سعي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تصنيف جماعة "الإخوان المسلمين" ضمن الجماعات الإرهابية، دفع العديد من المؤسسات والمنظمات الدولية إلى تحذيرها من خطورة ذلك، لأنه سينتج عنه منح تنظيم "الدولة" و"القاعدة" مادة إضافية للدعاية وتجنيد أتباع جدد لهما، وتنمية التطرف عالميًا. وكان تقرير صادر عن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه"، حذر من أن "تنصيف إدارة ترامب الجماعة سيضعف قيادة الإخوان وموقفها ضد العنف ويمنح تنظيم "الدولة" و"القاعدة" مادة إضافية للدعاية وتجنيد أتباع جدد لهما خاصة لضرب مصالح الولاياتالمتحدة، وقد يدفع الحركة نحو أحضان تنظيم الدولة "داعش". ولفت التقرير إلى أن" التنظيم لديه فروع في الأردن والكويت وتونس والمغرب وأن أي خطوة باتجاه تصنيف الجماعة إرهابية، قد تؤدي لزعزعة الوضع السياسي الداخلي وتغذي روايات التطرف وتشعل الغضب في كل أنحاء العالم الإسلامي". وجاء فيه أيضًا أن "جماعة الإخوان المسلمين تحظى بدعم واسع في أنحاء شرق وشمال إفريقيا فيما سينظر الكثير من العرب والمسلمين حول العالم للخطوة إهانة لجوهر دينهم وقيمهم الاجتماعية". سامح عيد، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أكد أن "تصنيف الولاياتالمتحدةالأمريكية لجماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية ربما يترتب عليه تحقيق ما ذهبت إليه تقارير بعض المؤسسات والمنظمات الدولية بأن ذلك سيؤدي إلى زيادة التطرف أو الانضمام أعضائها لجماعات أخرى متطرفة". وقال عيد إن "تلك المؤسسات والمنظمات تخشى أن يتكرر سيناريو أسامة بن لادن، زعيم "القاعدة" الراحل، لا سيما بعد الدعم التي قدمته أمريكا له، وبمجرد انتقاده والتخلي عنه نفذ عمليات تفجيرية كثيرة ضدها؛ لذا هم يخشون أن يتكرر ذلك مع الجماعة". وتساءل عيد في تصريحات إلى "المصريون" عن الفوائد التي ستتحقق لأمريكا في حال تصنيفها ضمن الجماعات الإرهابية، سوى الإضرار بمصالحها وسياساتها الداخلية. وأوضح، أن "هذا ليس هو الأخطر الأوحد بالنسبة لأمريكا، ولكن المسألة الأكثر ضررا لها الخلافات التي ستقع بينها وبين الدول التي تتواجد بها الجماعة بِأعداد كبيرة". وأشار إلى أن "أوربا ودولاً كثيرة غيرها لم تصنفها إرهابية وبالتالي ربما يؤدي إلى عداء بينها وبين تلك الدول". وحذر من أن "الإقدام على تلك الخطوة سيكون في صالح جماعة الإخوان؛ نظرًا لأنها متهمة دائما بموالاة أمريكا، وستؤكد بذلك وجود عداء بينها وبين الولاياتالمتحدة". إلى ذلك، يرى خالد الزعفراني، الباحث في الحركات الإسلامية، والقيادي الاخواني السابق، أن "الجهات والأجهزة الأمنية المسئولة بأمريكا وكذا المباحث الفيدرالية ستعد تقارير حول جماعة الإخوان المسلمين وفي النهاية ستجتمع حول رأي واحد، لتحدد ما إذا كانت إرهابية أم لا". وأوضح الزعفراني في تصريح إلى "المصريون" أن "ما ذهبت إليه بعض التقارير بشأن زيادة التطرف حال تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية، ناتج عن ضغط جماعة الإخوان على تلك المنظمات". واستبعد أن يكون تصنيف الجماعة سببا في زيادة نسن التطرف والإرهاب. وكان السيناتور الأمريكي "تيد كروز"، المرشح السابق في سباق الحزب الجمهوري لاختيار مرشح رئاسي، تقدم بمشروع قانون إلى الكونجرس، يهدف إلى اعتبار جماعة الإخوان منظمة إرهابية دولية، ووضعها على القوائم الأمريكية السوداء، ومنعها من العمل داخل الولاياتالمتحدة، وفرض عقوبات سياسية واقتصادية عليها. وانضم السيناتور "ماريو دياز بلارت" إلى زميله "كروز" في مشروعه، وطلب هو الآخر اعتبار الإخوان منظمة إرهابية خلال الفصل التشريعي الجديد، وأكد بلارت، أن الإخوان جماعة لا تزال تدعم التنظيمات الإرهابية المسئولة عن أعمال العنف حول العالم، ورأى السيناتور الأمريكي أن هذا التصنيف تأخر كثيرا، مشيرا إلى أن تصنيف الإخوان جماعة إرهابية خطوة مهمة لهزيمة الجماعات المتطرفة.