استبعد سياسيون وخبراء أن تؤدي الأزمة السورية إلى إحداث توتر في العلاقات بين تركيا وإيران، وذلك رغم وجود خلاف بين البلدين تجاه هذه الأزمة. وأكد السياسيون والخبراء - في ندوة ألكترونية نظمها اليوم /الاثنين/ مركز الدراسات العربي الأوروبي ومقره باريس ، وأديرت حواراتها من العاصمة الأردنية عمان - حرص تركيا وإيران على استقرار العلاقات بينهما نظرا لوجود مصالح استراتيجية مشتركة بين الدولتين الجارتين. ومن جانبه، استبعد مستشار الرئيس التركي أرشاد هرمزلي حدوث توتر بين البلدين بسبب الملف السوري نظرا لأن الموقف التركي والإيراني واضح بشأن الأزمة السورية منذ البداية، مشيرا إلى أن هناك حديثا مع القيادة الإيرانية في هذا الشأن بصورة واضحة وشفافة. كما أشار إلى أن الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لإيران مؤخرا وتم خلالها تناول جميع القضايا المتعلقة بالملف السوري وأيضا النقاش حول الملف النووي الإيراني، مؤكدا اهتمام بلاده بإيران باعتبارها دولة مهمة وجاره تولي تركيا اهتماما لأن تكون العلاقات مستقرة معها. وبدوره، قال الخبير السياسي الأردني الدكتور نصير الحمود "إنه من غير المستبعد أن تتأثر العلاقات سلبا بين أنقرة وطهران بسبب الأزمة السورية، وإن كان هناك خلاف بين البلدين يشتمل على اتهامات تركية لإيران بإذكاء البعد الطائفي في العراق فضلا عن دعم النظام الحاكم في دمشق، إلى جانب تغليب قوة حزب الله على الحكم المدني في لبنان القائم على أساس ديمقراطي". وأضاف: أن تركيا قد تلجأ لإقامة منطقة عازلة شمال سوريا لضمان لجوء السوريين إليها طلبا للحماية والأمن.. وهو الأمر الذي قد يصيب علاقة أنقرة وطهران بالتشنج، على حد وصفه. وأشار الدكتور محمد شريعتي،مستشار الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي إلى أن هناك اختلافا في وجهات النظر بين تركيا وإيران حول الملف السوري، لافتا إلى أن الخلافات بين البلدين كادت أن تلغي مؤخرا اجتماعا بين إيران ومجموعة (5+1) حول الملف النووي الإيراني. وأعرب عن اعتقاده بأن إيران تحتاج تركيا، كما أن تركيا تحتاج إيران في الأوقات العصيبة، مشيرا إلى أن إعلان أنقرة من أنه لا مناص لتركيا من شراء الغاز والنفط الإيراني قد خفف من الأجواء المتوترة بين البلدين بسبب الأزمة في سوريا. وتوقع شريعتي أن يشتد موضوع سوريا في الأيام المقبلة، مرجحا إمكانية أن تتخذ تركيا موقفا حاسما بل وصارما تجاه التجاوزات السورية على الحدود التركية.