بعض نواب الشعب يبحثون عن رضاء جماهير كرة القدم المتعصبة، ويفعلون ما يرضيهم طلبا لأصواتهم الانتخابية ويقاتلون دفاعا عن الباطل، ويتناسون أن الفتنة نائمة، لعن الله من أيقظها. وقد أدت فتنة نواب البرلمان أو نواب الكرة – سمهم كما شئت – إلى ظهور مجانين يطالبون باستقلال مدينة بورسعيد عن مصر، ويؤكدون حرصهم على إقامة علاقات طيبة مع "الجارة" مصر، بل وبات لهم "علم"، وكل هذا يحدث ونواب الشعب لا يحركون ساكنا، ولا يهتمون إلا بمنع اتخاذ أى عقوبات ضد فريق ارتكبت جماهيره جرائم القتل والتمثيل بالجثث!! وكنت أظن أن انتخاب نواب فى برلمان الثورة لن يذكرنى بنواب كانوا يلهثون خلف الأزمات الكروية، بحثا عن الشهرة ورضاء الشارع وأصوات الناخبين، كنت أعتقد أن ضمير النواب سوف يتحرك بشكل جمعى من أجل صالح الأمة وليس من أجل مصلحة "أبناء الدائرة"، كنت أعتقد أنه بات لدينا نواب يعترفون بخطأ الجماهير عند وقوعه، بل وإعلان ذلك على الرأى العام، كنت أظن أن الصراحة والوضوح سوف تنتشر، ويختفى الكذب والخداع والتملق والنفاق الجماعى، بل كنت أظن أن الخلفية الإسلامية لبعض النواب سوف تعيد لنا زمن عمر بن الخطاب الذى بشرونا به ونحن صغار. لكن تحطمت آمالى وطموحاتى أمام عصبية وتعصب أعمى وغياب كلمة الحق، وبات بعض النواب ينشرون الفتنة بفخر واعتزاز، ودخلوا فى سباق رهيب للمزايدة على بعضهم البعض فى الكذب والنفاق والخداع والدفاع عن القاتل، وباتوا يتحدثون عن فريقهم أو مدينتهم كما تحدث بعض الصحابة فى صدر الإسلام حتى رد عليهم سلمان الفارسى ببيت الشعر الشهير: "أبى الإسلام لا أب لى سواه.. إذا افتخروا بقيس أو تميم". فقد عاد بنا النواب إلى عصور الفتنة والتنابذ والتفاخر والسخرية وللأسف يفعلون كل ذلك وهم يتحدثون معنا من منطلق المرجعية الإسلامية، بل وبحوار يبدأ بأركان الخطبة.. ثم ينزلق إلى عبارات الفتنة وتفضيل قوم على قوم بالتعصب والجهل، وتبنى رأى القاتل وموقف من مثل بالجثث، فهم نواب القاتل وليس نواب الشعب. وأظن أن حزب النور حقق مكسبًا رهيبًا جدًا فى الشارع المصرى بدفع النائب "البلكيمى" إلى تقديم استقالته من البرلمان بعد الكذب على الرأى العام وخداع الشعب المصرى والإساءة إلى حزب ذى مرجعية إسلامية، ونال الحزب ثقة الشارع المصرى ورضاءه عن سلوكه المحترم جدا وعقابه الفورى والقوى لمن كذب وخدع، فما بالكم بنواب يثيرون الفتنة التى هى أشد من القتل، ونائمة لعن الله من أيقظها، لكنهم لا يستحون.. ولا يشعرون بحمرة الخجل رغم ازدواجية المواقف والمعايير، بل ولم نسمع لقياداتهم الحزبية صوتا يرفض هذه السلوكيات، وتناسوا أن صمت قياداتهم عن تصويب مواقفهم وقراراتهم وتوجهاتهم يسىء لهم بقدر رهيب جدا فى الشارع المصرى، وقد يمنحهم أصوات مدينة لكنه يفقدهم ثقة عشرات الملايين لأنهم يدافعون عن الباطل والقاتل. أؤكد أننى شعرت بخيبة الأمل من صمت الحملان الذى تحلت به قيادات إسلامية لها فى القلب مكانة، وفى النفس تقدير كبير، وكنت أتمنى لها أن تتخذ قرارا سريعا بعقاب المخطئين من نواب الكرة أو بالأدق نواب القاتل.