كشف شهود عيان من العاملين بشركة النصر للبترول ل"المصريون" عن معلومات وأسرار جديدة متعلقة بالحريق، الذى وقع فى خزانات الشركة فى الأسبوع الماضى تظهر عن احتمالات وجود أصابع خفية وراء الحادث، الذى تواصل جهات التحقيق محاولة فك لغزه والكشف عن أسبابه الحقيقية. وقال محمود عبد العاطى، مدير إدارة الوردية الثانية، بإدارة التشغيل التابعة للإدارة العامة لتخطيط الإنتاج ل"المصريون"، إنه فى يوم السبت 14 إبريل الذى نشب فيه الحريق كان ضمن عمال الوردية الثانية، موضحًا أنه فى هذا اليوم قامت إدارة العمليات التابعة للإدارة العامة للشئون الفنية بتسخين كمية من الرواسب وصلت إلى 4 أمتار بالخزان رقم 152، وذلك باستخدام البخار، كما هو متبع، واستغرقت هذه العملية 72 ساعة متواصلة. وأشار إلى أن الغرض من ذلك إعادة دفع الرواسب مرة أخرى بعد تسخينها إلى جهاز التقطير رقم 3 لإعادة تكريرها واستخراج منتجات بترولية من تلك الرواسب، وأثناء ذلك ارتفعت درجة الحرارة داخل الخزان بصورة كبيرة، مما أدى إلى تمدد الغازات وتسربها خارج الخزان، علمًا بأن عمال العمليات كانوا يقومون بقياس درجة الحرارة كل نصف ساعة خاصة أن هذه الطريقة فى التسخين لم تعد تستخدمها الشركة، لأنها تمثل خطورة بالغة وتعتمد على عامل الوقت فى عملية التسخين. وتابع عبد العاطى، قائلا: ارتفاع درجة الحرارة أدى إلى تمدد الغازات وخروجها من التنك وانتشارها فى محيط 400 متر حول التنك، وتصادف مرور الشهيد بشير سعد بشير بسيارة الوردية فاندلعت النيران فى السيارة، وعادت مرة أخرى للخزان ونشبت فى الخزان رقم 151 أيضًا. وأوضح أن تلك الطريقة فى تسخين الرواسب لم تكن متبعة داخل الشركة منذ زمن بعيد، نتيجة لخطورتها ولم يتم تطبيقها إلا مرتين منذ شهرين فقط، مما أدى إلى الانفجار فى المرة الثانية، لافتا إلى أن المتبع من قبل قيام إدارة المعالجة بسحب كميات الرواسب من الخزانين رقمى 151 و152، ثم تقوم بدفعها للخزانات التى تحتوى على النفتة الخام لخلط الرواسب والنفتة والقيام بعد ذلك بعملية إعادة التكرير. وأشار إلى أن هناك 5 خزانات فى حوض واحد وهى 115 وكان يحتوى على 6 آلاف طن بنزين 95 وخزان 131 يحتوى على 2100 طن نفتة و133 يحتوى أيضا على 2100 طن نفتة وخزان 146 يحتوى على 2200 طن نفتة، وفى الحوض المقابل بجوار طريق رقم 3 يوجد التنكان رقما 151 و152، ويحتوى الاثنان على رواسب فقط. وذكر أنه فى يوم الحريق قاموا بسحب البنزين 95 من الخزان 115 وغسل الخطوط بالمياه وتأمين 37 مستودعًا، حتى لا تحدث كارثة، وذلك من خلال تواجد المهندس كامل سعفان، رئيس مجلس الإدارة بينهم، والذى بكى عندما شاهد الحريق وهو يلتهم أجهزة الشركة.. وأكد أنهم قاموا بتفريغ الخزانين رقمى 151 و152 تمامًا حتى يباشر أعضاء المعمل الجنائى عملهم. وكشف عبد العاطى أنه قام بنفسه بغلق الصمام الخاص بخزان التصفية رقم 91 يوم الاثنين الماضى وقت عمله بالوردية، عندما فوجئ وأثناء مروره الساعة الثانية عشرة مساء ذلك اليوم بالصمام مفتوحًا وغرق الأرض بالمواد البترولية، مما دفعه إلى الصراخ فى وجه العمال مستفسرًا عمن قام بفتح الصمام، فأقسم جميع العاملين أنهم لم يقوموا بذلك، مما جعله يقول بالحرف الواحد "هذا عمل تخريبى متعمد". ويعنى ذلك أن السبب الرئيسى فى الحريق نظام غريب ومستحدث فى تسخين الرواسب يساعد على الانفجارات ونشوب الحرائق. الأمر الذى يطرح التساؤل حول من هو صاحب قرار استخدام تلك الطريقة؟ لاسيما أن وظيفة مدير عام العمليات شاغرة حتى الآن وهل المقصود من ذلك حدوث تلك الكارثة بهذه الطريقة لتظهر أنها خلل فنى لحصر الاتهام فى إهمال عمال إدارة العمليات؟ ومن قام بفتح الصمام الخاص بخزان التصافى رغم تأكيد مدير إدارة الوردية غلقه وتأمينه بنفسه؟ خاصة أن جميع العاملين بالوردية نفوا قيامهم بذلك. ومن جانبه طالب المهندس أحمد محمود، عضو مجلس الشعب، بضم مضبطة لجنة الصناعة، التى عقدت لمناقشة أسباب حريق النصر للبترول، لملف التحقيقات بالنيابة العامة، والتى حضرها كل من المهندس كامل سعفان، رئيس مجلس الإدارة، وفايز خليل، مدير الأمن الصناعى بالشركة، واللذان أكدا خلال الجلسة أن الحريق ليس طبيعيا وأن تنكى الرواسب رقمى 151 و152 اللذين نشب بهما الحريق فى البداية جهازا الكمبيوتر الخاصان بهما معطلان، وكلما تقوم الشركة بإصلاحهما يفاجأون بتعطلهما مرة أخرى وكأن هناك أيادى خفية تقوم بذلك لاسيما أن أجهزة الكمبيوتر تنقل كل كبيرة وصغيرة داخل الخزانات لغرفة الطوارئ درجات الحرارة والضغط وخلافه لحظة بلحظة وأن هذه الأعطال لم تظهر بهذه الصورة إلا قبل الحريق بأيام قليلة، وأنه تم اكتشاف وجود بلف مفتوح، مما أدى إلى زيادة كمية الغازات بشكل كبير وكانت تحتاج إلى وقت طويل للتخلص منها، وهذا أمر صعب، لاسيما أن ذلك تم فى حدود الساعة الخامسة مساء. ومن ناحية أخرى علمت "المصريون" من مصادرها الخاصة أن اللجنة الرباعية دونت فى ملاحظاتها الأولى حول الحريق عدم وجود خلل فنى أو إهمال فى السلامة والصحة المهنية، يؤدى إلى هذا الحريق، وكشفت المصادر أن اللجنة سوف تقوم بزيارة شركة السويس لتصنيع البترول وشركة النصر للأسمدة لمطابقة ما بهما من خزانات وصهاريج مع ما شاهدوه فى النصر للبترول لاسيما أن الأولى شهدت حريقًا بحوض الزيوت منذ شهرين، وذلك قبل وضع التقرير النهائى، الذى من المتوقع له أن يؤكد نشوب الحريق نتيجة لعامل خارجى، ومن ناحية أخرى بدأ مراسل "المصريون" يتعرض لمضايقات وضغوط من بعض المسئولين بالشركة لوقف ما يتم نشره حول الحريق، الأمر الذى يطرح التساؤل هل مثل هؤلاء يخشون من شىء ما حتى يسلكوا هذا المسلك؟ مجرد تساؤل.