إعلان عمر سليمان الترشح بعد إعلان اعتذاره وقوله إنه يستجيب للشعب وذلك بعد مسيرة العباسية يوم الجمعة، كان متوقعًا والجميع فهم اللعبة ولم ينطل عليه الاعتذار.. وبث التليفزيون المصرى خبرًا ليلة الجمعة بتنازل الشاطر وشفيق له، وهو ما كذبه الاثنان، يعنى أن عمر سليمان مرشح مهم للغاية.. نستطيع أن نقول إنه مرشح النظام وحظوظه لا يستهان بها، هذا إن كانت مجرد حظوظ فقط وليست تدخلات فى نزاهة الانتخابات لتجيير النتيجة لصالحه. سليمان ترشح بعد تمثيلية الاعتذار بناء على ثقة كبيرة بأنه أول رئيس بعد الثورة.. ظهوره بهذه القوة يكشف أنه لم يكن أبدا منذ بيانه القصير بتنحى مبارك خارج الصورة.. ربما كان يدير اللعبة من وراء ستار متكئا على قامته الاستخبارية الكبيرة، فيقينا له خيوطه التى تربطه بأجهزة المعلومات، ويقينا أن رجلا مثله قضى سنوات طويلة على رأس واحد من أهم وأقوى الأجهزة الأمنية فى الشرق الأوسط لن يترشح ليخسر. الظهور القوى لعمر سليمان يجعلنا نتشكك فى مسئولية جهة ما عن الدمار النفسى والتخريبى الذى لحق بمصر خلال الشهور الماضية.. وعن مطاردة المرشحين بمعلومات عن أنسابهم وكشفها فى الوقت الحاسم الذى لا يمكن للمرشح أن يعالج آثاره، كما حدث مع أبو إسماعيل والعوا وربما يحدث للشاطر بعد الموانع القانونية التى تم التحدث عنها، وأيضًا مع عمرو موسى وعبدالمنعم أبو الفتوح. نلاحظ أن المرشحين الذين تم استهدافهم هم الأكثر شعبية وقوة وحظوظًا، وأما الباقون فلم تطالهم أى معلومات لأنهم بالفعل خارج دائرة المنافسة. لا يمكن ذلك الذى تم تسريبه عن والدة الشيخ حازم – سواء كان صحيحا أم كاذبا – أن يخرج من أشخاص عاديين أو متطفلين.. واضح أن جهازا معلوماتيا أمنيا يملك المفاتيح وأدارها ليفتح بها باب الإثارة التى حدثت فى الأيام الأخيرة والعواجل التى ملأت الفضائيات حول ذلك المرشح الذى أظهر شعبية هائلة. هذا الجهاز المعلوماتى يملك من الاتصالات والتأثير ما يدعم به حظوظ عمر سليمان، الذى يمكنه أن يخرج بنصيب الأسد من محافظات الصعيد بدوافع قبلية وعشائرية ومناطقية، فيما يفتقد الإخوان قاعدة شعبية موازية فى تلك المناطق. اللعبة بدأت وستنتهى بغير القواعد الديمقراطية التقليدية، والرجل الشهير الذى ظهر وراء عمر سليمان عندما ألقى بيان تنحى مبارك، قد يظهر وراءه مرة أخرى وهو يقسم اليمين.. إحدى الصحف التى نشرت تفاصيل اعتذار سليمان عن الترشح قبل أن يعود عنه، ذكرت أن شخصية كبيرة فى المجلس الأعلى للقوات المسلحة تكرهه لأنه كان سدا بينها وبين الرئيس المخلوع. وضح أنهم بذلك يحاولون تقديمه بأنه مرشح ضد رغبة المجلس العسكرى، وواضح أن ذلك جزء من اللعبة.. فقد أعلن سليمان أنه سيخوض انتخابات رئاسة الجمهورية تلبية لنداء الشعب وليحقق أهداف الثورة! من الذى أخرج فى وقت واحد التظاهرات فى القاهرة والمحافظات من أجل سليمان كأنه عبدالناصر فى يومى 9 و10 يونيه عام 1967؟! [email protected]