يفد الكثير من السياح على مخيم بئر الجبل بواحة الداخلة بمحافظة الوادي الجديد من دول غرب أوروبا، بالإضافة إلى عدد من الباحثين عن علاج للجلدية والبشرة وآلام المفاصل والعظام والسكر والضغط والقلب وغيرها من الأمراض المزمنة التي استطاع هذا المخيم توفير العلاج لها من الطبيعة المحيطة به دون وجود أعراض جانبية. يقول ياسر العمدة، أخصائي العلاج بمخيم بئر الجبل، إن المخيم في الأساس هو قرية سياحية تم تشييدها على الطراز البيئي بجوار مناطق الكثبان الرملية والمرتفعات، وتم تصميمها بالخامات البيئة ويوجد بها بئر مياه ساخن يعمل على مدار اليوم نستفيد منه لعلاج المرضى كما تروى منه الحقول المجاورة لنا. وأضاف أنه بخلاف السياحة العلاجية فإن المخيم يوفر أنواعًا عديدة من السياحة، فهناك رحلات السفاري بسيارات الدفع الرباعي في مناطق الكثبان الرملية، فضلاً عن رياضة التزلج على الرمال، والقيام بجولات بالجمال في الصحراء الشاسعة المحيطة بالمخيم والاستمتاع بالحفلات البدوية الرائعة خلال فترة الليل. وأوضح أن مياه البئر الساخنة الموجود به لها فوائد عديدة خاصة لكبار السن والذين يعانون من الأمراض الجلدية وآلام العظام، فالمياه المتفجرة من باطن الأرض تحوى العديد من المعادن الكبريتية، كما أنها درجة حرارتها تزيد على 70 درجة مئوية، مما يجعلها مناسبة لعلاج أمراض الجهاز العضلي الهيكلي والأمراض الروماتيزمية والجلدية. وأشار إلى أن المياه تساهم في العمل على اتساع الأوعية الدموية وتجديد الدم الواصل بداخلها، بالإضافة إلى علاج أمراض التهابات وتآكل المفاصل وفقرات العمود الفقري. وأكد العمدة أن المخيم يساهم أيضًا في علاج الحالات التي تعانى من زيادة الكهرباء في المخ، وذلك عن طريق المشي حافيًا على القدمين على الرمال الساخنة لمدة ساعة أو أكثر مما يساهم في تفريغ الشحنات الكهربائية الزائدة في المخ والتي تؤدى إلى حالات التشنج والصرع، لافتًا إلى أن المخيم يقدم خدمة التداوي بالأعشاب المتوفرة في الواحات، فهناك الأشجار البرية كالدوم والكركديه والسنط وغيرها من النباتات والأشجار الأخرى التي يتم تقديمها في صورة مشروبات ساخنة لعلاج عدة أمراض مزمنة كالقلب والسكر والضغط. وتابع أنه بالرغم من الخدمة الطبية الهامة التي يقدمها المخيم، فضلاً عن مساهمته في تنشيط السياحة بالواحات إلا أنه خلال الفترة الأخيرة شهد تراجعًا كبيرًا في أعداد السياح الوافدين إليه، وذلك بسبب قلة الوفود السياحية في مصر عمومًا.