"نحن شعب يحب الموتى، ولا يرى مزايا الأحياء حتى يستقروا في باطن الأرض"، وصف رآه يوسف السباعي الأديب برتبة عسكري أنسب وصف لأهل "أرض النفاق" ليخرج السباعي في رواياته وأعماله عن المألوف ويصنع طابعًا خاصًا به يميزه عن أبناء جيله، واختلفت أقواله كذلك لتظهر شخصية السباعي المميزة والفريدة. "فأنا أعلم مشقة الكتابة عندما تعوزنا الرغبة فيها.. كما أعلم مشقة الصمت عندما نتلهف على الحديث "كلمات بسيطة تفوه بها الأديب العسكري ليبين أن الكتابة بالنسبة له أكثر من مجرد كلمات بل هي حياة وحالة يعيشها. يوسف السباعي الشخص الذي جمع بين مهنتين وجه الشبه الوحيد بينهما النظام والاهتمام بأدق التفاصيل، التحق السباعي بالكلية الحربية ليتدرج بعد ذلك لعدة مناصب لشغل منصب مدرس بالكلية الحربية ثم مديرًا للمتحف الحربي وصولًا لمنصب عميد الكلية، ومن حيث الشق الثاني من كيانه وهو الأدب تولي عدة مناصب أبرزهم وزير الثقافة ونقيب الصحفيين ورئيس مؤسسة الأهرام. جاءت تكوين شخصية "جبرتي العصر" اللقب الذي أطلقه نجيب محفوظ عليه تأثرًا بوالده محمد السباعي الكاتب والمترجم الذي كان يرسل لابنه المقالات الأصلية ليتم جمعها وكان لوفاة والده وهو في الرابعة عشر من عمر عامل علي شخصيته فبعد أن مر بحالة اضطرابات نفسية بسبب وفاة والده جاء ذلك عليه بحب الحياة والنشاط والحيوية وخوفه من أن يمر ابنه بنفس التجربة المريرة. أعماله بدأ السباعي طريقه الأدبي بعد تحويل رسوماته الخاصة لمجلة للمدرسة، ونشر بها أول قصة له بعنوان "فوق الأنواء"، وبدأ يساعده الكتاب لنشر قصصه بالمجلات الأسبوعية، ومن أبرز أعماله أنه أسهم في إنشاء نادي القصة وجمعية الأدباء ونادي القلم الدولي واتحاد الكتاب، كما أنه أكمل قصة والده التي جاء الموت نهاية لها ولم يستطع إكمالها وأنهاها السباعي ونشرت تحت عنوان "الفيلسوف". وأبرز رواياته كانت "نائب عزرائيل، أرض النفاق، إني راحلة، البحث عن جسد، بين الأطلال، رد قلبي، والكثير غيرها من القصص والروايات، وتحولت بعض رواياته لأفلام عربية حازت علي تقدير كبير. جوائزه وحصل السباعي على عدد من الجوائز منها: جائزة الدولة التقديرية في الآداب، وسام الاستحقاق الإيطالي من طبقة فارس، وحصل على جائزة لينين للسلام، ومنح وسام الجمهورية من الطبقة الأولي من جمهورية مصر العربية، كما فاز بجائزة وزارة الثقافة والإرشاد القومي عن أحسن قصة لفيلمي "رد قلبي"و"جميلة الجزائرية"، وأحسن حوار لفيلم رد قلبي وأحسن سيناريو لفيلم "الليلة الأخيرة". وفاته كان مؤمنًا أن الأدب له دور كبير في السلام وكانت هذه فلسفته في الكتابة ولذلك لقبه توفيق الحكيم ب"رائد الأمن القومي"، ولكن كان ذلك وتأييده للرئيس الراحل أنور السادات بعقد اتفاقية السلام مع إسرائيل الهدف الأساسي من اغتياله بقبرص عن عمر ناهز ال60 عامًا ليترك أقواله وأفعاله هي ما تحكم عليه وتدونه في تاريخ الأدب.