تفجير الكنيسة البطرسية الذي وقع مؤخرًا، دفع وزارة التربية والتعليم لتبني مبادرة أطلقت عليها "أديان السماء.. لا للعنف لا للدماء"، تهدف إلى تلاوة آيات من الإنجيل بجانب القران، من أجل دعم الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط، وهو ما لقي استحسان عدد من الأزهريين، الذين يرون أن تلك المبادرة ستؤدي إلى إعادة اللحمة بين المواطنين، لكنهم في الوقت ذاته حددوا عددًا من الشروط لتنفيذ تلك المبادرة. وكشف بشير حسن، المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم، عن نية الوزارة تفعيل قراءة آيات من الإنجيل بجانب القرآن خلال الطابور المدرسي في كافة أنحاء الجمهورية. وقال إن ذلك يأتي كمبادرة من الوزارة لنبذ العنف ومحاربة الإرهاب بشتى صوره تحت عنوان "أديان السماء.. لا للعنف لا للدماء"، وذلك عقب تفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية الذي راح ضحيته 24شخصًا وأصيب خلاله العشرات. الدكتور عبد الحليم محمد منصور، وكيل كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، قال إنه "لا يوجد مانع من قراءة بعض من نصوص الإنجيل في طابور الإذاعة المدرسية، لكن بشروط وضوابط معينة يجب اتباعها". وأضاف منصور ل "المصريون"، أن "النصوص التي سيتم تلاوتها على مسامع الطلبة، يجب أن تحث على السماحة والتقارب، إضافة إلى تدعيم فكرة التعايش السلمي بين جميع المواطنين". وأوضح أن "الأجزاء التي يتم اختيارها يجب أن تدعو لحفظ النفس والأخلاق، وأيضًا ما يتعلق منها بحفظ الأموال والأنساب، بالإضافة إلى " النصوص التي تدعم اللحمة بين المواطنين جميعًا". وأشار وكيل كلية الشريعة والقانون إلى ضرورة الابتعاد عن النصوص التي يترتب عليها حدوث العديد من المشكلات، أو إحداث فرقة وانقسام بين أبناء الوطن، لافتًا إلى "أننا كمسلمين نقرأ نصوصًا من الإنجيل، وأيضًا الأقباط يقرأون نصوصا من القرآن؛ لذلك لا يوجد مانع من تنفيذ تلك الفكرة". وفي نفس السياق، قال إبراهيم محمود عبد الراضي، أحد أئمة الأزهر، إن "تلاوة نصوص من القرآن الكريم والإنجيل أثناء الإذاعة المدرسية، سيكون له تأثير إيجابي على التلاميذ، كما ترسخ لديهم حب الوطن والانتماء له"، مؤكدًا أن "جميع الأديان تدعو إلى نبذ العنف، وإفشاء السلام بين الجميع". وأضاف أن "كل الأديان السماوية ترفض العنف وتؤكد على الحب والتعاون وحب الوطن"، مشيرًا إلى أن "الإرهاب أعمى البصر ولايفرق بين مسلم ومسيحي أو مسجد وكنيسة، وعلى جميع أفراد المجتمع أن يتحدوا في مواجهة الإرهاب". وأوضح عبد الراضي في تصريحه إلى "المصريون" أن النصوص التي توافق القران الكريم في أحكامه، هي الأولى بتلاوتها على الطلبة بالطابور الصباحي. وتابع: "لابد من اختيار النصوص التي تدعو إلى نبذ العنف والتطرف، وأيضًا التي تحث التلاميذ على الالتفاف حول دينهم ووطنهم، وتدعم الوحدة الوطنية". وأشار عبد الراضي إلى ضرورة الابتعاد عن النصوص والأجزاء، التي قد تؤدي إلى الانقسام والفرقة، أو التي تدعم الأفكار المتطرفة، مشددًا على اختيار النصوص بعناية ودراستها قبل تلاوتها على مسامع التلاميذ.