إجابات هى أشبه بالتساؤلات أثارها المشهد المهيب لجنازة الشيخ عمر عبد الرحمن رحمه الله، وغيره من قيادات الحركة الإسلامية في المرات القليلة التى تسمح فيها أجهزة الأمن بإقامة الجنازة، بين قائل أنها دليل على أن الإرهاب والتطرف أصبح جزءً من ثقافة الشعب المصرى، ومتحدث عن قدرة الإسلاميين على الحشد حتى في الجنائز. هذا ناهيك عن لاطمي الخدود وشاقي الجيوب من أبناء الملة العلمانية بطائفتيها الليبرالية واليسارية، مقارنين بين جنائز الإسلاميين الذين من المفترض أنهم قتلة وخونة وإرهابيين وأولاد ستين في سبعين، وبين جنائز الليبراليين والفنانين(اللى بيطلعوا في التلافزيون) ومع ذلك ربما دفع أحدهم قبل موته أجرة أربعة أشخاص يحملون نعشه بعد الموت لعل وعسى. متهمين الشعب بالجهل تارة وعدم الوفاء تارة أخرى. ناعين بمزيد الحزن والأسى ضياع جهودهم على مدى سنوات في محاولات تشويه الإسلاميين وترسيخ صورة ذهنية لهم لدى عموم الناس على أنهم أعداء الشعب وقتلة ابنائه. وهؤلاء هم أشبه بمن ظل يكذب ويكذب ويكذب حتى صدق نفسه. وإجابة السؤال الحقيقية أن الشعب المصري(خارج جمهورية مصر الجديدة ومملكة المهندسين وإمارة مدينة الإنتاج الإعلامى) لم يتعرف على الإسلاميين من خلال وسائل الإعلام، ولكنه عرفهم بمعايشته لهم، فهم مع الناس لا ينفكون عنهم في مسراتهم ومضراتهم، فهم المقدمون بين أفراد عائلاتهم وقراهم في فض الخصومات وحل المنازعات، حتى الثأرية منها. هم الذين يخترقون الحظر الأمني ليوصلوا اللقمة إلى فم الجائع والكسوة إلى جسد العاري والبطانية للأسرة الفقيرة في القرية النائية. الإسلاميون هم الطبيب الذي يقتطع من وقته نصيباً موفورا للكشف المجانى وربما اعطى المريض قبل خروجه من العيادة العلاج أو ثمنه. واسألوا لجنة حصر اموال الإخوان كم ألف جمعية خيرية على مستوصف طبي على دار ايتام .. كانت تقدم الطعام والعلاج والمساعدات لمئات الآلاف من المصريين ، ناهيك عن آلاف أخرى من المؤسسات الخيرية الإسلامية من غير الإخوان هذا فضلا عن أضعاف هذه الأرقام عبارة عن جهود فردية وجماعية تعمل بجد خارج الإطار المؤسسي. الإسلاميون في أحيائهم وقراهم التى يعيشون فيها يألفون ويؤلفون بين جيرانهم، ليسوا هذا النموذج السينيمائى الذي أبدعه كتاب السيناريوا ومخرجوا المسلسلات ذلك المتنطع المتجهم الوجه المخاصم لجيرانه المكروه بينهم. الإسلاميون يستوقفهم الناس في الطرقات ليستفتوهم في أمور دينهم برغم أن احدهم قد لا يعرفهم شخصيا، فضلا عن أن يعرف مدى سعة اطلاعه أو علمه بالمسألة التى يستفتيه فيها. قبل جنازة الدكتور عمر عبد الرحمن بأيام شيعت جنازة شاب في السنة السادسة بكلية الطب قتلته أجهزة الداخلية وزعمت في بيانها أنه ضمن خلية ارهابية تمت تصفيتها بصحراء مدينة بدر، هذا الشاب من اسيوط قرية الواسطى كانت جنازته تقارب جنازة الدكتور عمر في عدد من شيعوها، لم يلق الناس بالا لبيان الدخلية، فقد عرفوه صبيا وغلاما يافعا وشابا مهذبا متفوقاً في دراسته، وعرفوا من قبله والده عضو برلمان 2005 و 2012 من قيادات جماعة الاخوان المسلمين، رجل لين الجانب عطوف ودود خادم للصغير والكبير. فالإسلاميون بين الشعب كالدم في العروق، أما غيرهم من أصحاب النظريات والفلسفات والايدلوجيات السياسية المختلفة، حتى المشهورين من والمفكرين والأدباء، فلا وجود لهم في الشارع بين الناس. آخرهم يصدعوا الناس في برامج التوك شو التى ما إن تبدأ حتى يقول الواحد منهم لابنه القريب من ريموت التليفزيون كلمته المشهورة:"اقلب ياد وهات لنا التمثيلية.. بلا قلبة دماغ .. ابوكم وابو اللى جابكم.. لوك لوك لوك لوك ع الفاضي ... ولا شايفين منكم أبيض ولا أسود .!!" عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.