تبادل مسئولون من إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ورجال الأعلام الاتهامات بشأن المسؤولية عن الأخبار المفبركة بعد ان تجاوزت قضية نشر الأخبار الوهمية دائرة الانترنت والعالم الافتراضي إلى حد إطلاق النيران في مطعم عائلي في الربع الشمالي الغربي من العاصمة واشنطن بسبب اعتقاد المتهم بصحة مؤامرة غير حقيقية تدعى "بيتزا غيت ". والقصة المفبركة التي أدت هذا الحادث تتلخص في أن مطعم « كوميت بينغ بونغ « هو عبارة عن واجهة لعصابة جنسية ضد الأطفال تديرها عصابة من الديمقراطيين بمن في ذلك المرشحة الرئاسية السابقة هيلاري كلينتون، وقد ساهم في الترويج لهذه القصة المزيفة العديد من أنصار ترامب بما فيهم مايكل فلين جونيور نجل كبير المستشارين في مجلس الأمن القومي لترامب اللفتانت جنرال المتقاعد مايكل فلين. واضطر ترامب إلى اتخاذ قرار مباشر بقطع علاقات فلين جونيور مع الفريق الانتقالي لإدارته بعد أن اقترح الأخير على موقع « تويتر « بأن القصة المختلقة عن العصابة الجنسية ضد الأطفال في مطعم البيتزا في واشنطن كانت صحيحة. وانتقل الجدل من انعكاسات القصص الكاذبة التي يروجها الأبناء الصغار إلى الآباء كبار السن، حيث طالبت وسائل الإعلام الأمريكية بمزيد من التدقيق على الجنرال فلين الذي اختاره ترامب لقيادة مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، وهيمنت قضية البيتزا على الثرثرات السياسية في واشنطن. وثار جدل واسع على مدى انتشار الأخبار الكاذبة وميل الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى تبادل معلومات مشكوك فيها . وقال السكرتير الصحافي للبيت الأبيض جوش ارنست أنه لا يمكن إنكار التأثير الهدام للتقارير الكاذبة على دائرة الجدل السياسي في الولاياتالمتحدة ولكن الأمر المثير للقلق حقا هو ان بعض التقارير الملفقة قد تؤدى إلى العنف. وانتقدت المنصات الإعلامية الأمريكية الجنرال فلين وابنه بسبب تمرير قصة البيتزا وغيرها من المواد المشكوك في صحتها إضافة إلى إعادة نشر أخبار وهمية من طرف شخصيات يمينية عنصرية متطرفة وشخصيات لها ارتباط مع الجماعات العرقية البيضاء. وركزت وسائل الإعلام، أيضا، على الانتقادات اللاذعة لترامب بسبب اتهاماتها التي لا تستند على وقائع أو أدلة بأن اكثر من 3 ملايين من المهاجرين غير الشرعيين قد صوتوا في الانتخابات الرئاسية الأخيرة لصالح هيلاري كلينتون، وطالب عدد من المعلقين بصورة غير مباشرة من ترامب وفريقه الانتقالي التحدث والتصرف على مستوى أعلى يتناسب مع البيت الأبيض، وقال المعلق جون ديكرسون من برنامج واجه الأمة: «عندما تكون رئيسا، لا يمكنك فقط تقديم نطرية لا تستند على أدلة لانك بحاجة إلى إثبات». وتمكن الجمهوريون بطريقة ساخرة من توجيه الاتهامات بشأن الأخبار المفبركة ضد وسائل الإعلام نفسها إضافة إلى قادة الحزب الديمقراطي ومدير حملة كلينتون الانتخابية عبر القول بأن الديمقراطيين ساهموا في نشر أخبار مضللة على الفيسبوك حول دور لروسيا في فشل كلينتون. ومن جهة اخرى، جادل المحافظون بأن وسائل الإعلام استغلت حادثة مطعم البيتزا وتصرفات رجل مجنون من أنصار ترامب بشكل غير عادل