أعتقد أن إقامة أى بطولة رياضية فى هذا التوقيت لن تكون ناجحة، والسبب ليس، لا سمح الله، عدم وفاء الأندية بمتطلبات الأمن أو لإعلان الحداد الكروى أو لوجود فراغ إدارى فى اتحاد الكرة، وإنما السبب الأول هو أن الرأى العام مشغول الآن بأقوى بطولة فى تاريخ الرياضة والسياسة والإعلام المصرى ألا وهى بطولة كاس الرئيس ! فقد فاجأ الإخوان الرأى العام بالإعلان عن خوض انتخابات الرئاسة، على الرغم من إعلان المرشد العام فى مواقف عديدة أنهم لن يخوضوا الانتخابات الرئاسية مهما كانت الضغوط، وهو موقف يذكّرنى بمقاطعة الأهلى للأنشطة الرياضية وأى بطولات كروية فى وجود اللجنة الحالية، وهو قرار بلا معنى؛ لأنه ببساطة لا توجد بطولات، ولو وُجدت فإن الإخوان "الأهلاوية" سوف يتراجعون عن قرارهم ويشاركون فى البطولة، ليس طمعًا فى الفوز، ولكن حتى لا يتركوا الساحة للإخوان "الزملكاوية" الذين يستعرضون عضلاتهم وقوتهم فى الآونة الأخيرة بميدو وشيكابالا ورزاق والبلدوزر، وهو ما ظهر فى مبارياتهم الودية وطلباتهم المادية المليونية، وربما يظهر فى صراع رئاسة اتحاد الكرة بجمع التوقيعات للملياردير ممدوح عباس ابن السنبلاوين. كما أن الإخوان الأهلاوية قد يتراجعون عن قرارهم أيضًا بسبب ضغوط الرعاة، وبحجة الخروج من الأزمة المالية والوفاء بعقود النجوم المليونية وعدم إغضابهم ، وهو ما يدفع "المبرِّرون" إلى الدفاع عن القرار تمامًا كما حصل مع "الإخوانجية" ! وقد زادت حلاوة بطولة الرئاسة، خاصة أنه يشارك بها أبطال من الزمن القديم أمثال عمرو موسى وأحمد شفيق ، فيما يتصارع من القوى الجديدة الشاطر وأبو إسماعيل والعوا وأبو الفتوح ، وهؤلاء يلعبون أقوى مباريات " الدربي"، فكل منهم يطمع فى الفوز باللقب، ويلعبون بقوة وحماس، ويعتبرون أن الأهم ليس الفوز باللقب بقدر منع الآخر من حمل كأس الرئاسة، حتى لو ذهب لأى فصيل آخر!، وهو نفس الحال الموجود بين الفرق التى تتواجد فى مدينة واحدة، وتتنافس على الزعامة !! حلاوة بطولة الرئاسة أنها تقام لأول مرة ، ويتابعها الرأى العام باهتمام بعدما سقطت بعض الأقنعة فى بطولة "الدستورية"، حيث طمع الأبطال الجدد الذين شاركوا فى البطولة مؤخرًا فى الفوز بالمقاعد، بغض النظر عن استبعاد كفاءات وشخصيات أفضل فى هذه البطولة التاريخية، التى تقام لثالث مرة فى تاريخ مصر، بعدما أقيمت لأول مرة سنة 23، ثم فى أوائل الثمانينيات. ولكن يبدو أنهم يعوضون كل عمليات التزوير التى جرت ضدهم على مدار سنوات طويلة؛ ولذا زاد وطيس دورى الرئاسة بين المتنافسين بعد تراجع "الإخوان" عن المقاطعة ، وإثبات أن "الغاية تبرر الوسيلة" وأن ما حدث من تصريحات لفضيلة المرشد عن عدم ترشيح الإخوان لمرشح كان مراوغة سياسية و"ترقيصة " تكتيكية، وإشراك الشاطر فى الوقت القاتل لتسجيل هدف يمنحهم لقب البطولة، وجمع كل المقاعد، على من الرغم أن الإسلام حضَّنا على الوفاء بالعهود وعدم التراجع عنها ، وشجع المسئول على الأمانة مع الرعية، وهو ما لم يحدث منهم، خسروا مصداقيتهم، وإن فازوا بكل البطولات. ويا لَلأسف خسر الإخوان مصداقيتهم فى الشارع الكروى والسياسى، وأطالبهم من الآن بتغيير شعارهم إلى الشعار الشهير للعبقرى أكرم الشاعر، الذى قال: "المصرى فوق الكل" إلى "الإخوان فوق الكل"! ، وخلاص محدش يقول "قال الله .. وقال الرسول منكم"؛ لأن ما فعلتموه "لعب سياسة" مش أخلاق دينية، إذًا فلا يجب أن تحدثونا بالدين، وأنتم تخدعوننا .. كفاية أحبطمونا!