه خاصة بعد تعويم الجنيه وارتفاع الأسعار، وبرغم من كل هذا كان تتم الموافقة على أى قرارات الحكومة وكانت معظمها قرارات تضر المواطن أكثر مما تنفعه، ثم عاود مصيلحى مرة آخرى ليتولى حقيبة وزارة التموين والتجارة الداخلية، بعد 6 سنوات من تركه لمنصب وزير التضامن فى عام 2011 الماضي.
وفى عهد مصيلحى الأول، كانت وزارة التضامن الاجتماعى تضم قطاع التموين والرقابة والتوزيع والتأمينات الاجتماعية ولجنة المساعدات وجهاز تنمية التجارة الداخلية، إلا أنه تم فصلها لوزارتين بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، الأولى باسم "وزارة التموين والتجارة الخارجية"، وتضم قطاع التموين والرقابة ولجنة المساعدات وجهاز تنمية التجارة الداخلية، والوزارة الثانية، التضامن الاجتماعي.
وعقب توليه الوزارة، أصدر مصيلحى عدة قرارات أثرت على المواطن البسيط منها تقليل الدعم وتقليصة، بجانب تقليل السلع التموينية، وليس هذا فقط بل حدث الكثير من الأزمات فى عهد أيام الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك منها، أزمة أنابيب البوتاجاز ليصل سعرها فى عام 2010 بين 30 و50 جنيهًا مقارنة ب 3 جنيهات سعرها الرسمي، مما أدى إلى اشتعال غضب الأهالى وقيامهم بالاستيلاء على سيارات نقل الأنابيب فى ذلك الوقت.
وليس هذا فقط بل شهد عهد مصيلحى، وقوف الشعب بالطوابير بالمئات أمام المخابز إضافة إلى تهريب الدقيق، حيث قام بإعطاء المحافظين الحق فى تحديد حصص الدقيق لأصحاب المخابز، ما جعلهم يقومون ببيع الدقيق فى السوق السوداء وتحقيق مكاسب طائلة.
أما الآن وبعد تولية منصب وزير التموين بأيام قليلة فقط، واجهة المصريون عدة أزمات منها، أرز التموين الممتلئ بالحشرات والدود، بالإضافة معاناة المواطنين من عدم صرف الحصص المقررة لهم من التموين مع إلغاء عدد كبير من البطاقات التموينية وكذلك غلاء أسعار المنتجات التموينية.
وخلال الأيام الأخيرة، حدثت أزمة فى الخبز جعلتنا نسترجع الأيام الأخيرة فى حكم مبارك، حيث قرر مصيلحى خفض حصة العيش للفرد فى بطاقات التموين وبالإضافة إلى منع أى مواطن من صرف حصة الخبز إذا كان لم يمتلك بطاقة ورقية.
مفيد شهاب.. "ترزى مبارك ومهندس اتفاقية تيران وصنافير"
مفيد شهاب، رئيس جامعة القاهرة الأسبق، ووزير المجالس النيابية والشئون القانوينة للرئيس المخلوع مبارك، و المعروف بلقب " ترزى الرئيس" عاد مرة أخرى للظهور ولكن هذه المرة كان من خلال أزمة جزيرتى "تيران وصنافير" بعد توقيع الحكومة اتفاقية ترسيم الحدود مع السعودية.
لعب شهاب دورًا كبيرًا فى الاتفاقية التى أبرمتها الحكومة، حيث استخدمت فتواه الدستورية بأن جزيرتى تيران وصنافير سعوديتان، لتمرير الأمر، على الرغم من أنه كان له آراء سابقة فى السنوات الماضية تؤكد مصرية تيران وصنافير، وهو الأمر الذى استندت إليه الحكومة .
و فى منتصف إبريل الماضى، أثناء اجتماع الرئيس عبد الفتاح السيسى، بممثلى المجتمع، تم استدعاء شهاب خصيصًا لحضور اللقاء، حتى إنه ألقى محاضرة تمهيدية أمام ممثلى المجتمع الحاضرين قبل لقاء الرئيس بهم، عن "تيران وصنافير".
" هشام بدوى".. قاضى براءات مبارك رئيسًا للجهاز المركزى للمحاسبات
المستشار هشام بدوى، القاضى الذى تولى التحقيق فى قضايا مبارك بإهدار المال العام والاستيلاء عليها، و كان "بدوي" المسئول عن جميع قضايا معارضى مبارك من الإخوان والجماعات الإسلامية الأخرى.
ورغم ذلك أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسى قرارًا بتعينه للجهاز المركزى للمحاسبات فى آواخر عام 2016، عقب عزل هشم جنينة من رئاسة الجهاز.
وتسبب قرار الرئيس عبد الفتاح السيسى بتعيينه فى غضب الكثيرين من الساسة المصرية والنشطاء الثوريين وقتها، باعتباره أهم رجال مبارك الرئيس الأسبق خلال فترة حكمة، ولأنه وعقب ثورة 25 يناير، أشرف على قضايا نظام مبارك المتعلقة بإهدار المال العام، ومنها إحالة وزير البترول السابق سامح فهمى للنيابة بتهمة إهدار المال العام فى قضية تصدير الغاز إلى إسرائيل، وكذلك قضية أمين لجنة السياسيات بالحزب الوطنى أحمد عز فى قضية حديد الدخيلة، وقضية يوسف والى وزير الزراعة الأسبق نائب رئيس الوزراء، فى بيع 100 ألف فدان لأمير خليجى بثمن وصف بأنه بخس، و جميع تلك القضايا التى أعد ملفاتها المستشار هشام بدوى انتهت جميعًا بأحكام براءة لرموز مبارك بعد أن تمت إحالتها إلى القضاء.
"بطرس غالى" تستعين به الحكومة فى قرار تعويم الجنيه
رغم أن بطرس غالى، من أحد أهم أسباب قيام الثورة ضد مبارك، إلا أن النظام الحالى يصر على الاستعانة به فى كثير من الأمور الاقتصادية، حيث كشف بطرس غالي، وزير المالية الأسبق فى عهد الرئيس الراحل مبارك والهارب خارج البلاد، خلال أحد الحوارات الصحفية له، أن الرئاسة المصرية تستعين به دائمًا فى بعض الاستشارات الاقتصادية.
وأكد، أنه تلقى أسئلة فى 30 صفحة، وأنه رد على جميعها، ومن ضمن الأسئلة، هل يمكن وضع قانون واحد لحل كل الأزمات التى تمر بها مصر؟ فرد قائلاً: "كلا، إن حل الأزمة لابد أن يكون عن طريق وضع بعض الإصلاحات الاقتصادية والمصرفية الفورية تباعًا وخلال فترة واحدة، ولابد أيضاً من النظر فى حل عجز الموازنة الذى يعد أحد أهم الأسباب التى أدت بمصر إلى الوقوع فى الأزمة الاقتصادية، وارتفاع التضخم وشُحّ العملات الأجنبية من الأسواق".
ولفت" بطرس"، إلى أن الحكومة المصرية أخذت رأيه فى تعويم الجنيه، وكان رده عليها بأنه لابد من تعويم الجنيه حتى ينعم المواطن المصرى بعيشه هنية بحسب قوله.
محمود محيى الدين.. رأس حربة فى مفاوضات قرض صندوق النقد
عاود محمود محيى الدين، وزير الاستثمار فى عهد المخلوع مبارك للظهور من جديد من خلال مفاوضات صندوق النقد الدولى، حيث كان طرفًا أساسيًا فى المفاوضات التى وضعت شروط عديدة أبرزها تعويم الجنيه ورفع الدعم. .
لقب محيى الدين، برجل الخصخصة الأول فى عهد مبارك، حيث اتجه إلى خصخصة قطاعات كثيرة من الدولة، وخصخصة الكثير من المصانع وتسبب فى تشريد مئات العمال بسبب سياسة الخصخصة .
وأجرت مؤسسة الرئاسة ومؤسسات سيادية، اتصالات رفيعة المستوى مع محيى الدين للاستماع إلى آرائه فى مجمل الأزمات التى تعانى منها مصر، ومنها كيفية تطبيق روشتة صندوق النقد، وعلى رأسها تعويم الجنيه، وإلغاء الدعم، وتنشيط برنامج الخصخصة وغيرها من السياسات، كما تم تسويق اسم وزير الاستثمار الأسبق لتولى رئاسة الوزراء خلفًا لشريف إسماعيل.
خبراء: استعانة السيسى برجال مبارك ستسقطه
علق أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية، على استعانة الرئيس عبد الفتاح لرموز النظام الأسبق قائلاً:" السيسى من رجال مبارك والنظام السائد لم يختلف كثيرًا عن نظام المخلوع حسنى مبارك ".
وأكد دراج فى تصريح خاص ل" المصريون"، أن السيسى لم يعدل ولم ينفذ الوعود المتفق عليها ولا يستطيع تنفيذها فى الوقت الحالي، لافتًا إلى أن جميع العناصر الحاكمة للدولة الآن هى من عناصر النظام الأسبق، مشيرًا إلى أن عناصر حكم مبارك كانت تتسم بالاتزان فى إدارتها لشئون الدولة، إلا أن رجال السيسى يتصفون بفكر "الكيد" للجانب المعارض، بالإضافة إلى أن الدولة أصبحت ثكنة عسكرية فجميع الوظائف الكبرى فى الدولة أصبحت حكرًا على للرتب العسكرية والأمنية فقط".
وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أن جميع العوامل والأشخاص التى يستعين بها السيسى تؤدى به إلى "سقوط النظام"، مؤكدًا أن الرئيس السيسى عليه أن يتحمل نتيجة اختياره فى ظل أن "ثورة يناير مسروقة ولم تحقق أهدافها حتى الآن" وذلك بحسب كلامه.
ووافقه فى الرأى مدحت الزاهد، القائم بأعمال رئيس حزب التحالف الاشتراكى، حيث أكد أن دوائر غضب الشعب المصرى تتسع وأن انعكاسات الأحداث والقرارات التى تتخذها الحكومة مؤخرا سيئة للغاية.
وتابع :"جميع العاملين بالحكومة من مدرسة حسنى مبارك ولم يضيفوا للدولة الجديد بل بالعكس أضافوا عبئًا على كاهل الشعب المصرى وقرارات الوزراء ما هى إلا مجرد تنفيذ أوامر من السلطة".
ومن جانبه قال أمين إسكندر، الكاتب والمحلل السياسي، إن السيسى منذ مجيئه للحكم وهو لا يعبر عن ثورة 25 يناير، ولكن هو امتداد لمبارك وكل سياساته بداية من الاقتصاد الرأسمالى حتى علاقاته مع الكيان الصهيونى والتبعية لأمريكا وتهميش دور مصر".
وأضاف إسكندر: "من الطبيعى أن يأتى السيسى برجال من عهد مبارك، لأنه استفاد من سياساتهم، وهو نفسه يعد واحدًا منهم وترقى وظيفيًا فى عهده"، لافتا إلى أنه يعتمد فى اختياراته على أهل الولاء والطاعة للسلطة، مشيرًا إلى أن رجال مبارك يُقال إنهم يتميزون بالخبرة السياسية، ولكن هم فى الحقيقة من أفسدوا البلاد حتى شاخت فثار عليهم الشعب.