د.محيي عفيفي: قضايا المسلمين تشغل اهتمامات شيخ الأزهر د.مصطفى الفقي: مؤتمر ميانمار خطوة غير مسبوقة للأزهر نحو دوره العالمي مفتي ميانمار: المؤتمر كشف حقائق مؤلمة للرأي العام العالمي د.حسام علم: احتضان الشباب ليس بغريب على الإمام الأكبر د.محمود الصاوي: دائمًا ما يسابق الزمن من أجل نزع فتيل الأزمات د.عبد الله رشدي: تاريخ حافل من تقديم يد العون للمستضعفين في كل مكان
مسلمو ميانمار لا يختلفون في صمودهم وتمسكهم بالإسلام كثيرًا عن القرون الأولى في صدر الإسلام، أو في زمن الأنبياء السابقين؛ حيث يعاني المسلمون هناك من قتل وتشريد واغتصاب وتنكيل بكل أنواعه؛ بسبب أنهم يقولون "ربنا الله"، ورغم كثرة الإدانات والبيانات التي تشجب، إلا أنها لم تعد تسمن ولا تغني من جوع. الأزهر الشريف هذه المرة قرر أن يتوقف عن الإدانات وأعمال الشجب ليطلق مبادرة دبلوماسية برعاية شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين ليجري حوارًا عالميًا بين ممثلي الديانات المختلفة بميانمار "بورما"، الذين يمثلون الأطراف المعنية بالصراع في ولاية راخين بميانمار والتي عقدت تحت عنوان: "نحو حوار إنساني حضاري من أجل مواطني ميانمار "بورما" بالقاهرة. في البداية، أكد د.محيي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن شيخ الأزهر يدعم كل المسلمين المضطهدين في الخارج، ويقف بجوارهم ليس فقط بالبيانات لكنه يدعم قضيتهم بكل ما أوتي من قوة، لافتًا إلى أن جلسات الحوار التي ستعقد غدًا الثلاثاء هي بادرة طيبة يسعى الأزهر من خلالها لإحلال السلام في ربوع الأرض. وأوضح أمين عام مجمع البحوث، أن أطراف الحوار سوف يجلسون للتباحث حول مشكلات المسلمين في بورما واحتياجاتهم من الأزهر الشريف، مبديًا فخره بما يقدمه الأزهر الشريف لمسلمي العالم وعلى رأسهم قضايا مسلمي بورما بالإضافة للقضايا العربية والإسلامية. من جهته، قال الدكتور مصطفى الفقي، الكاتب والمفكر السياسي، إن مبادرة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ورئيس مجلس حكماء المسلمين، بعقد مؤتمر عالمي جمع شباب وممثلي الديانات المختلفة تحت عنوان: "نحو حوار إنساني حضاري من أجل ميانمار "بورما"، خطوة تحسب للإمام الأكبر وللأزهر الشريف، وأنه تصرف غير مسبوق، وتصرف عصري ونقلة نوعية في مهام الأزهر الشريف، لأنه يسعى لحل مشكلات المسلمين وهذا هو دور الأزهر، مؤكدًا أن الأزهر يقف على أرض التسامح والتعايش المشترك. وأوضح الفقي، أن حديث الإمام الأكبر عن الديانة البوذية وعن بوذا حديث غير مسبوق أيضًا وسوف تكون لها آثار إيجابية في حل المشكلة، مطالبًا الدول العربية والإسلامية بأن تسعى لإطلاق مثل هذه المبادرات وأن تقف بجانب ميانمار بالحلول الدبلوماسية وليس أبدًا ببيانات الشجب والإدانة دون دراسة للموضوع على أرضية دولة بورما نفسها وليس داخل القاعات والمكاتب المكيفة. من جانبه، كشف مفتى ميانمار الدكتور عبدالسلام مينتين، عن حقيقة الأوضاع التي يعيشها المسلمون في بلاده، لافتًا إلى أنهم يعانون أشد المعاناة، وأن ما يتم بثه عبر الفضائيات الغربية جزء ضئيل من الواقع المرير، لافتًا إلى أن وضعهم سيئ للغاية، ولاسيما أن أعمال العنف والقتل والاضطهاد ضد المسلمين الأبرياء تتزايد يومًا تلو الآخر، معربًا عن سعادته بتبني الأزهر الشريف والدولة المصرية لمبادرة مثل هذه والتي نطمع في تحقيق نتائج إيجابية على المدى القريب. وأضاف مفتي ميانمار، أن الحكومة أصدرت قانونًا مؤخرًا للحد من الإنجاب خاصًا بالمسلمين فقط، حتى لا يكثر عددهم، لافتًا إلى أنه أطلع شيخ الأزهر على المأساة التى يعيشها المواطن المسلم فى ميانمار، وبحث سبل مساعدة مسلمي ميانمار وتوفير الدعم لهم فى مجالي التعليم والثقافة وغيرهما، منوهاً بأن مسلمي ميانمار يعانون منذ عام 1784، وأنه تم تهجير ما يقرب من 100 ألف مسلم منذ عام 2012. من جهته، علق الدكتور حسام علم، عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بالشرقية، على انطلاق أولى جولات الحوار بين عدد من الشباب الذين يمثلون الأطراف المعنية بالصراع في ولاية راخين بميانمار تحت عنوان: "نحو حوار إنساني حضاري من أجل مواطني ميانمار (بورما)"، بأن مثل هذه المبادرات تأتي في إطار المسئوليات الجسام التي تلقى على عاتق شيخ الأزهر بكونه إمامًا للمسلمين في العالم، لافتًا إلى أنها خطوة جديدة من خطوات مؤسسة الأزهر الشريف التي تسعى لاحتضان كل الأطراف المتناحرة في الدول التي يقطن بها مسلمون. وأوضح أن تبني شيخ الأزهر لهذه المبادرة بكونه رئيس مجلس حكماء المسلمين، أمر ليس بغريب عليه فهو يرعى الإسلام والمسلمين في كل مكان وأنه يحمل مسئولية لا يستطيع حملها سوى رجل يحمل الخير لكل الناس بمختلف عقائدهم ومذاهبهم. وقال الدكتور محمود الصاوي، وكيل كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن استضافة الأزهر لشباب بورما بمختلف معتقداتهم وألوانهم في هذا التوقيت صادف وقته؛ حيث إن الأزهر بقيادته وقاماته العظام لا يتأخرون أبدًا عن نصرة قضايا المسلمين وخاصة المستضعفين منهم، فوق أي أرض وتحت أي سماء، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة هي إحدى أهداف شيخ الأزهر الاستراتيجية الكبيرة التي لا يألو جهدًا في القيام بها ما تمهد له سبيل إلى ذلك. وأوضح وكيل كلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة، أن الأزهر دائمًا ما يسابق الزمن من أجل تصحيح صورة الإسلام وتوضيح المفاهيم المغلوطة التي بسببها يعامل المسلمون في بلادهم بهذه الصورة البشعة، لافتًا إلى أن الأزهر سرعان ما يستجيب لنداءات فهو يضم بين كلياته ومعاهده ما يقرب عن 40 ألف طالب وافد من أكثر من 100 دولة حول العالم، ويقدم لهم كل العون بكونهم سفراء الأزهر والإسلام الوسطي في بلادهم. من جانبه، قال الدكتور عبدالله رشدي، إمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة، إن الأزهر الشريف لا يكل ولا يمل من العمل لما فيه صالح البلاد والعباد منذ أكثر من ألف عام، تحت قيادة أئمة يتناوبون على قيادته وفق منهج وسطي حكيم، لافتًا إلى أن مسلمي بورما يحتاجون للدعم المعنوي قبل المادي، لافتًا إلى أن هذه خطوة طيبة من قلب طيب دائمًا ما يسعى لاحتضان كل الأطراف المتنازعة والمتناحرة بصرف النظر عن معتقداتهم أو مذاهبهم. وأضاف أن مسلمي بورما يحتاجون أن يروا إخوانهم من أهل الإسلام بجوارهم كتفًا بكتف ويدًا بيد، كما تعمهم الفرحة وتعلوهم مشاعر الاستقرار والفخار، وقد ضرب الأزهر الشريف في ذلك مثالاً يحتذى به، مطالبًا قادة العالم للاحتذاء بالأزهر الشريف وإمامه في ذلك، ليبقى شعارنا دومًا "الأزهر قادم، والله أكبر وتحيا الأزهر".