خاض المريض والصيدلي، شهورًا في "دوامة" اختفاء بعض الأدوية ورفع الأسعار؛ ليفاجأ الصيدلي قبل المريض، بظهور بعض الأدوية بعد اختفائها تحمل تاريخًا جديدًا بجانب تاريخي الإنتاج والانتهاء، وهو تاريخ التعبئة، ولكن الأكثر مفاجأة أن الفرق بين تاريخي الإنتاج والتعبئة عام كامل؛ ليتساءل المريض والصيدلي أين كان طوال هذه المدة؟ وهل وجود تاريخ تعبئة سيصبح روتينًا بعد ذلك؟ وخاصة أنه جاء بعد استجابة وزير الصحة لشركات الأدوية برفع أسعار عدد من الأصناف الدوائية؛ ردًا على ارتفاع سعر الدولار الذي أثر علي سوق الأدوية والمواد الخام والتصدير وقرر وزير الصحة بعد ذلك بعدم طمس السعر من علي عبوات الدواء حتى يباع الدواء قبل يناير من هذا العام بالسعر القديم للدواء ليخلق هذا القرار حالة من التذبذب ووضع سعرين لنفس الدواء في السوق. في البداية قال محمد أشرف، سكرتير عام شعبة الدواء بالغرف التجارية، إن وجود ثلاثة تواريخ على علبة "الإسبرين" مجم 100؛ لحماية القلب شكل غير معتاد لكنه ليس خطأ, من الممكن أن يكون قرارًا وقائيًا لكنه غير مطلوب. وأضاف "أشرف"، أنه لابد أن يرتبط تاريخ الإنتاج بتاريخ الصلاحية وليس التعبئة، لأن بذلك من الممكن أن تضيع الشركات فترة كبيرة من صلاحية المنتج، وهذا ما حدث مع "الإسبرين"، فتاريخ الإنتاج المدون يناير 2016 والتعبئة في فبراير 2017 أي سنة وشهر من الإنتاج وبينما تاريخ الانتهاء في يناير 2019 الذى من المفترض يكون بعد سنتين من تاريخ الإنتاج أى يدون يناير 2018 على العلبة. وتابع: أن هذا نوع من التحايل لدى مصانع وشركات الدواء؛ تزامنًا مع تطبيق التسعيرة الجديدة، إضافة إلى أنه من الممكن أن يكون تسويقًا لمنتج تم حجبه عن البيع. وأكد سكرتير الشعبة، أنه تم تطبيق التسعيرة الجديدة على 3010 أصناف دواء لدى الشركات، وحتى الآن تم تسليم 70 % من قوائم الدواء المطبق عليها التسعيرة الجديدة إلى الوزارة بينما تبقى 30% لم يتم الإعلان عنهم. وتعجبت شادية ثابت، عضو لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، من تواجد تاريخ للتعبئة علي عبوات أدوية الأسبرين في السوق بعد اختفائه لعدة شهور، موضحة أن من المعتاد وجود تاريخ الإنتاج وتاريخ الانتهاء لكن تاريخ التعبئة هذا جديد. وطرحت "ثابت"، عدة تساؤلات وخاصة بعد أن تبين أن هناك فارقًا عامًا كاملًا بين تاريخي الإنتاج والتعبئة قائلة: "لصالح من ظهور تاريخ التعبئة؟ وهل هو تحايل علي القانون؟ وأين كان طالة هذا العام؟ وهل كان محجوب عن المريض من شركات الأدوية؟ وهل سيكون صحيًا بعد عام من عدم التعبئة؟ وهل سيصبح ذلك الروتين الطبيعي بعد ذلك لكل الأدوية؟". وتابعت: أن كل هذه التساؤلات يجب طرحها علي اللجنة ومناقشتها مع الحكومة لمعرفة الإجابات، مشيرة إلى أنه يجب دراسة هذه المشكلة من قبل اللجنة للوصول إلى الإجابات.