عندى ثلاث ملاحظات حول ترشيح المهندس خيرت الشاطر لرئاسة الجمهورية, بداية يحق للشاطر مثل أى مواطن مصرى الترشح لأى منصب بما فيها رئاسة الجمهورية, كما أن الشاطر دفع من حريته ثمنًا لقناعاته, عندما جرى سجنه أثناء نظام مبارك وقبلها فى فترتى حكم عبد الناصر والسادات, فإذا انتهينا مما سبق فإن ملاحظاتى الثلاث على ترشيح الشاطر هى: 1- يعلم المهندس خيرت الشاطر أن الشعب المصرى أسقط بثورته دولة رجال الأعمال الذين جمعوا المال بالسلطة, وكان منصب الوزير هو أقصى صعود لرجال الأعمال فى دولة مبارك, لكنهم لم يصلوا إلى رئاسة الوزراء أو رئاسة الجمهورية, وعانت مصر طوال العقدين الماضيين من الفساد الذى نشأ بسبب تزاوج السلطة والمال, والسؤال هو: كيف تجاهل رجل الأعمال خيرت الشاطر ثورة المصريين ضد رجال الأعمال حتى يعلن ترشحه للرئاسة, ولعل المكون الرئيسى لشخصية الشاطر هى التجارة والبيزنس وإدارة الأموال, فليس هو المناضل الدائم كزميله فى الجماعة عصام العريان, كما أنه لا يتمتع بالثقافة الرفيعة والعمق المعرفى التاريخى للدولة المصرية مثل زميله المفصول من الجماعة د.أبو الفتوح, حيث كان - ولا يزال - الشاطر هو السند والداعم الاقتصادى الأول لجماعة الإخوان المسلمين, فكان الذراع الاقتصادية للجماعة مثلما كان المهندس أحمد عز هو الذراع المالية والاقتصادية للحزب الوطنى. تعالوا نفترض فوز المهندس الشاطر بالمنصب, وأصبح رئيسًا للجمهورية, فكيف سيتعامل مع ولائه الإخوانى العظيم, وماذا سيفعل لتنمية ثروة الإخوان وإمبراطوريتهم الاقتصادية, ونحن اكتوينا من صعود رجال الأعمال إلى الوزارة فقط, فكيف عندما يصل رجل الأعمال إلى منصب رئيس الجمهورية؟, إنها المفسدة الأعظم فى ظل غياب الضوابط والقواعد المنظمة لذلك؟ ثم ماذا إذا تعارضت المصلحتين الاقتصاديتين, مصلحة الإخوان ومصلحة مصر, فإلى أيهما سوف ينتصر؟.. المؤكد أنه سوف ينتصر لجماعته حيث قال مرشد الإخوان إن منصب المرشد أعلى من منصب رئيس جمهورية مصر، وبالتالى الجماعة أعلى من مصر؟. 2-الملاحظة الثانية: ما الذى سيدفع الناخب لاختيار الشاطر رئيسًا للجمهورية, فليس هو المناضل الذى أشعل ثورة غيرت منطقة بأسرها مثل جمال عبد الناصر, كما أنه لا يتمتع بكاريزما السادات وانتمائه لثورة يوليو, ولم يكن بطلاً من أبطال أكتوبر, كما أنه ليس بالمفكر كالعوا والقرضاوى, كما أنه ليس السياسى المناضل المثقف مثل د.أبو الفتوح, وكلما ورد اسم الشاطر إلى ذهنى فإنه يسحب تفكيرى إلى منطقة رجال الأعمال وتحديدًا التجارة, فالشاطر لم يكن يومًا ما من الصناع الذين أسسوا مشروعاتهم الصناعية لنهضة البلاد, بل كان ولا يزال مستوردًا لمنتجات وسلع أجنبية, أى يستنزف العملة الصعبة من داخل مصر, كما أن كل سلعة يتم استيرادها فإنها تغلق ورشة وتضيف عددًا للعاطلين. يجب أن يسأل الشاطر نفسه بوضوح: ما هى الصفة التى يريد أن يتقدم بها للشعب المصرى حتى ينتخبوه, فلا يكفى أن تكون منتميًا لجماعة أو تنظيم حقق الأكثرية البرلمانية حتى تضمن فوزك بالرئاسة؟. 3-الملاحظة الثالثة: بحكم الولاء الفكرى والتنظيمى فإن خيرت الشاطر قيادى بجماعة الإخوان (نائب المرشد العام رغم استقالته من الجماعة)، وولاؤه لها حتى النهاية، ومن ثم فإن فوز الشاطر برئاسة الجمهورية يطرح تساؤلاً مهمًا مفاده: أننا سنكون إزاء رئيس جمهورية سوف يتلقى التعليمات من جماعة الإخوان بديلاً عن الجماعة المصرية, ويستطلع رأى مكتب الإرشاد باستمرار، وبالتالى سيتحول منصب الرئيس فى مصر إلى أداة فى يد الجماعة ومرشدها لخدمة أغراضها وأهدافها. عزيزى المهندس الشاطر: هل لديك إجابة على الملاحظات الثلاث السابقة؟. [email protected]