قررت جماعة "الإخوان المسلمين" تأجيل اجتماع مجلس الشورى، المقرر عقده اليوم، إلى الثلاثاء القادم، والذي سيتم فيه مناقشة الأزمة الخاصة بمرشح الجماعة فى انتخابات الرئاسة المقبلة. وقال الدكتور محمود غزلان، عضو مكتب الإرشاد والمتحدث الإعلامى باسم الجماعة، ل"المصريون" إن قرار التأجيل لدراسة كل السبل والوسائل وطرح المزيد من المناقشات للخروج بالقرار الأنسب والأفضل للجماعة. وتشهد جماعة "الإخوان المسلمين" حالة من الغليان والحراك المتواصل، للتوصل إلى مرشح توافقى يلقى قبول القوى الإسلامية والصف الإخوانى على حد سواء، لدعمه فى انتخابات الرئاسة المقبلة المقرر لها شهر مايو المقبل. ويجتمع مجلس شورى الجماعة الثلاثاء المقبل، بمقر الجماعة فى المقطم، فى اجتماع طارئ ثان، لمناقشة الأزمة التى تواجه الجماعة فى اختيار مرشحها لرئاسة الجمهورية، ومراجعة القرار الصادر فى أعقاب ثورة 25 يناير المجيدة بعدم ترشيح أو دعم أى مرشح ينتمى للجماعة، بعدما واجهت أزمة فى عدم الاتفاق حتى الآن على مرشح لها فى الانتخابات، فى ظل رفض عدد من الشخصيات العامة الترشح، وعدم وجود مرشحٍ تقبل به الجماعة. وشهدت الأيام القليلة الماضية إعادة طرح الجماعة دعم عدد من الشخصيات العامة، أهمها المستشار طارق البشرى، الفقيه الدستورى ورئيس لجنة التعديلات الدستورية، الذى اعتذر لكبر سنه، والمستشار حسام الغريانى، رئيس المجلس الأعلى للقضاء الذى اعترض لعدم رغبته فى الترشح، وهو نفس السبب الذى اعتذر بسببه المستشار أحمد مكى، نائب رئيس محكمة النقض السابق وشيخ القضاة. فضلاً عن أسماء كانت مرشحة ولاقت اعتراضًا من داخل الصف الإخوانى منهم الدكتور نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية، ومنصور حسن، وزير الإعلام الأسبق فى عهد السادات، وباسم خفاجى، المفكر الإسلامى. وتلعب الجماعة بآخر مرشح لها الذى من المقرر أن يعلن موقفه النهائى الخميس عقب مثول الجريدة للطبع، وهو المستشار محمود مكى، نائب رئيس محكمة النقض وأحد القاضيين الذين أحيلا إلى الصلاحية فى 2005، وكان سببًا فى أزمة النظام مع القضاة. إلى ذلك، قال الحسين عبد القادر البسيونى، مسئول الاتصال السياسى بحزب الحرية والعدالة، إن هناك ضغوطًا كبيرة تمارَس على الحزب والجماعة للدفع بمرشح إخوانى للرئاسة، مؤكدًا أن الحزب لو لم يصل إلى نقطة فاصلة فى قضية الرئاسة فسوف يترك الحرية لأعضائه فى الاختيار وهو أحد الحلول أمام الجماعة والحزب. وأشار إلى أن الحزب يعقد لقاءات ومشاورات بشكل مستمر مع حزب النور السلفى، من أجل التوصل إلى اختيار موحّد فيما بينهما؛ وذلك لأن الحزبين يدعمان وجود مرشح إسلامى، وهو نابع من حرص الحزبين على عدم تفتيت الأصوات؛ لذا رأوا أن التوافق هو الأصلح خلال الفترة الحالية، منوّهًا إلى أن حزب النور كان قد اقترح الدفع بالمهندس خيرت الشاطر. وألمح البسيونى إلى أن جماعة الإخوان بها العديد من الأسماء صاحبة الكفاءة مثل الدكتور سعد الكتاتنى، والدكتور عصام العريان والدكتور محمد مرسى، وحسن مالك، وغيرهم ولكن الأمر لم يُحسم بعد. من جهته، أكد محمد نور المتحدث الإعلامى لحزب النور استمرار المشاورات رفيعة المستوى بين جماعة "الإخوان" وحزب "الحرية والعدالة" من جانب و"الدعوة السلفية" وحزب "النور" من جانب آخر لحسم مسألة وجود مرشح مؤيد من الطرفين لخوض انتخابات الرئاسة؛ باعتبار أن اختلاف الطرفين على مرشح قد يسمح بتفتيت الأصوات بشكل يضر بهما معاً. وقال شريف فراج القيادى، بحزب "النور" إن المشاورات التى تتم بين حزبه والحرية والعدالة تتم من قِبَل أشخاص معينين وبدون علم القيادات، واصفًا البحث عن مرشح غير حازم صلاح أبو إسماعيل الذي يحظى بتأييد واسع داخل الحزب بالعناد السياسى والحماقة السياسية على حد وصفه، متسائلاً: لماذا أبحث عن شخصية غير أبو إسماعيل؟، وهل سنجد من الشخصيات مَن تمتلك أرضية شعبية مثل أبو إسماعيل؟، لافتًا إلى أن الشيخ يدعمه معظم طوائف الشعب المصرى حتى حركة 6 إبريل. وقال فراج: "لو أراد الحزبان البحث عن مرشح توافقى فليأتوا بمَن أكفأ من أبو إسماعيل أو على الأقل مثله، وهو المتوافر فى المهندس خيرت الشاطر فقط".