- قال : هل تقبل أن يصفك أحد ب " الساذج " و " الفاشل " كما تعودت على " شتيمة " و " سب " الرئيس محمد مرسي؟! - قلت : هذا اتهام يحتاج إلى دفاع وتفنيد للخلط والالتباس ..والإجابة القاطعة لا أقبل.. لأن أبسط مفاهيم الوعي والادراك السياسي هي التفرقة بين العام والخاص - وهي أمور بعيدة عن فهم دراويش الإخوان! - .. فالشخصية العامة حين تترشح لتولى منصب سياسي عام وتنفيذي فمن " ضريبة " هذا المنصب تحمل الانتقادات بكافة التوصيفات والاتهامات السياسية وأقل هذه الصفات هي " ساذج " و " فاشل " وأكثر من ذلك من صفات قاسية دون أن.يعتبر ذلك تجاوزا أو سبا أو شتيمة كما يظن بعض من يعتبرون مرسي وزمرته الفاشلة رموزا مقدسة لمجرد إبداعم في الصمود والجلد والمظلومية والتضحية وتشيبد حائط المبكى .. وإبداعم أيضا في الجمود والفشل والإخفاق في تشسيد حائط الانتصار أو على الأقل الافلات من الهزيمة الساحقة الماحقة المتكررة بفصها ونصها وحذافيرها منأ1952 إلى 2013 رغم أن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين وهم يقدمون أنفسهم باعتبارهم الأكثر إيمانا.. ولكن المؤمن المقصود بأنه لايلدغ من جحر مرتين هو المؤمن الكيس الفطن وليس الغبي المتعجل.. أما أنا أو غيري من آحاد الناس فلا بجوز في حقهم ما يجوز في حق الشخصية السياسية العامة.. لأنني لم أترشح لمنصب سياسي أو تنفيذي ولم أتقلده .. وبالتالي فإن شروط أداء " الضريبة " لا تنطبق علي أو على من هم مثلي الذين كل ما يملكونه هو القلم وليس السلطة والمنصب والقرار... وإلا لماذا ببدع الإخوان في سلخ السيسي بأقذر الألفاظ ( وأؤكد أنه يستحقها ) ثم يحرمون ويجرمون مجرد هذا النقد الهين " ساذج " وفاشل " على مرسي.. ولا يرفع أحدهم عقيرته : وهل تسوي بين مرسي والسيسي.. والإجابة طبعا لا مساواة.. لكن الحديث عن المبدأ .. عن استحلال البذاءة والشتيمة والسب الحقيقي لشخص طالما كنت مختلفا معه.. ثم تجريم مجرد النقد الهين لشخصية أخرى لمجرد الانتماء لها.. ف " الساذج " و " الفاشل " ليس سبا أو شتيمة يا كهنة الإخوان.. ألا لعنة الله على هكذا انتماء.. لذلك أصف نفسي منذ سنوات طويلة ب " اللامنتمي " وهي صفة تعبر عن واقع حقيقي حيث لم أنضم إلى عضوية أي حزب أو جماعة في السلطة والمعارضة رغم احتكاكي بالفريقين عبر عملي البحثي والصحفي والاعلامي... واثقا من أن العمى الأيدبولوجي وضيق الأفق السياسي واتساع النظر الإقصائي سيحجب البعض عن رؤية هذه الحقيقة الناصعة الواضحة وضوح الشمس في " رابعة " النهار !